قصة النبي عزير عليه السلام

تعتبر قصة عزير عليه السلام واحدة من قصص الأنبياء التي تناولها القرآن الكريم، حيث تضم العديد من القصص التاريخية عن الرسل وأقوامهم. ذكر الله هذه الأحداث ليكون فيها عبرة وعظة لمن يعتبر، ولنتعلم من تجارب الذين سبقونا.

في هذا المقال على موقع مقال maqall.net، سنستعرض قصة عزير عليه السلام وما يتصل بها.

النبي عزير عليه السلام

ينحدر نسب سيدنا عزير إلى هارون عليه السلام، ويعرف باسم عزيز بن جروة أو ابن سوريق. تدور تساؤلات حول ما إذا كان عزيز نبيًا، وتتمثل قصة عزير عليه السلام كما يلي:

  • يعتقد البعض أن عزير كان نبيًا لبني إسرائيل، لكن لم يثبت ذلك بشكل قاطع. يُرجح أنه رجل صالح من بني إسرائيل.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه: “ما أدري أَتُبَّعٌ لعَينٌ هو أم لا، وما أدري أَعُزَيْرٌ نبيٌّ هو أم لا”.
  • قيل إن عزير عليه السلام أسير لدى بختنصر، وقد منح الله عزير الحكمة بعد بلوغه الأربعين من عمره، وذاع صيته بين العلماء الحافظين للتوراة.
  • وفقًا لما ورد عن ابن كثير، يُعتقد أن قبر عزير عليه السلام يقع في دمشق.
  • لا يُعد الحديث عن عزير عليه السلام بمثابة الشائكة، إذ كان رجلًا صالحًا اختصه الله بالحكمة كما ورد في القرآن.

قصة عزير عليه السلام

في يوم من الأيام، أثناء الظهيرة، ركب عزير عليه السلام حماره وشرع في السير. وبعد أن أصابه التعب والحر، توقف في قرية ليستريح في ظلها، وهنا تبدأ القصة المعروفة لعزير عليه السلام في القرآن الكريم:

  • كانت القرية التي توقف عندها عزير هي قرية بيت المقدس بفلسطين.
  • جلس في الظل واستخرج ما كان معه من طعام يتكون من العنب والخبز والتين.
  • بينما كان يتفكر في حال هذه القرية التي دمرها بختنصر، تساءل قائلاً: “أنى يحيي الله هذه بعد موتها”، ولم يكن ذلك شكًا في قدرة الله، بل تعجبًا من حال القرية المدمرة.
  • أرسل الله عزيرًا إليهم عزرائيل ليقبض روحه، ليكون آية ويظهر له عجائب قدرته.
  • فأماته الله مائة عام، وعندما عاد إلى الحياة، اعتقد أنه لم يلبث سوى يوم أو بعض يوم، لأنه نام وقت الظهيرة واستيقظ قبل غروب الشمس.
  • عند استيقاظه، كان الملك أمامه، فدعاه للنظر إلى طعامه وشرابه اللذين لم يتغيرا أو يتلفا.
  • لكن عند نظره إلى حماره، وجده قد صار عظامًا يُنخرها الدود، فجمع الملك عظامه وغطاها بلحم، وأجابه عزير حينها بأنه علم أن الله على كل شيء قدير.

عودة عزير عليه السلام إلى الحياة مرةً أخرى

عندما أُعيد عزير إلى الحياة، توجه إلى القرية التي نام فيها ليجدها قد تغيرت وازدهرت:

  • لكن أهل القرية لم يتقبلوا عودته، وأنكروا دعواه بأنه عزير عليه السلام، فقرر الذهاب إلى منزله الذي تغيرت معالمه جملةً وتفصيلًا.
  • في ذلك البيت، وجد امرأة كانت تبلغ من العمر 20 عامًا عندما غادرها، والآن أصبحت قد تجاوزت المئة والعشرين عامًا وأصيبت بالعمى.
  • سألها إذا كان هذا منزل عزير، فأكدت ذلك، ولكنها بكته لأنه لم يعد يذكره أحد.
  • عندها قال لها: “أنا عزير”، لكنها أنكرت ذلك، وقالت له إن عزير لم يكن يرد دعوته.
  • طلب منها أن تدعو الله لتستعيد بصرها، وعندما دعا لها عزير وعاد إليها بصرها، صدقته.
  • ذهبت هذه المرأة برفقته إلى أهل القرية، لكن ابنها لم يُصدق عودته.
  • لكن بعد أن رأى العلامة المعروفة بين كتفيه، أدرك أنه عزير.
  • في الوقت الذي عاد فيه عزير إلى الحياة، كانت بنو إسرائيل قد انحرفوا كثيرًا عن التوراة ونسيها.
  • بعيدًا عن كونه حافظًا للتوراة، أعاد عزير إلى بني إسرائيل كتابتها وتعليمهم دينهم.
  • هنا نشأت الفكرة بأن عزير كان ابن الله، حيث اجتمع حوله بني إسرائيل وسرد لهم المعجزة التي حدثت له.
  • أخذوا يقولون إن عزير كان عالمًا بالتوراة، واستمعوا إليه وهو يقرأ لهم منها، فصدقوه.
  • بعد أن تعلم الناس دينهم، أصبح عزير محبوبا بشكل كبير، واعتبره البعض مقدسًا، مدعين أنه جاء بالتوراة دون كتاب.
  • وهكذا، كفر بنو إسرائيل بما وصفوه بأن عزير هو ابن الله، ولا يزال بعضهم يردد هذا الكلام، والعياذ بالله.

على أي حال بعث عزير

يقول ابن عباس إن عزير عليه السلام بُعث شابًا، فقد كان في الأربعين من عمره عندما أماته الله، وبُعث في نفس العمر. وأكد ابن عباس وأبو الحسن أن عزير بعث بعد بخت نصر.

وقد أيد أبو حاتم السجستاني كلام ابن عباس بقصيدة تتحدث عن عزير:

  • ورأس أسود لشابٍ من قبله ابنه، ومن قبله ابن ابنه.
  • يُرى ابن ابنه شيخًا يتوكأ على عصا، ولحيته سوداء ورأسه أشقر.
  • لا فضل له على ابنه ولا قوة، لكنه يقوم كما يمشي الصبي فيتعثر.
  • يُعد ابنه في الناس تسعين حجة، وعشرين لا يجري ولا يتبختر.
  • وعمر أبيه أربعون أمرها، ولابن ابنه تسعون في الناس غير.
  • فما هو في المعقول إن كنت تدري، وإن كنت لا تدري فالجهل عذر.

ما يجب أن نتعلمه من قصة عزير عليه السلام؟

إن الله سبحانه وتعالى يقص علينا القصص لتعزيز الفهم والتعلم عبر الأجيال فيكون ذلك عبرة ومرجعًا، وفي قصة عزير عليه السلام نستلهم بعض الدروس:

  • ضرورة التأمل في نعم الله وخلقه.
  • تشجيع الإنسان على استغلال قدراته وعلمه في خدمة أمته والعمل على إصلاحها.
  • القصة دليلاً واضحًا على قدرة الله على بعث الموتى وإحيائهم من جديد.
  • تمثل القصة دليلًا قاطعًا على البعث وال حياة بعد الموت.
  • توضح قدرة الله سبحانه وتعالى على تحويل الأحوال من الأسوأ إلى الأفضل، وكل شيء يجرى وفق مشيئته.
  • الإيمان بالله وبقدرته هو سبيل النجاة والصلاح لجميع البشر.

مواضع ذكر عزير عليه السلام في القرآن

تم ذكر قصة عزير عليه السلام في القرآن الكريم في مواضع عدة، فمن أهم المواضيع التي تم تناولها ما يلي:

“أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّـهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلناسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.

Scroll to Top