شعر نبطي يتناول موضوع الحزن والمشاعر المؤلمة

قصيدة: قلت الوداع وجاوبت دمعة العين

كتب الشاعر في الأبيات التالية:

قلت الوداع وجاوبت دمعة العين
تجرح بساتين الخدود الندية
وأغضت عيونها الحزينة، فكانت حزينة
وعبرت عن فرقاها بقولها: “أنا لست قوية”
فأجبتها: “أرجوك توقفي،
فإن دموعك تشعل نارًا في قلبي”
فقالت: “تعاهدني عهداً كعهد المحبين،
فالله يخون من يخون الأخوة”
فأجبتها: “أبشري، ومن خلقك لا تظني
حرامٌ أن أحب إنسانًا سواك”
وقصّت شعرها، وسألت: “ماذا تفعل؟”
فأجبت: “أريد هدية منك”
ثم ناداني البعد على الهم والافتراق
وأحسب الأيام تأتي وتذهب
وفي كل ليلة يظهر بين رمش عينيها
خيالها بين الرموش الشقية
غربةٌ سنة في حياتي وغربة سنين
متى يا الله يلتقي الحي بحبيبه
لقد قربت ولم يبق سوى يومين
لقد انتهت غربةٌ كانت جاثمة
ورجعت شوقي إلى قلبي كهواء بركان
عدت أنا، وكلّي في جاذبيتك
وسألت: أين هم؟ ولم أسمع ردًا
فأجابني الحزن كأنه طعن خنجر
قالوا: “رحلت، غافلتها المنيّة”
وفي أنفاسها الأخيرة لم تذكر سوى حرفين
تشهدت باسمك شفاه البنية
وتزاحمت في صدري آلاف السكاكين
والحزن يطويني بثمانين طيّة
صدمةٌ أوقعتني على الأرض نصفين
ما الذي ذنبها لتغادر بهدوء
أرجوك دلوني على قبرها الآن
فقد نفذ صبري ولم أعد أحتمل
وقفت أراقب قبرها بين نصيبين
وجلست أضم أغلى ما أملك إليّ
وأصيح: “ما بك يا غالية، لماذا لا تردين؟
اشتقت همس شفاهك النرجسية.”

قصيدة: يا رفيف الماء وفجر العيد وأحزان المواني

يروي الشاعر فهد بن مساعد:

يا رفيف الماء وفجر العيد وأحزان المواني
يا أطيب من في الأرض قلبًا، وأسرارًا دفينة
المكان هنا مليء بالضحكات والأغاني،
والكلمات التي أود أن أقولها تحتاج لسكينة
انظري إلى الركن البعيد هناك، يبدو كصدر حاني
هذا هو المكان الذي يليق بالشاعر وبنت حزينة
انسِ الشارع، وظلمة الزوايا والمباني،
فهذه يديك ستلف الغيم وتشكل مدينة
لديّ الليلة حديث وصمت، وأخاف الثواني
أن تظلم أو تظلم فيه كم ضاعت سنين
لكن يجب أن تسمعي ما أريد، ولا تسألي
إذا كنت بعيدة، فقد نسيت وقلت ما تريدينه
شيء واحد وعلى بركة الله، لا أريد شيئًا آخر
يدور في بالك وأنا أكشف لك شعورًا تجهلينه
إذا كنت، وبكل ما تحمله كلمة “أحبك” من معانٍ
كنت وسأبقى أحبك حتى يتوقف الزمن
لكن، والله، لم أستطع النسيان، ولا هَمّي نسان
كلما ذُكرت إنسان فيه أسرار بينك وبينه
كلما أتت لي فكرة حبك الأولاني
أشعر كأنني انطُعنت مليون مرة من يديه
أشعر أن عيونك لم يُخلق شيئٌ مثلها إلا لأجلي
كيف كانت تبتسم له، قولي إنك تستغفلينه
صورة أنه كان يمسح دمعك تُزلزل كياني
وكيف كان يلم شعرك ويتبعثر في يمينه
حتى اسمك يوم رحلت كنت أقول له: “عسف رماني”
بنفس الاسم الذي يقول: “بذمتك ليست غبينة”
وكأنني عندما أناديك بالاسم نفسه
يطلب النسيان أن يترك شيئاً في ذاكرتك
لا تظنيني أنانية، أنا لست كذلك
لو أنني سلمت من الغرق، سأموت في ظهر السفينة
يا إني لا أكمل، وأعاني، أو أكمل ثم أعاني
كلما تذكرت اسمه تلتقي عيني بعينه
وأين كان الضحية؟ وأين كان الجاني؟
لا أعلم، ولكن قراري هو أن تقبليني
كما أكره فكرة أن يأخذ أحد مكاني
لا أستطيع الجلوس في مكان إنسانة كنت تعشقينها.

قصيدة: واتصبر وأقول الصبر عيا يفيد

قال الشاعر فهد بن سعيد:

ضاق صدري وعيني بالدموع أذرفت

واتصبر وأقول الصبر عيّا يفيد

أنكر جروح قلبي والدموع انكشفت

كلما مسحت عيوني، المدامع تزيد

الليالي تحدّاني ولا لي صفت

فرقنا حكم الله على ما يريد

آه يا شمعة الوادي عسا ما طفت

عقب الفرقة، عذبتني العذابات الشديدة

لو كنت المحبة، يا القدر، ما خفت

الهوى يجعلكِ شيوخ القبائل عبيد

قصيدة: لو تقسم صفوف خلق الله ما ينقسم

يكتب الشاعر في الأبيات:

يمر يوم، وكل يوم يمر أحس أنني حزين
أمسي على ضيقة صدر وأصبح على ضيقة صدر
قالوا الفرج بعد الصبر، قلت الصبر همٌ دفين
قالوا الوفي طبعه وفي، قلت الزمن كله غادر
يا صدري الذي من الضيقة تقوم وتطيح
يكفي اقهر العاذلين بضيقتك وابتسم
أعطني طربًا غصبًا عن كف الزمان الشحيح
وأتعهد لك وأقسم قسمًا
لأعطيك رجلًا لا يزول ولا يتغير
لو تقسم صفوف خلق الله لما انقسم.

قصيدة: آه يا قوة قلبه تجرحني من قلب وتروح

قال الشاعر طلال سلامة:

آه يا قوة قلبك،
تجرحني من قلب وتروح
آه، قولي وربك،
من علمك درس الجروح
ما جاءك مني يجرحك
ولا جاءك مني يؤلمك
ليه القسوة،
قلبك نسي
أتعبتني وليه التعب
واجهني لو مرة بسبب
قولي لي أنا إيش سويت فيك
هذا وأنا قلبي عليك
ليه الجفا،
وأنا وفا.

قصيدة: صاحبي لا دارت الأيام

قال الشاعر محمد القثامي:

صاحبي لا دارت الأيام وأضناك الفراق
واستباحك كل جرح، وصار لك مثل الخوي
اذكر الذي من فراقك ضاق صدره واستضاق
حالته تشكي، وصدره من همومه مرتوي
كأنه المسجون ظلم وحط بيديه الوثاق
وصار مجرمًا في عيون الناس ولو أنه سوي
وأنت يا نبض الخفوق، ومنهلك عذب المذاق
لا تزد الشوق الضيق الذي من زمانك منكوي.

Scroll to Top