يحتوي القرآن الكريم على العديد من القصص المهمة التي تشمل تجارب المؤمنين في مختلف الأديان. من ضمن هذه القصص، نجد قصة أهل الكهف التي سنتناولها بمزيد من التفصيل على موقعكم mqall.com، فتابعونا.
نبذة عن أهل الكهف
- أهل الكهف هم مجموعة من الشباب من الروم بعثهم الله بعد المسيح عيسى بن مريم، وكانوا يؤمنون بالله الواحد ولا يشركون به شيئاً.
- واجهوا ملكاً ظالماً يتبع ديانة خاصة إلى جانب عبادة الأوثان، وكان يقوم بإلزام الناس بعبادة الأصنام ويعاقب من يخالف ذلك، مما دفعهم للهروب من مدينتهم.
- لجأوا إلى كهف بعيد عن قريتهم، ولذلك أطلق عليهم الله اسم أهل الكهف، حيث مكثوا في كهفهم لمدة 309 سنوات وقد جعل الله نومهم متواصلاً خلال تلك الفترة.
- لم يُعرف عددهم أو أسماؤهم، وكان لديهم كلب يرافقهم خلال فترة نومهم ويحرسهم.
للاستزادة:
مدة نوم أهل الكهف
تنام أهل الكهف لمدة 309 سنوات، كما ورد في كتاب الله عز وجل (وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا، قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا، لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ، أَبصِر بِهِ وَأَسمِع، ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا).
وقد بين أهل الكتاب أن نومهم كان حوالي 300 سنة شمسية، مع زيادة 9 سنوات قمرية حسب تقويم العرب.
عدد أهل الكهف
بعد التعرف على مدة نومهم، دعونا نبحث عن عدد أهل الكهف.
- جاء في القرآن الكريم أن الله وحده يعلم عدد أهل الكهف، وقد زعم بعضهم أنهم ثلاثة أشخاص مع كلبهم.
- في حين ذكر آخرون أنهم خمسة مع كلبهم، وحتى سبعة مع كلبهم، إلا أن الحقيقة تظل أن الله سبحانه وتعالى هو العليم بعددهم الحقيقي.
- (سَيَقولونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم، وَيَقولونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجمًا بِالغَيبِ، وَيَقولونَ سَبعَةٌ وَثامِنُهُم كَلبُهُم، قُل رَبّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَليلٌ، فَلا تُمارِ فيهِم إِلّا مِراءً ظاهِرًا وَلا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أَحَدًا).
الأحداث التي تلت استيقاظ أهل الكهف
- بعد انتهاء 309 سنة، أيقظ الله أهل الكهف، وبدأوا يتساءلون فيما بينهم عن المدة التي قضوها نائمين.
- فقال أحدهم: ربما نامنا يوماً أو بعض يوم.
- استمرت الشمس في شروقها وغروبها خلال فترة نومهم، إذ أنهم ناموا في الصباح.
- وأيقظهم الله عند غروب الشمس بعد 309 سنة، لذا قال أحدهم إنهم لبثوا يوماً أو بعض يوم.
- بدا منظرهم غريباً للغاية، ورغم ذلك لم تتغير ملامحهم، فمن يراهم قد يعتقد أنهم قد ماتوا، في حين أنهم في حالة نوم.
- ومع ذلك، كان كلبهم مستلقياً عند مدخل الكهف لحمايتهم ورعايتهم.
- شعروا بالجوع الشديد، ولم يكن لديهم إلا قطعة واحدة من النقود الفضية.
- أرسلوا أحدهم لشراء الطعام، إلا أنه غطى وجهه خوفاً من أن يكتشفه جنود الملك الظالم ويقتلوه.
- لكن المفاجأة كانت عندما وصل إلى المدينة، حيث وجد أن كل شيء قد تغير، وأن المسيحية قد حلت محل الأديان السابقة.
- بعد أن دفع للنادل النقود، سأل النادل من أين أتى بهذه النقود، فنقل له القصة التي حدثت لهم، فتعجب النادل وأخبره أن المسيحية قد سادت المدينة، وأن حكم الملك الظالم قد انتهى منذ 309 سنوات.
- بعد ذلك، تبعه النادل إلى الكهف، حيث تفاجأ بمظهرهم.
- وقد قبض الله أرواحهم مرة أخرى بعد أن رآهم الناس وشهدوا تلك المعجزة.
- اختلاف أهل المدينة في عددهم أدى إلى نقاش، حيث قال البعض إنهم ثلاثة مع كلبهم، بينما ذكر آخرون أنهم خمسة. وهناك من قال إنهم سبعة مع كلبهم، فتقرر بناء مسجد تخليداً لذكراهم.
الدروس المستفادة من تجربة أهل الكهف
تعد قصة أهل الكهف مصدر العديد من الدروس والعبر، ومن أبرزها:
- قدرة الله على إحياء الموتى بعد قبض أرواحهم.
- اختبار إيمان المؤمنين وصبرهم في ظل البلاء.
- الله قادر على كل شيء، فقد حفظ أجساد أهل الكهف من التحلل، وأعاد إليهم أرواحهم.
- عبادة الله وحده، فمن يعبد غيره يكون مشركاً بالله، وله عذاب أليم في الآخرة.
- الصبر في أوقات المحن، حيث إن الدعوة إلى الإيمان بالله تتطلب صبراً عظيماً.
- ضرورة التمسك بالحق حتى وإن كان الإنسان وحده، كما فعل أهل الكهف في حفاظهم على دينهم.
- أهمية تجمع المؤمنين على الخير ودعم الدين الإسلامي، كما قام أهل الكهف.