قبل تأسيس الدولة السعودية، من كان المسؤول عن حكم الحجاز؟

قبل تأسيس المملكة العربية السعودية، كانت منطقة الحجاز تخضع لعدة أنظمة حكم، وهو ما يتساءل عنه العديد من المواطنين السعوديين. ومن المهم أن نوضح أن الحجاز شهدت العديد من الصراعات والنزاعات على مر العصور.

لم تستقر الأوضاع في المنطقة إلا بعد أن قام الملك الراحل عبد العزيز آل سعود بتوحيد المملكة. في السابق، كانت الحجاز تحت السلطة العثمانية مثل باقي الأراضي العربية، وقد عانت كثيرًا من الأزمات الناجمة عن هذا الحكم، حيث سعى أهل الحجاز للمقاومة.

الحكم في الحجاز قبل تأسيس المملكة

كانت الحجاز تحت إدارة أشراف مكة الذين مُنِحوا السلطة من السلطان العثماني، مما يجعلهم الحكام الفعليين لهذه المنطقة.

تقدمت الأشراف في مكة بالتزامهم بالولاء للعثمانيين، لكن في القرن السادس عشر، بدأت حركات التمرد ضدهم عقب الثورة العربية في الحجاز، التي كانت نواتها فيما بعد مملكة الحجاز.

الموقع الجغرافي للحجاز

  • تقع الحجاز في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية، ويمتد من مدينة تبوك إلى منطقة الباحة، وصولاً إلى جبال مدين القريبة من الشام، وكان لها دور إداري بارز في العصر الإسلامي.
  • تحتوي الحجاز على سلسلة جبال تمتد بطول ساحل البحر الأحمر من الغرب، ويعود سبب تسميتها إلى ارتفاع أراضيها، حيث يعرف المصطلح في اللغة العربية بأنه الأراضي العالية.
  • تتميز المنطقة بتنوع مظاهرها الطبيعية، إذ تضم عددًا كبيرًا من الهضاب، الأودية، والسهول. ويعتبر مناخها معتدلاً، حيث تنخفض درجات الحرارة مع ارتفاع الأرض عن مستوى سطح البحر.
  • إضافة إلى ذلك، تحتوي الحجاز على ثروات طبيعية متعددة مثل: الرصاص، الفضة، النحاس، الذهب، الحديد، الطين، والجبس.
  • تشمل المدن المهمة في الحجاز مكة المكرمة، المدينة المنورة، الباحة، وتبوك، وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تفصل بين نجد وتهامة.

أهمية الحجاز في التاريخ العربي والإسلامي

  • كانت الحجاز نقطة الانطلاق الرئيسة للفتوحات الإسلامية بدءًا من عهد الخلفاء الراشدين، مرورًا بالعهد الأموي والعباسي.
  • كما انطلقت من الحجاز الشرارة الأولى للثورة العربية التي قادها الشريف حسين بن علي في عام 1916، مما أدى إلى خروجها من تحت السيطرة العثمانية بشكل نهائي بحلول عام 1918 تحت مسمى مملكة الحجاز.
  • تغيرت الأوضاع السياسية في عام 1926، حيث انتقلت الحجاز تحت حكم آل سعود بعد أن سلّم الشريف حسين زمام الأمور في جدة إلى الملك عبد العزيز آل سعود بعد فترة حصار طويلة.
  • أعلن الملك عبد العزيز قيام مملكة الحجاز ونجد خلال الفترة من 1926 حتى 1932، عندما أصبحت الحجاز شبه مستقلة؛ ولكن في نفس العام، تم توحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية وأصبحت الحجاز جزءًا منها.

فترة الحكم العثماني في الحجاز

  • بدأت فترة الحكم العثماني في الحجاز في عام 920هـ بعد غزو السلطان سليم الأول لمصر بهدف القضاء على الدولة المملوكية والاستيلاء على بلاد الشام.
  • شكلت هذه المناطق دعائم حكمه في الشرق نظرًا لقربها من مركز الخلافة والأماكن المقدسة.
  • بعد القضاء على آخر حكام المماليك، قدم الخليفة العباسي المتوكل على الله محمد الخلافة للسلطان سليم الأول، مما أضفى الشرعية على سلطته.
  • استقبل وفد من الحجاز برئاسة ابن شريف مكة لتقديم الطاعة للسلطان العثماني، مظهرين موافقتهم على الاتفاقات بينه وبين الخليفة العباسي.
  • تحت إشراف الحكم العثماني، ارتفعت أعداد الزوار لقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وتم إنشاء مجلس إداري للإشراف على شؤون الحجاز.

إعلان مملكة الحجاز

  • أعلن الشريف حسين استقلال مملكة الحجاز في 10 يونيو 1916 تزامنًا مع اندلاع الثورة.
  • سعى لتحديد الشكل السياسي للبلاد، واختار علمًا يجمع بين ألوان أعلام الخلافة الإسلامية وعلم الدولة العثمانية.
  • عقد الشريف حسين اجتماعًا مع الأعيان وأبرز الشخصيات بالحجاز، حيث تم إصدار قرار يمنحه المبايعة كملك للحجاز في 2 نوفمبر 1916 دون أي معارضة.
  • تولى تشكيل أول حكومة في الحجاز، وضمت عدة وكلاء، كوكيل المالية، وكيل الداخلية، ورئيس أركان الحرب، وغيرهم.
  • أعلنت بريطانيا وفرنسا اعترافهما بملكية الشريف حسين للحجاز في 3 يناير 1917، بينما اعترضت إيطاليا على لقب ملك العرب واكتفت باعترافها بأنه ملك الحجاز.

محاولات التوسع البريطاني في الحجاز

سعت بريطانيا في عام 1921 للتوسع في الحجاز عبر توقيع معاهدات مع الشريف حسين لكن هذه المحاولات باءت بالفشل.

المحاولة الثانية كانت في عام 1923، حين حاولت بريطانيا إنهاء الأزمة مع تركيا، وأكد الشريف حسين رغبته في التوقيع على معاهدة مع بريطانيا، لكن المحاولة فشلت بعدما رفضوا حل القضية الفلسطينية، وتلقّى الشريف حسين رسالة من الحكومة البريطانية لتنفيذ وعد بلفور.

نهاية الحكم العثماني في الحجاز

  • استمر الحكم العثماني في شبه الجزيرة العربية حتى دخول القرن العشرين، حيث ظلت الحجاز تحت سلطتهم.
  • احتفظ أشراف مكة بسلطتهم ومكانتهم الرفيعة في تلك الفترة.
  • خلال الثورة العربية في عام 1916، سعى الشريف حسين للاستقلال عن العثمانيين، ما جلب الدعم البريطاني له لرغبتهم في القضاء على النفوذ العثماني.
  • نجح الشريف حسين في تحقيق طموحاته، واستطاع استرداد الحجاز من سلطة العثمانيين لتأسيس الدولة العربية الموحدة، حيث انتهى النفوذ العثماني الفعلي في 1918 بعد هزيمة تركيا على يد الحلفاء.

ننصح بقراءة المزيد حول تاريخ الحجاز وتأثيره على المنطقة.

Scroll to Top