عبيد بن الأبرص: قصائد في وصف البرق والمطر

عبيد بن الأبرص: الشعر في وصف البرق والمطر

يُعتبر الشاعر عبيد بن الأبرص واحدًا من أول الشعراء الذين أبدعوا في وصف الظواهر الطبيعية، مثل البرق والمطر، في مجموعة من القصائد الشعرية المتميزة التي تجسد مهاراته الفنية وعمق تأملاته. ومن بين قصائده البارزة ما يلي:

قصيدة: هبَّت تلوم وليست ساعة اللاحي

في قصيدة “هبَّت تلوم وليست ساعة اللاحي”، يستعرض الشاعر عبيد بن الأبرص مشاهدته لحركة السحاب والبرق خلال الليل، مشيرًا إلى قربه الكبير من الأرض حتى يبدو وكأنه يستطيع لمسه. ثم يصف الشاعر هطول المطر وتأثيره على التربة، كما يتحدث عن فتى يلعب المدحاة، حيث يقول:

هَبَّت تَلومُ وَلَيسَت ساعَةَ اللاحي

هَلّا اِنتَظَرتِ بِهَذا اللَومُ إِصباحي

قاتَلَها اللَهُ تَلحاني وَقَد عَلِمَت

أَنَّ لِنَفسِيَ إِفسادي وَإِصلاحي

كانَ الشَبابُ يُلَهّينا وَيُعجِبُنا

فَما وَهَبنا وَلا بِعنا بِأَرباحِ

وَلا مَحالَةَ مِن قَبرٍ بِمَحنِيَةٍ

وَكَفَنٍ كَسَراةِ الثَورِ وَضّاحِ

يا مَن لِبَرقٍ أَبيتُ اللَيلَ أَرقُبُهُ

مِن عارِضٍ كَبَياضِ الصُبحِ لَمّاحِ

دانٍ مُسِفٍّ فُوَيقَ الأَرضِ هَيدَبُهُ

يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالراحِ

فَمَن بِنَجوَتِهِ كَمَن بِمَحفِلِهِ

وَالمُستَكِنُّ كَمَن يَمشي بِقِرواحِ

كَأَنَّ رَيَّقَهُ لَمّا عَلا شَطِباً

أَقرابُ أَبلَقَ يَنفي الخَيلَ رَمّاحِ

فَاِلتَجَّ أَعلاهُ ثُمَّ اِرتَجَّ أَسفَلُهُ

وَضاقَ ذَرعاً بِحَملِ الماءِ مُنصاحِ

كَأَنَّما بَينَ أَعلاهُ وَأَسفَلِهِ

رَيطٌ مُنَشَّرَةٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ

كَأَنَّ فيهِ عِشاراً جِلَّةً شُرُفاً

شُعثاً لَهاميمَ قَد هَمَّت بِإِرشاحِ

بُحّاً حَناجِرُها هُدلاً مَشافِرُها

تُسيمُ أَولادَها في قَرقَرٍ ضاحي

هَبَّت جَنوبٌ بِأولاهُ وَمالَ بِهِ

أَعجازُ مُزنٍ يَسُحُّ الماءَ دَلّاحِ

فَأَصبَحَ الرَوضُ وَالقيعانُ مُمرِعَةً

مِن بَينِ مُرتَفِقٍ فيهِ وَمُنطاحِ

قصيدة: ما رعدت رعدة ولا برقت

في قصيدة “ما رعدت رعدة ولا برقت”، يصف الشاعر عبيد بن الأبرص الظاهرة الفريدة للبرق الذي لا يصاحبه مطر، حيث يقول:

مــا رَعَـدَت رَعـدَةً وَلا بَـرَقَـت

لَكِــنَّهــا أُنـشِـأَت لَنـا خَـلِقَه

المـاءُ يَـجـري عَـلى نِظامٍ لَهُ

لَو يَـجِـدُ الماءُ مَخرَقاً خَرَقَه

بِـتـنـا وَبـاتَت عَلى نَمارِقِها

حَتّى بَدا الصُبحُ عَينُها أَرِقَه

قصيدة: صاح ترى برقاً بت أرقبه

في قصيدة “صاح ترى برقاً بت أرقبه”، يعبر الشاعر عبيد بن الأبرص عن شغفه وترقبه للبرق الذي يظهر طوال الليل، حيث يقول:

صاحِ تَرى بَرقاً بِتُّ أَرقُبُهُ

ذاتَ العِشا في غَمائِمٍ غُرِّ

فَحَلَّ في بِركَةٍ بِأَسفَلِ ذي

رَيدٍ فَشَنَّ في ذي العِثيَرِ

فَعَنسَ فَالعُنابِ فَجَن

بَي عَردَةٍ ثُمَّ بَطنِ ذي الأَجفُرِ

فَهوَ كَنِبراسِ النَبيطِ أَوِ ال

فَرضِ بِكَفِّ اللاعِبِ المُسمِرِ

قصيدة: سقى الرباب مجلجل الأكناف

في قصيدة “سقى الرباب مجلجل الأكناف”، يصف الشاعر عبيد بن الأبرص العاصفة الرعدية الغزيرة المليئة بالمطر والبرق التي هبّت على منطقة الرباب، حيث يقول:

سَـقـى الرَبابَ مُجَلجِلُ ال

أَكـنافِ لَماحٌ بُـروقُه

جَـونٌ تُـكـركِـرُهُ الصَـبا

وَهـناً وَتَـمريهِ خَريقُه

مَــريَ العَـسـيفِ عِـشارَهُ

حَتّى إِذا دَرَّت عُروقُه

وَدَنا يُـضيء صُـبابُهُ

غاباً يُـضَـرِّمُهُ حَـريـقُه

حَتّى إِذا ما ذَرعُهُ

بِالماءِ ضاقَ فَما يُطيقُه

هَبَّت لَهُ مِن خَلفِهِ

ريحٌ يَمانِـيَةٌ تَـسـوقُه

حَــلَّت عَــزالِيَهُ الجَـنـوبُ

فَــثَــجَّ واهِـيَةً خُروقُه

Scroll to Top