نبذة عن عاصم بن ثابت
عاصم بن ثابت هو أحد الصحابة الكرام للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويمتاز بنسبه؛ إذ يُعرف بأنه عاصم بن ثابت بن قيس بن عصمة بن النعمان الأوسي. ينتمي إلى قبيلة بني عمرو بن عوف، وهو يعد من الأنصار الأوائل الذين آمنوا بالدعوة الإسلامية.
شاركت عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- في غزوتين بارزتين مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهما غزوة بدر وغزوة أحد. وقد كان من بين القلة الذين ثَبَتوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- خلال أحداث غزوة أحد، كما ذُكر اسمه ضمن رماة النبي الكريم.
مساهمته في غزوة الرجيع
بعد فترة وجيزة من غزوة أحد، طلبت قبيلتا عضل وقارة من النبي -صلى الله عليه وسلم- إرسال مجموعة من الصحابة لتعليمهم الدين الإسلامي.
اختار النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرة من الصحابة لهذا الغرض، وكان عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- من بين أولئك الذين تم اختيارهم، حيث تولى قيادتهم وفقاً لرواية البخاري.
حماية الله له عند استشهاده
أثناء أداء المهمة المكلف بها، تعرض عاصم بن ثابت والرفاق من الصحابة لخيانة من قبيلتي عضل وقارة.
وعلى الرغم من مقاومة الصحابة لهذه الغدر، فقد لقي العديد منهم حتفهم، وكان عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- من بينهم، حيث فضل عدم الاستسلام للعدو، مما أدى إلى مقتله.
أما بالنسبة للصحابين الذين نجوا وهما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة -رضي الله عنهما- فقد انتهى بهما الأمر إلى الأسر بيد العدو، وتم بيعهما لأهل مكة، حيث استشهدا على يد من اشترىهما.
وقد طلبت امرأة تُدعى سلافة بنت سعد جثة عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- كنوع من الانتقام، حيث أقسمت على أن تشرب الخمر في رأسه، وكان طلبها لجثته تمثيلاً لأبنائها الذين قُتلوا في غزوة أحد.
ولكن عندما بحثت عنه، وجدت جثته مغطاة بالدبابير. انتظرت حتى حلول الليل على أمل أن تبتعد الدبابير، لكن سيل من الماء كان قد أخفى جسده.
عُرف عن عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- أنه عاهد نفسه بأن لا يمسّه مشرك. وقيل إنه دعا الله -تعالى- أن يحفظ جسده من الكفار، فاستجاب الله دعاءه وحماه بالدبابير بعد وفاته. وأثر هذا المصاب كان كبيراً على النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث واصل القنوت في صلاته لمدة شهر كنوع من التأبين.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يلتزم القنوت في حالات النوازل مثل الخصام والقتل، والقنوت هنا يعني الاستمرار في الطاعة والدعاء.