نية الذبح
تعتبر نية الذبح من الأمور الأساسية، حيث يجب أن يكون للذبح غرض محدد يهدف إلى تناول الذبيحة، وليس مجرد إنهاء حياتها أو إخراج روحها. وقد اتفق العلماء على ضرورة أن تتواجد النية أثناء الذبح، إذ إذا تم الذبح بدون قصد، فإن أكلها يصبح غير مباح. على سبيل المثال، إذا تم استخدام آلة للصيد وأصابت الحيوان مما أدى إلى وفاته، فإن هذا ليس ذبحا صحيحا. لذا، تُعد النية شرطاً أساسياً لتكون الذبيحة حلال الأكل.
التسمية عند الذبح
ينبغي قول “بسم الله” أثناء عملية الذبح مع تحريك اليد، وليس بعدها. يُجدر بالذكر أنه يمكن ذكر التسمية قبل الذبح، وفي حالة نسيانها دون تعمد أو سهو، تعتبر معفاة عن المسؤولية وذلك وفقاً لرأي الجمهور. كما أن التكبير مع التسمية “بسم الله والله أكبر” يعد أمرًا مستحبًا عند جميع الفقهاء، وتعتبر التسمية شرطًا أساسيًا في عملية الذبح.
قطع المريء والحلقوم والودجان
اتفق العلماء على أن قطع المريء والحلقوم والودجين هو ما يبيح أكل الذبيحة. حيث يُعتبر المريء مجرى الطعام والشراب ويتواجد أسفل الحلقوم، بينما يُعتبر الحلقوم مجرى النفس. يُعرف الودجان على أنهما عرقان في العنق يحيطان بالحلقوم والمريء، وتُعرف هذه الأوعية بمصطلح “مجموعة الأوداج”. وقد اختلف العلماء في الحد الأدنى لتحقيق الذبح كما يلي:
- الحنفية: لقد ذهبوا إلى أنه يجب قطع الأكثر من المريء والحلقوم والودجين. إذ لو تم تجاهل واحدة، ولكن تم قطع البقية، فإنه يجوز الأكل وتتحقق عملية الذبح.
- المالكية: اعتبر المالكية أن الذبح يتم فقط بقطع الحلقوم والودجين، حيث أن قطع المريء ليس ضروريًا في رأيهم، مما يجعل رأيهم قريباً من وجهة نظر الحنفية.
- الشافعية والحنابلة: يرون ضرورة قطع المريء والحلقوم، حيث إن ذلك إنهاء لحياة الذبيحة، بينما يُعتبر قطع الودجين من باب الإحسان في الذبح.
آداب الذبح وسننه
لم يغفل الإسلام عن توضيح آداب الذبح، تأكيدًا على أهمية العملية وتجسيدًا للهدي النبوي في التطبيق. وفيما يلي عرض لأهم آداب الذبح:
- ينبغي أن تكون السكين حادة، ويجب على الجزار أن يُحسن الذبح، وذلك تجسيدًا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).
- يجب على الجزار أن يسعى لتسريع عملية الذبح بتمرير السكين بشكل قادر، وأن يكون مُدربًا على ذلك.
- يُفضل أن يتوجه الشخص نحو القبلة أثناء الذبح، كما يفضل توجيه الذبيحة إليها إذا أمكنه ذلك.
- بالنسبة للإبل، يُفضل أن يتم نحرها وهي واقفة ومربوطة باليد اليسرى، بينما يُفضل الذبح في حالة البقر والغنم أن تكون الذبيحة ممددة على جانبها الأيسر، وذلك رحمةً للحيوان.
- يُستحب تقديم الماء للذبيحة لتشرب قبل أن يتم ذبحها.
- يفضل انتظار حتى تبرد الذبيحة وتخرج روحها قبل البدء في سلخها، فلا يُفترض قطع رأسها قبل ذلك.
- يُستحب تناول جزء من الذبيحة وإطعام أو توزيع بعض منه.
- يمكن تقديم مكافأة للذابح أو الجزار من اللحم بشرط ألا تكون تلك مكافأته الأساسية.
- يُسمح بإهداء لحم الذبيحة للغني والقادر.
- يجوز تخزين جزء من لحم الذبيحة.
- من المستحب الانتفاع بجلدها أو التصدق به، مع عدم اقتصار الصدقة على الجلد فقط.
- يُفضل إجراء ذبح الأضحية في المنزل مع الأهل ليشهدوا هذه الشعيرة.
- يجوز إطعام الجيران من أهل الذمة من الذبيحة التي تكون تطوعاً.