تدور أحداث قصة السامري حول رجل عاش في قبيلة بني إسرائيل، لكنه لم يكن جزءًا منهم، بل كان ينتمي إلى أهل باجرمي، واشتهر بينهم بهذا الاسم. في هذا المقال، سنتناول مضمون هذه القصة ونستعرض بعض النقاط الهامة المرتبطة بها.
قصة السامري
- يُشير مصطلح “السامري” إلى مجموعة كانت تجمعها العديد من العقائد المشتركة مع اليهود.
- لكنها أيضًا كانت تتضمن بعض الاختلافات.
- كان السامري رجلاً يعيش وسط بني إسرائيل، وقد صنع عجلًا ودعا قومه لعبادته.
- عندما أنقذ الله تعالى بني إسرائيل من طغيان فرعون وجنوده، حدث أنه خلال يوم من الأيام، بينما كانوا في طريقهم، رأوا مجموعة تعبد العجل بدلاً من الله عز وجل.
- عندها طالب بني إسرائيل نبيهم موسى عليه السلام بصنع إله لهم يشابه العجل الذي رأوه.
- استغرب موسى عليه السلام من تصرفات قومه، إذ لم يمض وقت طويل على إنقاذهم من عبودية فرعون.
- فكيف يمكنهم نسيان عظمة الله والمطالبة بعبادة غيره؟
- وجه موسى عليه السلام تحذيرًا لقومه بسبب جهلهم.
- ثم انطلق إلى جبل الطور لملاقاة ربه، وهي المناسبة التي تُعرف بعهد الميقات.
- لأن الله تعالى قد وعده بالتحدث إليه، ولذلك يُلقب موسى بكليم الله.
- يقول الله تعالى في سورة طه:
- “يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى.
- وما أعجلك عن قومك يا موسى * قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى.
- قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري”.
تكملة قصة السامري
- خلال فترة غياب موسى، ترك أخاه هارون مع بني إسرائيل ليعظهم وينهاهم عن الشرك.
- كان هناك رجل من بني إسرائيل يُعرف بالسامري، والذي تظاهر بالإيمان لكنه كان في الحقيقة كافرًا.
- كانت قلبه مملوءة بالنفاق والمعصية.
- في ذلك الوقت، شهد السامري الملائكة التي نزلت على الأرض أثناء غرق فرعون.
- كما رأى الفرس الذي استقلّه جبريل عليه السلام، حيث كانت الأرض تنبت في كل مكان يضع فيه الفرس حوافره. فجمع بعض التراب من أثر تلك الأقدام واحتفظ به.
- كان يعرف أن بني إسرائيل استعاروا ذهبًا من فرعون، لذا طلب منهم أن يجمعوا الذهب لكي يخلصهم من موسى عليه السلام.
- وبعد جمع الذهب، قام بإذابته وتشكيله على هيئة عجل، وعندما ألقى التراب الذي احتفظ به، أصدر العجل صوت الخوار.
- عندها سأله السامري عما يرونه.
- فأجابوه بأنهم لا يعرفون، فقال لهم: هذا هو إله موسى وإلهكم.
- وكما وصف الله تعالى ذلك المشهد في كتابه:
- “فأخرج لهم عجلًا جسدًا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى”.
محاولات هارون لإعادة القوم إلى عبادة الله تعالى
- عندما أبلغ هارون القوم بذلك، حثهم على تقوى الله والرجوع إليه.
- ومع ذلك، لم يستمع القوم لكلامه وبدأوا يهتمون بعجل السامري.
- وبالفعل، عادوا لعبادة العجل وتجاهلوا عبادة الله عز وجل.
- يقول الله تعالى:
- “ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري.
- قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى”.
- انتظر هارون عودة موسى بعد لقائه بالله.
عودة موسى إلى قوم بني إسرائيل
- عندما عاد موسى عليه السلام، وبّخ بني إسرائيل على ما فعلوه، فقال الله تعالى على لسانه:
- “فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدًا حسنًا.
- أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي”.
- فرد القوم قائلين إنهم لم يخلفوا موعدهم، بل استعاروا الذهب من السامري ليصنع لهم العجل.
- ذهب موسى إلى أخيه هارون ليعاتبه على عدم دعوة القوم للهداية، فقال له هارون إن القوم لم يسمعوا له وهددوه بالخطر.
- قال الله تعالى في سورة طه:
- “قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن أفعصيت أمري.
- قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي”.
- بعد الحديث مع هارون، توجه موسى إلى السامري وسأله عن أفعاله.
- قصّ السامري ما حدث، ولكن بعد أن أنهى كلامه، قال له موسى عليه السلام: حياتك ملكك، فاذهب بعيدًا عن بني إسرائيل.
- وأمر موسى بصهر العجل وإلقائه في البحر، كما كان الحكم على من عبدوا العجل: إما التوبة أو القتل، حيث قام البعض بقتل بعضهم.
- يقول الله تعالى على لسان موسى:
- “قال فما خطبك يا سامري * قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي.
- قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدًا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفًا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفًا”.
الدروس المستفادة من قصة السامري
تحمل هذه القصة العديد من العبر القيمة التي يمكن الاستفادة منها في مجهودات الحياة، ومن أهمها:
- التأكد من دراسة الموقف وتحري الحقيقة كما فعل موسى عليه السلام حين علم بقصة السامري.
- إن الله سبحانه وتعالى يختبر عباده أكثر من مرة ليتعرف على قوة إيمانهم، لذا ينبغي على المؤمن أن يتحلى بالثبات والصبر حتى يلقى ربه.