إن قصائد المدح التي كتبها حسان بن ثابت في النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعكس عظمة هذا الرسول الكريم. فهو نبينا الذي أرسله الله تعالى للدعوة إلى عبادة الإله الواحد، وقد ترك أثرًا كبيرًا في نفوس العديد من الشعراء، الذين كرسوا قصائدهم في مدحه. في هذا المقال، سنستعرض قصائد حسان بن ثابت التي تتحدث عن النبي.
قصائد المدح لحسان بن ثابت
- إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتميز بين سائر المخلوقات باتباعه الطريق المستقيم في كل شؤونه.
- وقد أقر الله سبحانه وتعالى عظمته في كتابه بقوله: “وإنك لعلى خلق عظيم”.
- النبي، الذي يُعتبر أشرف الخلق، استطاع بفضل صفاته الحميدة أن يكسب قلوب من يراه.
- كان الصحابة رضوان الله عليهم يجدون صعوبة في وصف عظمة النبي وخصاله.
- حسان بن ثابت، المعروف بأبي الوليد، هو أحد الشعراء الكبار في العصر الجاهلي، والذي يمتد نسبه إلى الأنصاري الخزرجي.
- عرف بن ثابت بكتابته العديد من القصائد التي تعبر عن حبه للنبي، بالإضافة إلى رثاءه له بعد وفاته.
- عاش حسان بن ثابت جزءًا من حياته في الجاهلية قبل أن يتقبل الدين الإسلامي.
- وبدايةً، كتب قصائد مدح ملوك العرب آل غسان، متغزلًا في أمجادهم قبل أن يعتنق الإسلام.
- كان يستخدم شعره في وصف مجالس اللهو والمجون قبل تبنيه للدين الإسلامي.
- عند بلوغه سن الستين، تعرف على الإسلام وأصبح من أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- أعلن إسلامه أمام الرسول وبدأ الكتابة كأحد شعرائه.
- تميز بن ثابت بلقب “رجل لسان” وواجه كل من انتقد النبي بشعره القوي.
- كانت قصائد حسان تمتاز بالرقة والسلاسة، مع تأثير ملحوظ للقرآن الكريم.
- استمر في كتابة المدح للنبي وتخليد شهداء المسلمين، كما هجاء المشركين.
كما ذكرنا سابقًا، كتب حسان العديد من القصائد التي تعبر عن حبه للنبي، ومن أبرزها:
القصيدة الأولى
- لما رأيت أنواره سطعت،
- وضعت من خيفتي كفي على بصري،
- خوفًا على بصري من حسن طلعته،
- فلست أنظره إلا على قدري،
- روح من النور في جسم من القمر،
- كحلية نسجت من الأنجم الزهر.
القصيدة الثانية
- محمد المبعوث للناس رحمة،
- يشيد ما أوهى الضلال ويصلح،
- لأن سبحت صم الجبال مجيبة،
- لداوود أو لان الحديد المصفح،
- فإن الصخور الصم لانت بكفه،
- وإن الحصى في كفه ليسبح،
- وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا،
- فمن كفه قد أصبح الماء يطفح.
قصيدة حسان بن ثابت عند رؤية النبي
- قامت قريش بإعطاء بن ثابت مبلغًا من المال لكتابة هجاء للنبي صلى الله عليه وسلم.
- وقع ذلك قبل إيمانه ورؤيته للرسول.
- عند رؤيته للنبي، أشرق في قلبه حب النبي، مما دفعه للدخول في الإسلام.
- عاد إلى قريش ورفض أموالهم، مصرحًا لهم بأنه يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه أسلم.
- وبهذه المناسبة، ألف قصيدة رائعة تعبر عن مشاعره عندما رآه:
- لما رأيت أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصري،
- خوفًا على بصري من حسن صورته،
- فلست أنظره إلا على قدري روح من النور في جسم من القمر،
- كحلية نسجت بالأنجم الزهر،
- هكذا رسول الله والصلاة والسلام.
شعر حسان بن ثابت في مدح النبي
كتب بن ثابت في مدح النبي العديد من القصائد التي تحمل معانٍ رائعة، ومن أبرزها:
- أغر عليه للنبوة خاتم،
- من الله مشهود يلوح ويشهد،
- وضم الإله اسم النبي إلى اسمه،
- إذا قال في الخمس المؤذن، أشهد،
- وشق له من اسمه ليجله،
- فذو العرش محمود وهذا محمد،
- نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل،
- والأوثان في الأرض تعبد،
- فأمسى سراجا مستنيرًا وهاديًا.
شعر حسان بن ثابت في رثاء النبي
عند وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حزن الصحابة عليه بشكل عميق، وكتب حسان الكثير من القصائد لرثائه، ومن أهمها:
- بها حجرات كان ينزل وسطها،
- من الله نور يستضاء ويوقد،
- معالم لم تطمس على العهد آيها،
- أتاها البلى فالآي منها تجدد،
- عرفت بها رسم الرسول وعهده،
- وقبرًا به واراه في الترب ملحد،
- ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت،
- عيون ومثلها من الجفن تسعد.
قصائد أخرى لحسان بن ثابت
قصيدة رثاء النبي عليه الصلاة والسلام
ومن بين القصائد الأخرى التي كتبها بن ثابت في رثاء النبي ما يلي:
- ما بال عينك لا تنام كأنما كحلت مآقيها بكحل الأرمد،
- جزعا على المهدي أصبح ثاويا يا خير من وطئ الحصى لا تبعد.
قصيدة بن ثابت تخليدًا لمعارك المسلمين ورثاءً لشهدائهم
كتب بن ثابت أيضًا عن المعارك التي خاضها المسلمون، مخلدًا أسماء الشهداء الشجعان في مقاطع شعرية، ومن ضمنها:
- فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا بمؤتة،
- منهم ذو الجناحين جعفر،
- وزيد وعبد الله حين تتابعوا جميعًا،
- وأسباب المنية تخطر.
هجاء حسان بن ثابت عن أبو جهل
كتب بن ثابت عددًا من القصائد التي ترد على إساءات الكفار للنبي والإسلام، وفيما يخص أبو جهل، قال:
- لقد لعن الرحمن جمعا يقودهم دعي بني شجع لحرب محمد،
- مسوم لعين كان قدما مبغضا يبين فيه اللؤم من كان يهتدي.
خصائص قصائد حسان بن ثابت
تميز شعر حسان بن ثابت بالعديد من الخصائص الفريدة التي جعلته مختلفًا عن شعراء عصره، من أبرزها:
- قبل اعتناقه للإسلام، كان شعره يرتكز على مدح الكفار وقوتهم.
- بعد دخوله الإسلام، بدأ يمدح النبي والمسلمين ويعبر عن شجاعتهم.
- وقد كتب قصيدة شهيرة في استقبال الرسول بعد هجرته، والتي تعرف باسم “طلع البدر علينا”.
- تميز شعره بتشجيعه للرجال على الجهاد والدفاع عن النبي.
- كانت قصائده تحظى باهتمام النبي، وكان يستأذن النبي قبل الرد على الكفار في أشعاره.