قصة حياة الإمام المهدي المنتظر تُعد من المواضيع التي تثير اهتمام الكثير من الأشخاص الراغبين في معرفة المزيد عن ظهور الإمام المهدي. إذ أن غالبية المسلمين في جميع أنحاء العالم ينتظرون خروجه بشغف، حيث يُنظر إليه على أنه القائد المخلص بعد ما يعانونه من ضعف وتشتت. في هذا المقال، سنستعرض لكم أهم المعلومات حول قصة حياته.
معرفة الإمام المهدي المنتظر
- قبل التعمق في تفاصيل حياة الإمام المهدي المنتظر، يجدر بنا أولاً التعريف باسمه ونسبه وكل ما يتعلق بهويته. هو محمد بن الحسن العسكري بن علي بن محمد بن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
- لقبه هو الإمام المهدي المنتظر، ويُكنّى بأبي القاسم. والده هو الإمام الحسن العسكري، بينما والدته تُدعى نرجس، ويُعتقد أنها من نسل شمعون الرسول، أحد الأقرباء لسيدنا عيسى عليه السلام.
- وُلِد في الخامس عشر من شهر شعبان في العام 255 هجري، ويُعتبر الإمام الحي الغائب، لوجود حكمة إلهية في غيبته. وقد بدأت غيبته الصغرى في العام 260 هجري، بينما استمرت الغيبة الكبرى حتى العام 329 هجري.
للمزيد من المعلومات، اقرأ هنا:
ولادة الإمام المهدي المنتظر
- أما بالنسبة لمرحلة ولادته، فهي واحدة من أغرب المراحل في حياة الإمام المهدي المنتظر. تروي لنا عمة والده، الحسن، المدعوة حكيمة بنت محمد، أنه في إحدى ليالي النصف من شعبان، دعاها الإمام الحسن العسكري لتفطر معهم. فأجابت الدعوة.
- أخبرها الإمام الحسن العسكري أن الله سيرسل حجته في هذه الليلة، أي الإمام المهدي. وعندما سألته عن والدته، أكد لها أن أم الطفل هي نرجس زوجته، مما أثار دهشتها لأنها لم تظهر عليها أي علامات للحمل. فرد عليها بأن ولادة هذا الغلام ستكون كما حدث لنبينا موسى، حيث أراد الله أن تكون في الخفاء حماية له.
- دخلت العمة على نرجس لتجدها في حالة طبيعية، بلا أي علامات للحمل، وأخبرتها بالخبر، ثم أفطرت وصَلَّت العشاء ونامت قليلاً. وعندما استيقظت للصلاة في جوف الليل، وجدت نرجس نائمة بسلام.
- عندما استيقظت نرجس وأرادت الصلاة، دخلت الشكوك في قلب العمة، ولكنها سمعت صوت الإمام الحسن من الغرفة المجاورة يقول لها: “لا تتعجلي يا عمّة، فقد اقترب الأمر.”
- جلست العمة تقرأ القرآن، وفجأة شاهدت نرجس تنتفض بفزع، فتوجهت إليها مطمئنة. بعد فترة، سمعت صوت المولود الذي كان ساجداً لله، وقد وُلد نظيفاً دون أدنى أثر للأوساخ، فضمته إلى صدرها.
- ناداها والد المولود ليأتي به إليه، وعندما قدمت له الطفل، وضع لسانه في فمه ومسح عينيه وأذنيه وجسمه، ثم أمره بالتحدث، وإذا به ينطق. وبعد أسبوع، قام الأب بنفس الفعل وأجبره على النطق بالشهادتين وتلا قوله تعالى: (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
- حافظ والد الإمام المهدي وعائلته على سرية ولادته حتى لا تصله أذى من الدولة العباسية آنذاك، وعاش مع والده حتى وفاة الإمام الحسن العسكري بعد خمس سنوات.
إعلان الإمامة للمهدي المنتظر
- بعد مرحلة الولادة، تأتي المرحلة المتعلقة بالإمامة في حياة الإمام المهدي المنتظر. فعقب وفاة والده الإمام الحسن العسكري، ادعى عمه جعفر الإمامة لنفسه زاعماً أنه ورثها عن أخيه، وهو لم يكن على دراية بالمولود محمد ابن الإمام الحسن الذي أخفى والده أمره حتى عن أقرب الناس إليه.
- وحظي عمه بمساعدة العباسيين الذين قدّموه للصلاة على جنازة أخيه. أثناء الصلاة، خرج غلام في الخامسة من عمره من بيت الإمام الحسن ليعترض عمه، قائلاً: “تأخر، فأنا أحق بالصلاة على أبي.”
- تراجع عمه جعفر ولم يعترض، وبذلك تمت الإمامة للإمام المهدي وأحبطت مخططات العباسيين.
الغيبة الصغرى للإمام المهدي المنتظر
- نتيجة للاضطهاد والملاحقة التي تعرض لها الإمام المهدي من السلطة العباسية، غاب عن الأنظار فيما يُعرف بالغيبة الصغرى التي دامت لأكثر من سبعين سنة. خلال هذه الفترة، تم تعيين نواب له عُرفوا بالسفراء، وكانوا أربعة.
- تولى هؤلاء السفراء الأربعة نيابة الإمام المهدي خلال فترة غيابه، وتبعاً للتسلسل: عثمان بن سعيد العمري، ثم ابنه محمد بن عثمان، ومن بعده الحسين بن روح النوبختي المعروف بأبي القاسم، وأخيراً علي بن محمد السمري المعروف بأبي الحسن.
- قام هؤلاء السفراء بدور بارز في توجيه الناس نحو نهج آل البيت وحفظ سرية الإمام المهدي، وكانوا وسطاء يمثلونه ويشكلون حلقة وصل بينه وبين أتباعه.
للقراءة المزيد، يُرجى الاطلاع على مقالنا:
الغيبة الكبرى للإمام المهدي المنتظر
- كانت الغيبة الصغرى مرحلة حاسمة في حياة الإمام المهدي المنتظر، بدأت منذ وفاة والده الإمام الحسن العسكري واستمرت لسبعين عاماً. وقد حققت هذه الغيبة أهدافها، مما مهد الطريق للدخول في مرحلة الغيبة الكبرى التي بدأت بعد انقضاء الغيبة الصغرى في العام 329 هجري.
- الغيبة الكبرى هي مرحلة قدّرها الله ولا يعلمه أحد سواه. ومن خلالها سيتعين على الناس التعامل مع غيابه، في فترة سيسهب فيها الإمام المهدي لاحقاً في تأكيد عدل الله.
- عند بداية الغيبة الكبرى، انتهت النيابة وانقطعت العلاقة مع السفراء. وتم الإعلان عن هذا من خلال رسالة من الإمام المهدي حذر فيها تاريخاً جديداً دون أي نائب، وأوصى بأن يلجأ الناس في شؤونهم إلى العلماء والفقهاء المعتمدين.
ظهور الإمام المهدي المنتظر وإقامته للعدل في الأرض
- عندما يأذن الله بظهور الإمام المهدي المنتظر، سيحارب الظلم والفساد وينشر الحق والعدل في جميع أرجاء الأرض. وسيكون الخير سمة زمنه حتى أنه لن يجد الرجل من يقبل صدقته. لكن قبل حدوث هذا الظهور، يجب تحقق عدة شروط وعلامات تمهيدية.
- تشير معظم الروايات إلى أن ظهور الإمام المهدي يبدأ من مكة المكرمة حيث يتم مبايعته بين الركن والمقام، ومن ثم ينتقل إلى مدينة الكوفة لتصبح عاصمة خلافته. سيشهد ظهوره أيضاً نزول سيدنا عيسى إلى الأرض، حيث يتعاون الاثنان في محاربة الظلم في فلسطين.
بإمكانك كذلك الاستفادة من قراءة: