مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتزايد تساؤلات المرضى حول حكم إفطار المريض خلال هذا الشهر الفضيل.
كفارة إفطار المريض في رمضان الذي لا يُرجى شفاؤه
- في الحالات التي يعاني فيها المريض من مرض مزمن ولا يُرجى شفاؤه، يكون حكم كفارة إفطار المريض في رمضان هو إطعام مسكين عن كل يوم يفطر فيه.
- يُقدّر مقدار الطعام بمقدار صاع من التمر أو القمح أو الأرز، وهو يُعادل نحو كيلوغرام ونصف.
- وينطبق نفس الحكم على كبار السن الذين لا يستطيعون الصوم، فيتحتم عليهم إطعام مسكين عن كل يوم يفطرون فيه.
- ولا يلزمهم القضاء، استنادًا إلى قول الرسول صلَّ الله عليه وسلم:
- “من أدركه الكبر فلم يستطع أن يصوم رمضان فعليه لكل يوم مد من قمح”.
- يُسمح بإخراج الكفارة من الطعام المتوفر في المنزل، كما بإمكان المفطر أن يقدّم الطعام للمساكين من خلال شراء وجبات جاهزة.
تابعونا لقراءة مقالاتنا الأخرى حول:
كفارة إفطار المريض الذي يُرجى شفاؤه في رمضان
- أما بالنسبة للمريض الذي يعاني من مرض عابر يُمكن شفاؤه، فإن كفارة إفطار المريض في رمضان تكمن في قضاء الأيام التي أفطر فيها بمجرد أن يتماثل للشفاء.
- وينطبق نفس الحكم على المسافر، حيث ورد في القرآن الكريم: “وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”، ويحق له قضاء تلك الأيام بشكل متفرق أو متتالي وفق استطاعته.
حكم إفطار مرضى الكورونا في رمضان
- مع مرور الزمن، تتجدد الفتاوى التي تُعالج القضايا المستجدّة.
- فقد أُثيرت العديد من التساؤلات حول حكم إفطار مرضى الكورونا وما إذا كان ذلك جائزًا أم لا.
- أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تجيز لمرضى الكورونا الإفطار خلال رمضان.
- حيث إنهم يحتاجون إلى الغذاء لتقوية مناعتهم، مما يمكنهم من محاربة الفيروس.
- كما أنهم بحاجة إلى سوائل لترطيب حلوقهم بشكل مستمر.
- كما رأت دار الإفتاء المصرية أنه يُسمح لأطقم التمريض والأطباء الذين يعملون لساعات طويلة ومتواصلة وعبر اتصال مباشر مع المرضى أن يفطروا، حتى يتمكنوا من أداء مهنتهم بكفاءة.
- ومع ذلك، أكدت دار الإفتاء أن مرضى الكورونا الذين يتماثلون للشفاء يجب عليهم قضاء الأيام التي أفطروا فيها، نظرًا لأن مرضهم ليس مزمنًا.
لا تفوت قراءة مقالاتنا عن:
حكم إفطار المريض النفسي في رمضان
- تُعامل المشاكل النفسية بنفس معاملة الأمراض الجسدية، فالمريض النفسي يحتاج إلى تناول أدوية ومهدئات لتحسين حالته المزاجية، لذا يجوز له الإفطار.
- وأوضحت دار الإفتاء المصرية أن المريض النفسي الذي يستطيع قضاء الأيام التي أفطر فيها، فيجب عليه ذلك إذا كانت حالته النفسية تتحسن، وإذا كانت حالته مستقرة فعليه دفع الكفارة.
حكم المريض الذي لا يأخذ برخصة الإفطار
- أكدت دار الإفتاء المصرية على ضرورة اتباع نصائح الأطباء.
- فالمريض الذي نصحه الطبيب بالإفطار يجب أن يُطاع أوامره، وعليه أن يستفيد من الرخصة الممنوحة له.
- كما قال سبحانه وتعالى: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.
- وأشارت الفتوى إلى أنه يجب على هذا المريض قضاء الأيام التي أفطر فيها إذا كان مرضه غير مزمن.
- أما إذا كان مستمرًا، فيكون عليه الكفارة، وذلك رحمة من الله بعباده.
- كما ذكر الله في كتابه: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”.
استمر في معرفة:
حكم إفطار المريض في نهار رمضان وكيفية القضاء
أقسام المرض من حيث حكم الصيام وجواز الفطر
-
القسم الأول: المرض الخفيف الذي لا يتعارض مع الصوم
- أمثلة: الزكام البسيط، صداع خفيف، وجع الضرس.
- الحكم: يجب عليه الصوم ويحرم عليه الفطر؛ لعدم وجود العذر المبيح للفطر.
- ملاحظة: بعض المرضى قد يستفيدون من الصوم، خاصة في حالات معينة مثل بعض الأمراض الهضمية أو ارتفاع ضغط الدم.
-
القسم الثاني: المرض الذي يشقّ على المريض صيامه ولكن لا يسبب له ضررًا
- أمثلة: حالات يُخشى فيها من تفاقم المرض، تأخر الشفاء، أو حدوث مرض آخر.
- الحكم: يُستحب له الفطر ويكره له الصوم؛ استنادًا إلى قوله تعالى: (ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)، ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب أن تُؤتَى رخصُه كما يحب أن تؤتى عزائمه”.
- نُقل عن ابن حزم: “واتفقوا على أن المريض إذا تحمل على نفسه وصام فإنه يُجزئه، والتوافق موجود على أن من أذاه المرض وضعف عن الصوم فله أن يفطر”.
-
القسم الثالث: المرض الذي يُضرّ به المريض في حالة الصوم
- أمثلة: حالات يُخشى فيها من الهلاك بسبب الصوم، تفويت منفعة عضو، أو التعرض لأذى شديد.
- الحكم: يجب عليه الفطر ويحرم عليه الصوم؛ استنادًا إلى قوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، ولحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”.