تُعد قصة أصحاب الفيل واحدة من القصص الدينية المعروفة، والتي وردت في القرآن الكريم في سورة الفيل، والتي تندرج تحت الجزء الثلاثين. سنقوم اليوم بسرد هذه القصة بشكل مفصل للأطفال.
قصة أصحاب الفيل للأطفال
- كان هناك ملك ظالم يُدعى “أبرهة” في العصور القديمة، وقد أسس هذا الملك جيشًا عظيمًا لفرض سيطرته وظلمه.
- في يوم من الأيام، علم الملك أن هناك العديد من الأشخاص يستعدون للسفر إلى منطقة بعيدة، وعندما استفسر من وزيره عن السبب، أجابه بأن هؤلاء الأشخاص يسافرون إلى مكة لأداء مناسك الحج والطواف حول الكعبة.
- الكعبة هي بناء أنشأه سيدنا إبراهيم عليه السلام في مكة، وهو بمثابة بيت الله الذي يتجه إليه المسلمون لعبادته.
- تساءل الملك أبرهة عن السبب الذي يجعل الناس يسافرون فقط لأداء الطواف حول الكعبة، فأخبره الوزير أن الحجاج يحملون بعض السلع للتجارة وشراء ما يحتاجونه، مما أدهش أبرهة ولفت انتباهه إلى أهمية هذا الموقع.
خطط الملك لبناء كنيسة في مكة
- فكر الملك أبرهة أنه إذا قام ببناء معبد كبير في مكة سيحقق أرباحًا كبيرة في التجارة، ولذلك طلب من وزيره البدء في تشييد هذا المعلم.
- شدد الملك على ضرورة تزين المعلم بالذهب والفضة ليكون جذابًا للعرب، وتحقق ذلك فعلاً بناءً على أوامر الملك.
- أخبر الوزير الملك أن العمل قد اكتمل وأن الكنيسة أصبحت مذهلة.
- أصدر الملك أوامر بإرسال دعوات إلى شيوخ القبائل والأمراء لأداء الحج إلى كنيسته، على أن يكون الحج لمرة واحدة في العام.
- أرسل الوزير الدعوات، ولكن عند اقتراب موعد الزيارة، اكتشف الملك أن أحدًا لم يأتِ لزيارة كنيسته، مما أثار قلقه.
- إزاء ذلك، أحضر رجال الملك واحدًا من رجال القبائل، واستفسر منه عن سبب عدم زيارة الكنيسة، فأجابه الرجل إنهم سيذهبون فقط إلى الكعبة المشرفة التي بناها نبي الله إبراهيم.
- أدى هذا الرد إلى اشمئزاز الملك أبرهة الذي قرر هدم الكعبة ليحرم العرب من أداء شعائرهم.
قرار أبرهة بهدم الكعبة
- شرع الملك أبرهة في تنفيذ خطته بهدم الكعبة، وقاد جيشًا عظيمًا مع فيل ضخم. وعندما علم أهل مكة بقدوم الجيش، فرّوا خوفًا.
- استولى جيش أبرهة على أبل وغنم العرب في الطريق، وكان من بين هذه الأبل مائة بعير تابعة لعبد المطلب، جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي طلب لقاء الملك.
- وافق أبرهة على مقابلته، وعند استقباله، طلب عبد المطلب استرداد إبله، بينما أبرهة أخبره أنهم جاءوا لهدم الكعبة.
- لم يوافق عبد المطلب على عذر الملك، حيث أكد له أن البيت له رب يحميه، بينما الإبل ملك له يجب الدفاع عنها.
- أمر أبرهة بإعادة الأبل لعبد المطلب تقديراً لشجاعته.
الحدث المعجزي عند هجوم أبرهة
- عندما اقترب جيش أبرهة من مكة، فاجأ الفيل جنده بتوقفه ورفض التحرك، وفي ذات الوقت، غمّ الظلام المكان وظهرت سحب سوداء.
- تنزلت طيور بأعداد كبيرة محملة بالحجارة، حيث كانت تلقي بهذه الحجارة على جنود أبرهة، مما أسفر عن سقوطهم فورًا.
- هرب عدد كبير من الجنود في حالة من الفزع، بينما سقط الملك أبرهة في المعركة.
- رفع أهل مكة أكفهم بالشكر لله على إنقاذ الكعبة من المعتدين، وأصبح جيش أبرهة شاهدًا على مثال عظيم للقدرة الإلهية، كما ورد في القرآن الكريم.
سورة الفيل
تتناول السورة المذكورة القصة كما يلي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)} صدق الله العظيم.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الفيل
بعد سردنا لهذه القصة، نستنتج بعض الدروس الهامة:
- تحتل مكة المكرمة، خاصةً الكعبة، مكانةً كبيرةً في قلوب المسلمين، الذين يزورونها سنويًا لأداء فريضة الحج.
- لا يمكن لكافر أن يقصد بيت الله الحرام إلا وهو مُقصًم.
- الله سبحانه وتعالى يستجيب لدعاء المظلوم في هذا المكان المبارك، فهو أكثر مكان تُقبل فيه الدعوات.
- بيت الله له رب يحميه من الشرور.
- وُلِدَ النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عام الفيل، وهو حدث مهم للمسلمين.
- تُعد الكعبة نقطة الصلاة للمسلمين حتى يومنا هذا، بعد أن كانت قبل ذلك القبلة في بيت المقدس.