تم ذكر السيدة مريم العذراء في القرآن الكريم في العديد من الآيات، كما أن هناك سورة تحمل اسمها، وقد ذُكرت أيضًا في الأحاديث النبوية الشريفة.
قصة مريم العذراء
تعتبر مريم العذراء رمزًا للطهارة والقداسة، حيث تتميز بالنقاء والبتولية. وفيما يلي سردٌ لقصة حياتها:
- كانت مريم عليها السلام تعيش منعزلة عن قومها في مكان بعيد، مكرسة نفسها لعبادة الله سبحانه وتعالى.
- انفصلت عن الدنيا وزخرفها بشكل كبير.
- أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا جبريل ليبشر مريم بأنها ستحمل وترزق بمولود هو عيسى عليه السلام.
- شعرت السيدة مريم بالخوف عند مشاهدتها لسيدنا جبريل، لكنه طمأنها بأنه من عند الله.
- تعجبت مريم من الخبر الذي بشرها به سيدنا جبريل، متسائلةً كيف يمكن أن يكون لها ولد دون أن يمسها بشر.
- أخبرها سيدنا جبريل بأن هذا المولود سيكون معجزة، إذ سيخلقه الله سبحانه وتعالى وينفخ فيه من روحه دون وجود أب.
ولادة وحياة العذراء مريم عليها السلام
تعد السيدة مريم واحدة من أجمل الفتيات في تاريخ البشرية، فهي:
- مريم العذراء ابنة عمران، ووالدتها حنة بنت فاقوذا.
- كان أسرتها معروفة بالتقوى والطاعة والإصلاح.
- نذرت حنة ابنتها مريم لخدمة بيت المقدس قبل أن تصبح حاملاً.
- توفي والد مريم قبل أن تلدها، إذ رحل عن الحياة أثناء حمل والدتها بها.
- تربت مريم على حسن الأدب والاحترام تجاه الجميع.
- تكفل برعايتها زكريا عليه السلام في بيته، وكان يدعمها في جميع مصالحها.
- منحت السيدة مريم رزقًا وفيرًا يأتيها من حيث لا تحتسب.
- عاشت مريم نحو ثلاث وخمسين عامًا.
- حملت عيسى عليه السلام في سن الثالثة عشرة.
- بدت عليها علامات الحيض مرتين فقط قبل الحمل.
ولادة عيسى عليه السلام
كان حمل السيدة مريم معجزة، حيث لم يكن طفلها إنسانًا عاديًا، بل كان المسيح عيسى عليه السلام:
- عندما وضعت السيدة مريم عيسى عليه السلام، أنكر القوم ذلك.
- أمرت الناس بالتحدث إلى ابنها بالإشارة فقط، طاعةً لأمر الله.
- تحدث الطفل الرضيع مع الناس، مما جعلهم يصدقون مريم بنت عمران.
- بعدما بدأ الحمل يظهر عليها، غادرت مريم البيت المقدس إلى مكان يضمن لها الخصوصية بعيدًا عن الأعين.
- وضعت مولودها في ظروف صعبة، دون أن يكون هناك من يساعدها ويؤازرها.
- رغم همومها، كانت تعيش في عالم من الإيمان والتقوى.
هجرتها إلى مصر
خشيةً على ابنها عيسى عليه السلام، هجرت السيدة مريم إلى مصر:
- انطلقت مريم مع ابنها إلى مصر، حيث نشأ المسيح هناك.
- حيث أرسل أعداء الله من اليهود جنودهم لقتل الطفل الرضيع مخافةً على عرشهم.
- (وإذا قيل لهم آمنُوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بِما وراءه وهو الحق مصدقًا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء اللَّه من قبل إن كنتم مؤمِنِين).
عودة السيدة مريم إلى فلسطين
عادت السيدة مريم إلى فلسطين لأسباب عدة:
- عادت بعد وفاة الملك الجبّار.
- مكثت في فلسطين حتى بعث الله تعالى المسيح برسالته.
- ساهمت في معاناة ابنها مع اليهود وما تعرض له من اضطهاد.
- خائن أحد تلاميذ المسيح، وهو يهوذا الإسخريوطي، مما أدى إلى صلب المسيح.
- رفع الله عز وجل عيسى عليه السلام إلى السماء.
- أنزل الله عيسى إلى أمه مريم وهي تبكي، فقال لها إن الله رفعه إليه وقدر له الخير.
- أوصى سيدنا عيسى أمه بجمع الحواريين ليكونوا رسلاً عن الله في الأرض.
- كانت الفترة الزمنية بين رفع عيسى ومولد النبي صلى الله عليه وسلم حوالي خمسمائة وخمس وأربعين عامًا.
- عرف الملك هيرودس بمخطط القتل ضد عيسى عليه السلام.
- استخرج يوسف النجار الجسد من قبر كان قد أعده لنفسه.
مكان دفن العذراء مريم
تفاوتت الآراء حول مكان دفن السيدة مريم، وبينها:
- بعض الروايات تشير إلى أن مريم العذراء عاشت خمس سنوات إضافية بعد رفع ابنها وكانت في الثالثة والخمسين من عمرها.
- قال بعض العلماء إن ما حدث لمريم العذراء بعد وفاة ابنها لا يمكن معرفته إلا بوحي.
- ذكر ابن الجوزي في كتابه “فضائل بيت المقدس” أن احتمالاً كبيراً لمكان دفن مريم هو في المقدس.
- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نورين في ليلة الإسراء، أحدهما يمثل قبر السيدة مريم.
الدروس المستفادة من القصة
تحتوي قصة السيدة مريم على العديد من الدروس والعبر، من أبرزها:
- الهدوء، التواضع، والاختصاص بعبادة الله وحده.
- الرضا بما قدره الله وأن الخير دائمًا مقصود لنا.
- عدم الالتفات لكلام الناس.
- الزهد في الدنيا وملذاتها.