في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل قصة الهجرة من مكة إلى المدينة.
تاريخ هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- امتدت هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة نتيجة للاضطهاد الذي تعرض له المسلمون من قريش.
- وقد اعتبرت الهجرة النبوية الشريفة بداية التقويم الهجري، حيث أشار عمر بن الخطاب إلى ذلك بعد إجراء مشاورات مع الصحابة.
- استمر المسلمون في المدينة المنورة حتى تم فتح مكة في العام الثامن الهجري، حيث عادوا إلى ديارهم وأماكنهم بسلام.
لا تفوتوا قراءة مقالنا حول:
الأسباب التي دفعت إلى الهجرة النبوية
تعددت الأسباب التي دفعت المسلمين للهجرة من مكة إلى المدينة، وأهمها:
- تعرض النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون للعديد من الأذى، وزاد هذا الأذى بشكل خاص على المستضعفين من المسلمين، مثل: آل ياسر وبلال بن رباح.
- في إحدى المرات، كانت قريش تتربص بالنبي محمد، وسعت للإيذاء به.
- لكن أبو بكر الصديق تدخل ووقف بجانبه، حيث قال لهم: “أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّه”.
- بالإضافة إلى ذلك، فرضت قريش حصارًا على المسلمين، وخاصة بني هاشم، ووضعوا وثيقة للمقاطعة.
- علّقوا الوثيقة على ستار الكعبة، والتي تطالب بمقاطعة المسلمين ماديًا ومعنويًا.
- استمرت هذه المقاطعة لنحو ثلاث سنوات، ثم قررت قريش التخلص من النبي صلى الله عليه وسلم.
- عقدت قريش اجتماعًا للتخطيط للتخلص من رسول الله، واختلفت الآراء حول كيفية ذلك.
- تراوحت الاقتراحات بين الحبس والنفي، وانتهى الأمر بالتصويت على قتله.
- اختاروا عشرة رجال من قبائل مختلفة ليكون الدم موزعًا بينهم، مما يمنع بني هاشم من الانتقام.
قصة هجرة النبي عليه الصلاة والسلام
- عندما تصاعد الأذى على المسلمين، أوحى الله تعالى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى مكان آخر لنشر دين الله.
- اختار الله مدينة يثرب، المعروفة الآن بالمدينة المنورة، لتكون معقل المسلمين.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- “رَأَيْت في المَنامِ أنِّي أُهاجِر مِن مَكَّةَ إلى أرْضٍ بها نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنَّها اليَمامَة أوْ هَجَر، فإذا هي المَدِينَة يَثْرِب”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- عندما أذن الله تعالى للنبي بالهجرة، غادر متخفيًا مع صديقه أبي بكر الصديق في وقت الظهيرة.
- أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عليًا بإعادة الأمانات إلى أصحابها، ثم التوجه إلى المدينة.
- وهنالك بدأت رحلة الهجرة مع أبي بكر في مسارٍ مختلف مما توقعه أهل قريش.
- توجهوا إلى جبل ثور، وعندما علم المشركون بخطة علي بن أبي طالب، احتجزوه لأكثر من ثلاثة أيام قبل أن يطلقوا سراحه.
- بدأوا بتعقب النبي صلى الله عليه وسلم، وعرضوا مكافآت سخية لمن يعثر عليه، مثل الذهب والمال والإبل.
- خرج الجميع للبحث عنهم في كل مكان.
- عندما وصل المشركون إلى غار ثور، حدثت معجزة، حيث أعمي الله أبصارهم.
- في تلك اللحظة، كان أبو بكر الصديق في قلق، وكان يقول:
- “قُلتُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا”.
- مكثا في الغار حوالي ثلاث ليالٍ، ثم خرجا لاستكمال رحلتهما إلى يثرب.
- بعد رحلة شاقة وطويلة، وصلا إلى المدينة بسلام.
- وقد جزاهم الله تعالى على صبرهم وتحملهم طوال هذه الرحلة.
اقرأ المزيد من هنا حول:
استقبال أهالي المدينة للرسول
- عند وصول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة،
- استقبل أهل المدينة بفرح عارم، سواء كانوا من المهاجرين أو الأنصار.
- كما أُلقِيَت أنشودة الترحيب، وقد أورد عبيد الله بن عائشة ذلك:
- “لمَّا دخلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ المدينةَ جعلَ الولائد يقلنَ طلعَ البدر علينا من ثَنيَّةِ الوداعِ، وجبَ الشُّكر علينا ما دعا للَّهِ داعٍ”.
- على الرغم من أن هذه الواقعة لم تُسجل في الصحيحين على الإطلاق، إلا أنها توضح مدى الترحيب الحار الذي قوبل به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
الدروس المستفادة من قصة هجرة النبي محمد
تتضمن قصة الهجرة من مكة إلى المدينة العديد من الدروس القيمة، ومن أهمها:
- ضرورة الإيمان بالله عز وجل، حيث يزيد من الشجاعة الداخلية والقوة، ويجعلنا لا نملك أي خوف في وجه التحديات.
- الرعاية الإلهية تعتبر من أهم عناصر حماية المؤمنين، مما يمكنهم من الصمود أمام المشركين حتى وإن كانوا في أعداد أكبر.
- التخطيط السليم والأخذ بالأسباب أساس النجاح، وهذا ما يتصف به الأنبياء.
- يجب عدم الاعتماد فقط على الله بل يجب علينا أن نعمل ونتخذ الاحتياطات المناسبة.
- التمتع بالفرحة والسعادة هي من الصفات التي يتحلى بها أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- يجب أن تكون هذه الفرحة قائمة على ضوابط شرعية أوضحها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.