إن سرد قصة ملكة سبأ للأطفال يعتبر من الأمور الجميلة والمفيدة، حيث أن القصص الدينية تحمل الكثير من العبر والمواعظ التي تساهم في تربية الأطفال بطريقة إيجابية، وتلعب دورًا هامًا في shaping معتقداتهم اليومية.
لذا، سنتناول قصة هذه الملكة بطريقة مبسطة تناسب الأطفال، مع تسليط الضوء على الدروس المهمة التي يمكن استخلاصها منها في السطور القادمة.
قصة ملكة سبأ للأطفال
تدور أحداث هذه القصة في زمن نبي الله سليمان عليه السلام، حيث يغيب الهدهد عن النبي سليمان، مما أثار غضبه الشديد، وقرر أنه سيعاقبه إن لم يقدم سببًا مبررًا لغيابه.
كان الهدهد قد تفقد أحوال قوم كافرين، وأخبر النبي سليمان أن ملكتهم تُدعى بلقيس، وأن هذا القوم يعبدون الشمس.
وبعد ذلك، أرسل النبي سليمان بدعوة إلى تلك الملكة لعبادة الله العظيم وحده. وعقب استشارة رجال مملكتها، قررت الملكة إرسال هدايا إلى النبي.
لكن النبي سليمان غضب من ذلك، وأرسل إليهم هدايا في المقابل. وعندما علمت الملكة بالأمر، قررت التوجه إلى النبي لتكتشف ما يريده وما هي رسالته.
وفي الوقت ذاته، أمر النبي سليمان الجن بجلب عرشها قبل وصولها.
عندما وصلت الملكة ورأت القصر المبني فوق الماء، اندهشت من هذه المعجزات التي ليست في مقدور البشر.
هذا الأمر جعلها تخضع لله وحده وتدرك أنه لا إله إلا الله، مما أدى إلى إيمانها برسالته.
من الذي جلب عرش الملكة بلقيس؟
بعد تناولنا لقصة ملكة سبأ للأطفال، يمكننا معرفة من الذي قام بإحضار عرشها. وقد اختلفت الآراء حول ذلك، فبعضها يشير إلى أنه جبريل، وآخرون يقولون إنه أحد الملائكة أو من الجن التابعين لسليمان، بينما يعتقد آخرون أنه آصف بن برخيا، وزير النبي.
هل ذُكر اسم بلقيس في القرآن الكريم؟
لم يُذكر اسم بلقيس بشكل صريح في القرآن، إلا أن القرآن تحدث بصفة عامة عن قوم سبأ وذكَر أن هناك امرأة تحكمهم.
كما ورد في كتاب الله قول تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيم}(النمل: 22-23).
الدروس المستفادة من قصة ملكة سبأ
تتضمن العبر التي يمكن أن نتعلمها من هذه القصة ما يلي:
- التماس الأعذار للغياب كما فعل النبي سليمان يدل على أهمية حسن الظن بالآخرين.
- اعتماد مبدأ الشورى كنهج حياة، كما فعلت بلقيس مع وزرائها.
- إيمان قوي للنبي سليمان عليه السلام، وتركيزه على الأمور الروحية بعيدًا عن الأمور الدنيوية.
- ضرورة تحكيم العقل والحكمة في اتخاذ القرارات.
- اختصار الكلام كما فعل الهدهد في وصف حال مملكته.
- استخدام وسائل التعزيز والعقاب كجزء من أسلوب القيادة، كما فعل النبي سليمان مع الهدهد.
- اليقظة والتفقد من صفات ولي الأمر تجاه رعاياه.
- وضع الجن بحدودهم، فهم لا يعلمون الغيب، كما يتضح من موقفهم عند وفاة النبي.
- رحمة النبي بأنواعه، حيث أظهر compassion تجاه المخلوقات، مثل إنقاذه للنمل.
- الرحمة وحسن المعاملة للضعفاء.