سلوكيات الأطفال
يلاحظ العديد من الآباء سلوكيات غير مرغوبة لدى أطفالهم، مما يدفعهم إلى محاولة تعديل هذه السلوكيات بطرق مختلفة، لكنها كثيرًا ما تكون غير ناجحة. يعود السبب في ذلك إلى اتباع أساليب غير فعالة. يجب أن ندرك أن الأطفال يمتلكون قدرة فطرية على الفهم، وليس كما يعتقد البعض أنهم غير مدركين لما يحدث حولهم. لكل طفل طريقة خاصة تجعله يستجيب للتوجيه والتعديل. لذا، يتطلب الأمر من الآباء أن يولوا اهتماماً بالغًا للعلاقة التي تربطهم بأطفالهم، حيث إن هذه العلاقة تؤثر بشكل مباشر على تشكيل شخصيتهم المستقبلية وتأسيس عادات سلوكية إيجابية. في هذا المقال، سنناقش مجموعة من النصائح حول كيفية تعديل سلوكيات الأطفال نحو الأفضل.
استراتيجيات تعديل سلوك الطفل
من المهم أن ندرك أن تعديل سلوك الأطفال ليس عملية سهلة، فهي تتطلب الصبر والهدوء والتحكم في الأعصاب للوصول إلى نتائج إيجابية. يمكن الاستفادة من الاستراتيجيات التالية بما يتناسب مع طبيعة طفلك:
- حدد السلوك غير المرغوب فيه الذي يحتاج إلى تعديل، مع مراعاة عمر طفلك. فكل مرحلة عمرية تحمل سلوكيات قد تُعتبر غير مقبولة سواء في البيت أو الحضانة أو المدرسة. يتيح لك تحديد السلوك التركيز على أسبابه وسبل تغييره، وفي حال كان هناك أكثر من سلوك غير مقبول، رتبها حسب أولوية التغيير.
- تحدث مع طفلك عن السلوك الخاطئ وتوقعاتك منه، وتأكد من فهمه لما تقوله.
- اجعله يشعر بعواقب تصرفاته الخاطئة، ووضح له الخطأ الذي ارتكبه دون استخدام السخرية أو العقاب القاسي، لأن ذلك قد يؤدي إلى ضعف الشخصية وزيادة القلق وفقدان الثقة بالنفس. يجب التركيز على تعديل السلوك وليس على الطفل نفسه، مع الحرص على الحفاظ على معنوياته.
- حاسب طفلك على تصرفاته الخاطئة في الوقت المناسب ولا تؤجل ذلك، واشرح له أسباب العقاب، واذكر له أنه سيتوجب عليه تحسين سلوكه في المستقبل. استخدم أسلوب الإشادة من خلال إظهار الإيجابيات، كأن تقول له: “أنت طفل موهوب لكن لا تفعل كذا وكذا.”
- استعن بأسلوب تدريجي في العقاب، بدءًا من التعزيز الإيجابي والمدح، ثم الانتقال إلى التوبيخ أو الهجر، وتنتهي بالعقوبات مثل حرمانه من الأنشطة التي يحبها، مثل مشاهدة برنامج تلفزيوني أو الخروج في نزهة، حتى تختفي السلوكيات غير المرغوب فيها تدريجياً.
- كن ثابتاً في موقفك حتى يتطور سلوك طفلك، ولا تشعر بالملل أو الإحباط من البداية لأن تعديل السلوك يحتاج إلى وقت وصبر لتحقيق النتائج.
- علم طفلك كيفية تصحيح أخطائه بنفسه، مما يعزز سلوكياته الإيجابية ويدفعه إلى الشعور بالمسؤولية عن تصرفاته.
- عزز السلوكيات الإيجابية لدى طفلك حين يقوم بها، من خلال المدح أو المكافآت بأنواعها، سواء المادية أو المعنوية، أو من خلال تقديم الشكر.