فضل التمسك بالدين في الأوقات الصعبة والمفتقرة للإيمان

أهمية التمسك بالدين وفقًا للقرآن الكريم

إن التمسك بالدين في آخر الزمان يمثل فضلًا عظيمًا يعود بالنفع على الفرد والمجتمع. فلا يشعر المسلم بالوحشة أو الهموم الكبرى؛ بل يعيش في اطمئنان. ويعتبر التمسك بكتاب الله -عزّ وجلّ- من أبرز ما يثبت العبد في أوقات الشدائد، خاصةً في ظل الفتن والغربة التي قد تواجه المسلمين. من الفضائل التي ذُكرت في هذا السياق نجد:

الأجر العظيم من الله تعالى

إن للتمسك بالدين ثوابًا كبيرًا عند الله، كما ورد في قوله: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ). إن عبارة “يمسكون” تشير إلى عظمة وأهمية هذا الفعل، مما يحث المسلم على التمسك بدينه بكل قوة وعزم. فلا ينبغي للمرء أن يفقد هذا التمسك، سواء في آخر الزمان أو في أي زمن.

عدم الخوف والحزن

إن من يلتزم بتعاليم الدين لا يعرف الخوف أو الحزن حتى في أشد الأوقات، حيث قال الله -تعالى-: (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). ويعكس تفسير هذه الآية معنى عميقًا؛ إذ إنه ينفي الخوف والحزن عن المؤمنين، مما يدل على أنهم في حالة من الأمن التام، حيث إن الخوف يتعلق بما هو آتٍ وفقدان الأمل في الماضي يعد سببًا للحزن، وبالتالي يتحقق الأمن المطلق.

فضل التمسك بالدين وفقًا للسنة النبوية

أما فيما يتعلق بالسنة النبوية، فقد وردت بعض الأحاديث التي تدل على الأجر العظيم للتمسك بالدين في آخر الزمان، ومن بينها:

  • إن التمسك بالعبادة في أوقات الفوضى يعد من أعظم الأمور، حيث لا يلتزم بذلك إلا القلة. فالمتمسك في هذا الزمن بين غفلة الناس يشبه المهاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يخص الأجر، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (الْعِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إلَيَّ).
  • المتمسكون بالدين وعدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنعيم شجرة الطوبى في الجنة، إذ ورد عنه -عليه الصلاة والسلام-: (بَدَأَ الإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كما بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ).
  • إن المتمسك بالدين، بفضل هذه الغربة، يُبشَّر بأجر عظيم، كما روي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّ مِنْ ورائِكُم زمانُ صبرٍ، لِلْمُتَمَسِّكِ فيه أجرُ خمسينَ شهيدًا منكم). وهناك روايات أخرى تؤكد الأجر دون ذكر كلمة “شهيد”.

في ختام الحديث عن الغربة في آخر الزمان، يظهر بوضوح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد علمنا من خلال الوحي أن هذه الغربة سوف تحدث، وقد سعى رحمةً بالناس إلى تسليتهم وبيان أهمية الثبات في الأوقات الصعبة، مما يمنح المسلمين الصبر والقوة في مواجهة التحديات.

Scroll to Top