يسعى العديد من الآباء والأمهات إلى تربية أطفالهم تربية دينية سليمة، ويحرصون على تعريفهم بقصص الأنبياء لما تحتويه من دروس وحكم وقيم دينية هامة. في هذا المقال، سنستعرض قصة النبي صالح للأطفال بأسلوب مبسط وجذاب.
قصة النبي صالح للأطفال
في البداية، سنقدم بعض المعلومات عن قوم سيدنا صالح، وهم قوم ثمود، والذين كانت حياتهم تتميز بما يلي:
- كان أهل ثمود معروفين بقوتهم وكفاءة أجسامهم، مما ساعدهم على بناء قصور رائعة داخل الجبال بدقة وبراعة مدهشة.
- توفرت لديهم المواد الغذائية بكثرة، بفضل مهارتهم في الزراعة، مما أسفر عن غنى في الفواكه والخضروات.
- عاشوا حياة صحية بفضل المياه العذبة والبيئة النظيفة الخالية من الأمراض.
- للأسف، أغراهم الشيطان لعبادة الأصنام، وأنساهم ذكر الله وشكره على النعم التي يعيشون فيها، وتناسوا أنه هو الرزاق الكريم الذي منحهم كل هذه الخيرات.
- فأرسل الله إليهم النبي صالح ليهديهم ويعيدهم إلى عبادة الله، لكنهم استمروا في عنادهم وكانوا من الخاسرين.
قصة ناقة سيدنا صالح
دعا سيدنا صالح قومه إلى ترك عبادة الأصنام والانصياع لعبادة الله الواحد الأحد، فطلبوا منه دليلاً على نبوته، مما أدى إلى بدء قصة الناقة كالتالي:
- طلب قوم ثمود من صالح استنباط أنثى ناقة من قلب صخرة عظيمة، تكون قادرة على إدرار اللبن بكثرة ليستخدموه.
- فأخذ النبي صالح يدعو الله لتحقيق طلبهم، فاستجاب الله له وخرجت الناقة الأنثى من قلب الصخرة القاسية.
- وقدم صالح لقومه عهداً بأن يؤمنوا بالله ويتركوا عبادة الأصنام، وكانوا قد وافقوا على ذلك.
- طلب منهم صالح أن تترك الناقة ترعى في الأرض، وأن يُخصصوا لها بئرًا للمياه حيث تشرب منه في يوم، ويشربون هم من نفس البئر في اليوم التالي.
- كما أمرهم أن يشربوا من لبنها في اليوم الذي تشرب فيه الناقة من البئر.
- وحذرهم سيدنا صالح من عذاب الله إذا لم يلتزموا بما أمرهم به.
- غير أن الشيطان وسوس لهم بقتل الناقة، فقاموا بذلك دون أن يخفوا غضب الله.
- ثم توعدهم الله بعقاب شديد بعد ثلاثة أيام.
عقاب الله لقوم صالح
عندما علم سيدنا صالح بقتل الناقة، خرج غاضبًا إلى قومه، فقالوا له مستهزئين: “ألم تتحدث أنك من المرسلين؟ فأتي لنا بالعذاب الأليم.”
رد صالح عليهم بأن يفرحوا في دارهم لثلاثة أيام، وبعدها غادر مع المؤمنين إلى قرية أخرى.
في اليوم الأول، تحولت وجوه أهل ثمود إلى اللون الأصفر.
أما في اليوم الثاني، أصبحت وجوههم محمرة، وفي اليوم الثالث، سادت الوجوه السواد، فقد حان وقت الحساب.
وبعد انقضاء الثلاثة أيام، وفي فجر اليوم الرابع، نزلت عليهم صاعقة من السماء واهتزت الجبال، فهلكوا جميعًا قبل أن يدركوا ما حدث.
وهكذا نال كفار قوم سيدنا صالح جزاءهم على كفرهم ومكرهم.
أما التسعة رجال الذين عقروا الناقة، فأرسل الله عليهم سيولًا من الحجارة قضت عليهم في الحال.
وهذا هو وعد الله الحق.
الدروس المستفادة من قصة نبي الله صالح
تتضمن كل قصة نرويها مجموعة من الدروس والعبر، وفي قصة النبي صالح للأطفال يمكننا استخراج العديد من العبر، ومن أبرزها:
- إن الله قادر على سلب النعم من الناس إذا كفروا به وظلموا.
- الله قادر على إنقاذ عباده الصالحين والانتقام من الظالمين.
- عقوبة الشرك بالله عظيمة، لذا يجب على الناس تقوى الله وعدم الشرك به أبداً.