قصة طليحة بن خويلد الأسدي وتأثيره في التاريخ العربي

تُعدّ قصة طليحة بن خويلد الأسدي واحدة من القصص البارزة في التاريخ الإسلامي. يُروى أن عمر بن الخطاب قال له: “والله لا أحبك”، وقد ادعى النبوة في عصر الرسول، وبعد أن ارتد عن الإسلام، وُصِف بأنه فارس يُعادل ألف فارس. رغم ذلك، فقد دافع عن الإسلام وحارب لأجله، لذا أُطلق عليه لقب “أسد الغابة”. دعونا نستعرض عبر موقع مقال maqall.net تفاصيل أكثر حول مسيرة هذا الرجل.

من هو طليحة بن خويلد الأسدي؟

  • هو طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، الأسدي الفقعسي.
  • كان طليحة من الكهنة في قبيلة بني أسد، واستقر في منطقة بزاخة حيث كانت منازل هؤلاء الكهنة تقع في نجد.
  • تشترك نجد في حدودها مع ديار طئ من الشرق، ومنازل بكر من الجنوب، وديار هوازن وغطفان من الشمال، بينما تحدها قبائل عبد القيس وتميم من الغرب.
  • نظراً لقرب هذه القبائل من بعضها، فقد نشأت علاقات تحالف وصراعات فيما بينها بحسب الظروف السائدة.
  • أسلم طليحة ثم ارتد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن بعد ذلك عاد وتاب إلى الله وتحسنت إسلامه.

يمكنكم أيضاً قراءة:

قصة إسلام وتنبؤ طليحة بن خويلد الأسدي

أولاً

  • في السنة التاسعة للهجرة، وبعد فتح مكة، بدأت الوفود تتوالى على النبي صلى الله عليه وسلم للإعلان عن إسلامها.
  • رغم أن بعض الوفود جاءت قبل الفتح، إلا أن الوفادة العامة حدثت في السنة التاسعة، التي سميت “عام الوفود”.
  • قال ابن هشام في السيرة النبوية: “لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وفرغ من تبوك، أسلمت ثقيف وبايعت، وضربت إليه وفود العرب من كل جهة”.
  • كانت الأغلبية من الوافدين من سادات القبائل وزعمائها، كما تواجد من ينوب عن قبيلته أو يأتي مع جماعة صغيرة، ومن هذه الوفود كان بني أسد بن خزيمة.

ثانياً

  • بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس مع الصحابة، دخل عليهم وفد من بني أسد بن خزيمة وكان عددهم عشرة رجال.
  • كان ضمنهم حضرمي بن عامر وضرار بن الأزور ووابصة بن معبد ونقادة بن عبد الله وطليحة بن خويلد، فسلّموا على الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • قال حضرمي بن عامر: “يا رسول الله، إنا شهدنا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله، جئناك ولم نقاتلك كما قاتلك العرب”.
  • ورد الله تعالى على قولهم: “يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ، بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ” (الحجرات: 17).
  • لكن ما لبث أن تغيّر حال طليحة بن خويلد تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبدأ يشعر بالغيرة تجاهه، وبدأ يتأمل في حاله وكيف نشأ من صغر ليصبح القائد الذي دانت له جزيرة العرب.

ثالثاً

  • استحوذ شيطان طليحة على تفكيره، حيث بدأ يُمنِّيه بأنه أذكى وأفصح من محمد، وأنه أديب وشاعر، وشجاع لدرجة أن الناس كانوا يقولون إنه يُعادل ألف فارس.
  • فأخذ طليحة يجهر بأن النبي، إما عن إيمان أم عن عصبية، هو نبياً من عند الله.

محاربة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لطليحة بن خويلد وتوبته

أولاً

  • أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً بقيادة ضرار بن الأزور لقتال الذين ارتدوا عن الإسلام، وتمكن الجيش من الانتصار على بني أسد.
  • التقى ضرار بن الأزور وطليحة وجهاً لوجه، لكنه أصيب بسيفه ولم يُؤثر فيه.
  • استغل طليحة ذلك ليزعم أن الله يحفظه لأنّه نبي، مما جذب إليه الكثير من الأتباع.
  • وفي ظل وفاة النبي وارتداد الكثير عن الإسلام، ازداد نفوذه.
  • من بين أفكاره المتداولة أنه ألغى السجود من الصلاة ولزعم أن سيدنا جبرائيل ينزل عليه.
  • بعد وفاة النبي، تولى الخلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ووجه الجيوش للقضاء على المرتدين.

ثانياً

  • كان طليحة من بين هؤلاء، فوجه أبو بكر جيشاً بقيادة خالد بن الوليد لمحاربة المرتدين.
  • روى الإمام أحمد أن أبو بكر قال لخالد إن رسول الله اعتبره من أفضل الرجال.
  • كتب أبو بكر إلى خالد ليشجعه على الانتصار على طليحة ومن كان في صفه، وترتيب الجيش لم يكن سهلًا بل كان عبر معارك طاحنة.
  • وقعت معارك عنيفة بين المسلمين وبني أسد، حيث برز طليحة للقتال مجدداً.

ثالثاً

  • كان عيينة بن حصن يرافق طليحة مع 700 من قومه، ولكن مع تزايد هجوم المسلمين، أصابه الذعر وبدأ يشعر بالضغط.
  • عندما سأل عيينة طليحة عن الوحي، أُجابه طليحة بلا، مما جعلهم يتجهون للقتال)
  • عندما زادت شدة المعركة، حاول عيينة مرة أخرى سؤاله حول الوحي لصالحهم.
  • عندها انفصل عيينة عن طليحة وانضمّ إلى المسلمين.
  • أدى ذلك إلى هزيمة بني أسد، وهرب طليحة إلى الغساسنة في بلاد الشام.
  • لكنه لم يمكث طويلاً في بلاد الغساسنة حتى تراجع عن هجرته، وعبر عن ندمه على تصرفاته.

رابعاً

  • حثّ طليحة نفسه على العودة إلى خليفة النبي واعتناق الإسلام مجددًا.
  • فقرّر أن يسلم ويقوم بتعهد لخدمة الدين الإسلامي، تائباً عن سابق أخطائه.
  • عندما بلغ المدينة المنورة وقدّم إسلامه، واجه سؤالاً من عمر بن الخطاب حول قتله للرجلين الصالحين.
  • على الرغم من الماضي، استجاب عمر لإسلامه.
  • تاب طليحة توبة نصوحة، وعاهد الله على أن يجاهد في سبيله.
  • شارك طليحة في غزوة بحرية ضد الروم، حيث أظهر شجاعة كبيرة، ونجح في مواجهة العدو واستسلم الكثير من جنوده.
Scroll to Top