يُعتبر الشعر العربي من الفنون الأدبية الأصيلة التي تتمتع بقيمة ثقافية كبيرة، حيث يتجاوز عدد بحوره حدود العالم المادي. وقد تعددت أنواع الشعر العربي نتيجة لتصنيفات متعددة.
الكثيرون يرغبون في التعرف على عدد بحور الشعر العربي ومن هو مؤسسها، وفي هذا المقال سنستعرض المعلومات الهامة حول هذا الموضوع.
أوزان الشعر
-
من الأساسي فهم أن أوزان الشعر في اللغة العربية تعكس بشكل دقيق بحور الشعر في الأدب العربي.
- تُعرف تلك البحور بأنها مجموعة من التفعيلات التي ترتبط ببعضها وفق إيقاع موسيقي محدد.
- يتم من خلالها تنظيم البحور الشعرية وتوزيع القصائد العربية وفقًا لمختلف موضوعاتها وأسلوبها.
-
يختلف وزن الشعر بين الشعراء حسب ميولهم الشخصية وأفكارهم وذوقهم.
- تتباين المشاعر بين الشعراء، لذلك فإن هذه الأوزان ليست نمطاً ملزماً يجب عليهم اتباعه.
تاريخ بحور الشعر العربي في الأدب
مؤسس بحور الشعر العربي هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، المعروف بلقب أبي عبد الرحمن، وله فضل عظيم في إثراء علوم اللغة العربية. إليكم بعض التفاصيل عنه:
- يعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي، المعروف بأبي عبد الرحمن، هو أول من وضع بحور الشعر في الأدب العربي.
- ينتمي لأصل عربي من قبيلة الأزد، وُلد في مدينة البصرة بالعراق عام 718 ميلاديًا.
- يُعتبر من أبرز العلماء في العراق وبالأخص في مدينة البصرة ومدرستها الشعرية.
- أسس علم العروض، الذي استخدمه لوضع بحور الشعر، إلا أن البحر المتدارك قد اكتشفه تلميذه الأخفش.
-
ألف أول معاجم اللغة العربية، وعُرف بمعجمه “معجم العين”، الذي لعب دوراً مهماً في النظام الحالي للحركات والتنقيط في اللغة.
- ساهم هذا المعجم في تحويل شكل الحركات التقليدية واختراع طرق جديدة لتمثيلها.
- كان إنساناً تقياً وزاهدًا، مما أكسبه احترام الجميع، حيث قال عنه سفيان بن عيينة: “من أراد أن ينظر إلى رجل خلقَ من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد”.
- تخرج على يديه عدد من التلاميذ المبدعين الذين أصبحوا فيما بعد علماء بارزين، ومنهم: هارون بن موسى النحوي، سيبويه، الكسائي، الأصمعي، والنضر بن شميل.
-
أثرى اللغة العربية بالعديد من الأعمال، من أبرزها: “كتاب الشواهد” و”كتاب العروض” و”كتاب النغم” و”معجم العين”.
- تضم هذه الأعمال ثروة معرفية هائلة تُعتبر مرجعًا في اللغة العربية.
- توفي في مسقط رأسه، البصرة، عام 789 ميلاديًا.
عدد بحور الشعر العربي
تتعدد بحور الشعر في الأدب العربي حسب الأوزان المعتمدة والقواعد العروضية.
يبلغ عدد بحور الشعر العربي ستة عشر بحرًا، وقد اكتشف الخليل بن أحمد الفراهيدي خمسة عشر منها.
بينما اكتشف تلميذه الأخفش الأوسط البحر المتدارك، وهو البحر السادس عشر. وسنستعرض كل بحر بشكل مفصل، مشيرين إلى أوزانها الشعرية:
- البحر الأول: البحر الطويل، يعتبر من أطول بحور الشعر ويتكون من أربع تفعيلات، وزنه: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن.
- البحر الثاني: البحر البسيط، يتكون أيضًا من أربع تفعيلات، وزنه: مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن.
- البحر الثالث: البحر الكامل، يتكون من ثلاث تفعيلات في كل شطر، وزنه: متفاعلن متفاعلن متفاعلن.
- البحر الرابع: البحر الوافر، يتكون من ثلاث تفعيلات فقط، وزنه: مفاعلتن مفاعلتن فعولن.
- البحر الخامس: البحر الخفيف، يتكون من ثلاث تفعيلات لكل شطر، وزنه: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن.
- البحر السادس: البحر المتقارب، كل شطر يتكون من أربع تفعيلات، وزنه: فعولن فعولن فعولن فعولن.
- البحر السابع: بحر الرمل، كل شطر يتكون من ثلاث تفعيلات، وزنه: فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن.
- البحر الثامن: البحر السريع، يتكون من ثلاث تفعيلات في كل شطر، وزنه: مستفعلن مستفعلن فاعلن.
- البحر التاسع: البحر المنسرح، كل شطر يتكون من ثلاث تفعيلات، وزنه: مستفعلن مفعولات مستفعلن.
- البحر العاشر: بحر الرجز، يتكون من ثلاث تفعيلات متماثلة، وزنه: مستفعلن مستفعلن مستفعلن.
- البحر الحادي عشر: البحر المجتث، يتكون من تفعيلتين فقط، وزنه: مستفعلن فاعلات.
البحر الثاني عشر: البحر المديد
- يتكون من ثلاث تفعيلات، وزنه: فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.
البحر الثالث عشر: البحر المقتضب
- يتكون من تفعيلتين فقط، وزنه: مفعولات مستفعلن.
البحر الرابع عشر: بحر الهزج
- يتكون من تفعيلتين، وزنه: مفاعيلن مفاعيلن.
البحر الخامس عشر: بحر المضارع
- يتكون من تفعيلتين، وزنه: مفاعيلن فاعلاتن.
البحر السادس عشر: البحر المتدارك
- ويطلق عليه أيضًا البحر المُحدث، اكتشفه الأخفش الأوسط، ويتكون من أربع تفعيلات في كل شطر.
- وزنه: فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن، وغالبًا ما يُستخدم تفعيلةُ فعُلن بدلًا من فاعلن.
بحور الشعر الحر
لا تتبع أسس الشعر الحر القواعد التقليدية للأوزان، بل تمتاز بعدة بحور خاصة بها، منها:
-
تتكون البحور الشعرية الحرّة بشكل رئيسي من بحور الشعر العربي التقليدي.
- لكنها لا تعتمد على جميع البحور العمودية التي تمَّ ذكرها سابقاً.
- يقتصر استخدام الشعر الحر على ثمانية بحور من الشعر العربي، تشمل: “البحر الكامل، البحر الهزج، البحر المتقارب، البحر المتدارك، بحر الرجز، بحر الرمل، البحر الوافر، البحر السريع”.
- يعتمد الشعر الحر بشكل أساسي على تكرار التفعيلة المستخدمة في كل بحر وفقًا لما يتناسب مع الشاعر وأسلوبه وحالته النفسية.
-
تتكون جميع هذه البحور من تكرار تفعيلة واحدة، مما يجعلها بحوراً صافية، باستثناء البحر الوافر والبحر السريع، اللذان يتضمنان تكرار تفعيلتين.
- حيث يتشكل الشطر في هذين البحرين من تفعيلتين مختلفتين: الأولى متكررة والثانية وحيدة.
- باختصار، نلاحظ أن وزن البحر الوافر هو: مفاعلتن مفاعلتن فعولن، والبحر السريع هو: مستفعلن مستفعلن فاعلن.
- يتم كتابة الشعر الحر باستخدام هذين البحرين، مع تكرار التفعيلة الأولى وإضافة التفعيلة الثانية وحيدة في نهاية الشطر.
ننصح بقراءة: