هناك مجموعة من التابعين الذين جاءوا بعد الصحابة رضي الله عنهم.
قدّم هؤلاء التابعون لنا العديد من القصص الملهمة التي ينبغي علينا التعمق في معرفتها. فيما يلي، سنستعرض إحدى قصص التابعين.
التابعون
- هم الأفراد الذين جاءوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تتح لهم الفرصة لرؤيته.
- ورغم ذلك، فقد اتبعوا الصحابة رضي الله عنهم، ووردت عدة أحاديث تشير إليهم مباشرة.
- كما جاء في الحديث الشريف: “خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم”.
- ما يميز التابعون هو حصولهم على العلم والتوجيه مباشرةً من الصحابة الأجلاء.
- لذلك، فإن اختيارهم يُعتبر اختيارًا جماعيًا وفرديًا لما تلقوه من علم ونصح.
- لتلك الأسباب، فإن لهم مكانة رفيعة في قلوب المسلمين ومرتبة عظيمة عند الله عز وجل.
قصة من قصص التابعين
- توجد العديد من القصص التي وصلتنا عن التابعين، وبعضها كان له تأثير كبير على عدد كبير من الناس في زمنهم.
- ولا تزال هذه القصص تؤثر في الكثيرين حتى يومنا هذا، مما يستدعي إعادة سردها ليستفيد منها الجميع.
- تحمل هذه الحكايات عبرًا ومواقف نبيلة ينبغي أن نعيها، وأهمها:
قصة الفضيل بن عياض
- كان الفضيل بن عياض يقوم بسرقة المسافرين وأخذ متاعهم عنوة.
- كان يستقل الطريق وحده، حيث كان يتمتع بشجاعة وقوة استثنائية.
- وفي يوم من الأيام، قرر الاعتراض على قافلة تحمل أمتعة كثيرة.
- فسمع قائد القافلة ينادي بصوت عالٍ ليخبرهم بضرورة الحذر لتفادي قاطع الطريق الذي كان يتربص بهم.
- شعر الجميع بالخوف، وعندها ظهر الفضيل ليخبرهم بأنه هو قاطع الطريق.
- ولكنه أقسم لهم بأنه لن يتعرض لهم، بل قدم المساعدة لهم في الطعام والراحة ليشعروا بالأمان.
قصة توبة الفضيل بن عياض
- بينما كان الفضيل ينتظر مع القافلة ليقدم لهم مساعدته، سمع أحد أفراد القافلة يتلو الآية الكريمة: “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون”.
- فتحركت مشاعره، وعقد العزم على التوبة الصادقة لله عز وجل.
- كما توجد قصة أخرى عن توبته، حيث كان يحب جارية ويتسلق سورًا عالياً لرؤيتها.
- لكن عندما سمع أحدهم يتلو آيات من القرآن، تأثر بشدة وعزم على التوبة إلى الله.
أقوال مأثورة للفضيل بن عياض
يوجد مجموعة من الأقوال المأثورة التي نقلت إلينا عن التابعي الفضيل بن عياض، خاصة بعد توبته.
من المهم أن نستعرض هذه الأقوال للاستفادة منها، ومن أبرزها:
- احتمل أخاك إلى سبعين ذلة، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: لأن الأخ الذي آخيته في الله ليس يزل سبعين ذلة.
- الخوف أفضل من الرجاء ما دام العبد صحيحًا، وعندما يأتي الموت يكون الرجاء أفضل من الخوف.
- لا يستمر العالم جاهلاً بما علم حتى يعمل به، فإذا عمل به، أصبح عالماً.