شروط ذبح الأضحية وفقاً للمذهب الشافعي

شروط الأضحية وفق المذهب الشافعي

يُعتبر ذبح الأضحية في عيد الأضحى من السنن المؤكدة للمسلمين، حيث يكفي أن يقوم أحد أفراد الأسرة بهذا العمل ليعمّ الخير على الجميع. وهناك مجموعة من الشروط الضرورية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الأضحية، والتي سيتم توضيحها فيما يلي:

نوع الأضحية

يجب أن تكون الأضحية من الأنعام، وهي تشمل الغنم، والبقر، والإبل بجميع أنواعها. لا يُعتبر أي كائن آخر مثل الحمير المائية أو الظباء كافياً للأضحية. وقد جاء في القرآن الكريم: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ). ولم يُثبت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه ضحى إلا من الأنعام، إذ أن هذه العبادة تتعلق بالحيوانات، وتشبه الزكاة في الأنعام.

عمر الأضحية

ينبغي أن لا يقل عمر الأضحية من الإبل عن خمس سنوات، وتكون عندها “ثنيّة”، أما البقر والماعز فيجب ألا يقل عمرها عن سنتين، ويطلق عليها أيضاً “ثنيّة”. وعلى الجانب الآخر، يجب ألا يقل عمر الضأن عن سنة، ويطلق عليه “جذعة”. وقد قال ابن عمر والزهري إنه لا تقبل الأضحية إلا من الثني في جميع الأنواع.

وفيما يتعلق بشرط الثني، فقد ورد في السيرة النبوية الشريف: (قَسَم رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في أصحابِه ضَحايا فأعطاني عَتودًا جَذَعًا، قال فرجعتُ به إليه، فقلتُ له: إنَّه جَذَعٌ، فقال: ضَحِّ به، فضَحَّيتُ به).

خلوّ الأضحية من العلل الصحية

ينبغي أن تكون الأضحية خالية من الأمراض، والتي تنقسم إلى نوعين كما يلي:

  • الأمراض التي تُظهر آثارها على اللحم

يُمنع التضحية بأي كائن المصاب بأي مرض، سواء كان طفيفاً أو حاداً، وسواء كان يُرجى زواله مثل الجرب، والجروح، والبثور.

  • الأمراض التي لا تُظهر آثارها

تشمل الأمراض الناتجة عن الظروف المناخية المتطرفة مثل الحرارة أو البرودة؛ إذا كانت الأعراض طفيفة، فهناك آراء في المذهب الشافعي بأن التضحية بها قد تكون جائزة في بعض الحالات، لكن إذا كانت الأعراض شديدة، فلا يجوز التضحية بالحيونات المتأثرة.

الأمراض التي تمنع التضحية بالبهيمة

هنالك عدة أمراض تمنع من التضحية بالنعم المتأثرة بها، ومنها ما يلي:

  • الهيام

هذا المرض يؤثر على اللحم، سواء كان قليلاً أو كثيراً، ولا يُعتبر كافياً للتضحية بالحيوانات المصابة به، حيث يتسبب في ضرر في حالة عطش الحيوان الشديد.

  • العجف

لا يجوز التضحية بالحيوانات الهزيلة التي تعاني من العجف، سواء كان بسبب مرض أو خَلْقَة، فإن كانت هزيلة ولا مخ لها فلا تُعتبر كافية للتضحية.

  • عيوب في الأذن

إذا كان الحيوان يعاني من عيب في أذنه، فقد يكون إما مقطوعاً من الأمام أو المؤخرة، أو مع وجود شقوق أو ثقوب، فإذا كانت الأذن قد فقدت جزءاً منها فلا يجوز التضحية بها. لكن إذا كان العيب بسيطاً، فإنه يُعتبر غير مانع، وذلك وفقاً للراجح في المذهب.

  • قطع الذنب أو الألية

ممنوع التضحية بالحيوانات التي فقدت جزءًا من ذيلها أو أليتها، ولكنه يسمح بالتضحية بالحيوانات التي خُلقت بلا ألية.

  • قطع الساق

إذا أدى قطع ساق الحيوان إلى التأثير على قدرته على الأكل، فلا يجوز التضحية به، أما إذا لم يؤثر، فيمكن التضحية به.

  • الاصفرار

يُمنع التضحية بالحيوانات التي تغير لونها نتيجة الهزال.

  • العمي والعور

يُحرم التضحية بالحيوانات العمياء أو العوراء، لأنه يفقد الميزة الأساسية التي تتيح لها الرعي بشكل جيد.

  • العرج البيّن

يُعتبر العرج الشديد مانعاً من التضحية إذا أثر على قدرة الحيوان على الرعي، بينما العرج اليسير لا يؤثر على صلاحية الأضحية.

صفات الأضحية المثلى عند الشافعية

توجد عدة صفات تجعل الأضحية أفضل وأكثر كمالاً، وهي كما يلي:

  • ينبغي أن تكون الأضحية سمينة، حيث يُفضل ذبح الشاة السمينة بدلاً من ذبح شاتين أقل منها في الحجم.
  • التضحية بسبع شياه تُعتبر أفضل من التضحية ببقرة واحدة أو بدنة.
  • التضحية بالذكر تتفوق على التضحية بالأنثى.
Scroll to Top