الدعاء في غياب الشخص هو أن يدعو الفرد لأخيه المسلم دون علم منه، مما يعزز الأخوة ويساعد على تقوية الروابط بين المسلمين. في هذا المقال، نقوم بجمع مجموعة متنوعة من الأدعية التي تتم في ظهر الغيب، سعياً منا للحفاظ على التآخي والمحبة.
أهمية الدعاء في غياب الغير
- يعتبر الدعاء في غياب الشخص من الأعمال التي لها أثر كبير، إذ يُعتبر أكثر احتمالاً للاستجابة. فقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن أفضل الدعاء هو ما يكون من غائب إلى غائب دون علمه.
- يكون الدعاء نابعًا من القلب، ومن دون انتظار مصلحة أو منفعة للشخص المدعو له، حيث أن هذه الدعوة تتم بدون علمه.
- لذا، ينبغي عليك الإخلاص في الدعاء لأخيك الغائب، وأن تتمنى له الخير كما تتمنى لنفسك.
- عندما تتوافر نية الإخلاص في الدعاء، فإن الخير الذي ترجو لأخيك يعود إليك بنفس القدر، كما يأتيك بجوائز لم تتوقعها.
- فإن الله يعطي بقدر النوايا، وينعم أكثر مما يكافئ بالسؤال.
- تتمثل ميزة الدعاء في غياب الشخص في سرعة الاستجابة، إذ يُعبر عن حبك لأخيك المسلم بشكل عفوي ولا يفتقر للشروط أو الأسباب.
- هذا هو دافعك لدعائه في غيابه.
الدعاء في غياب الآخرين
- أوصى الإسلام بالدعاء للآخرين، حيث أن الدعاء عن ظهر الغيب له فوائد عظيمة وأثر إيجابي في نفوس الناس.
- فإن الخير الذي قد تدعو لأخيك يعود إليك، بل وأكثر لأن الله كريم لا يحده شيء.
- من فضائل الدعاء في غياب الشخص أن الله يرسل ملكًا موكلًا لتحقيق دعاؤك لأخيك، بل ويتحقق لك ما دعوت به.
- لأن الله تعالى يستجيب لدعواتك لحظة دعوتك له وله.
- يجب على العبد أن يتبرأ من قوته وحوله، ويظهر ضعفه ورجاءه أمام الله.
- من أرقى مظاهر الدعاء هو الإفصاح عن احتياجك لله، وطلب العون منه في جميع جوانب حياتك.
- الدعاء هو علامة الطاعة التي تنقذ العبد من ذل الحاجة للغير وتوجهه نحو الله.
- الله يحب سماع دعاء عبده، سواء كان يسأل عن حاجة دنيوية أو نعيم الآخرة لأخيه المسلم.
فضائل الدعاء
- يتجلى فضل الدعاء في غياب الغير كأحد أسمى العبادات في نظر الله، حيث يدفع الدعاء عن العبد غضب الله.
- فالله عز وجل يحب أن يُطلب منه فيعطي، بل يحب أن يتجه إليه العبد في حاجاته.
- أحب شيء إلى الله هو دعاء المسلم لأخيه، والذي يحثه على التخلص من الأنانية وحب الذات.
- كما يُرشد إلى مفهوم الإيثار الذي يعكسه الدين الإسلامي.
- هذا يعتبر من علامات الإيمان، أن يحب المؤمن لأخيه ما يحب لنفسه.
- وضع الإسلام شريعة لتعزيز هذا الحب بالدعاء في الغيب لأخيه، وقد أكد الرسول هذا الفضل من خلال الحديث الشريف الذي فحواه:
- أن الله يرسل ملكًا موكلًا لتحقيق دعوة الداع لأخيه، ويحقق له نفس الدعوة، مما يعمل على نشر الحب والتسامح ويعزز الروابط بين المسلمين.
- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
- “من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل.”
- فارقة أم الدرداء لزوج ابنتها عبد الله بن صفوان، أكدت أن الدعاء في الغيب مستجاب.
- فقد روى مسلم عن عبد الله بن صفوان، إذ قال:
- “قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء رضي الله عنه في منزله، فلم أجده ووجدت أم الدرداء رضي الله عنها، فقالت: أ تريد الحج العام؟ فقلت: نعم. فقالت: فادع الله لنا بخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل.”
حكم الشرع في الدعاء في غياب الغير
- وردت أحاديث نبوية صحيحة تؤكد مشروعية الدعاء في غياب المسلم لأخيه.
- سواء كانت الدعوة مخصصة لشخص واحد أو لمجموعة كاملة.
- يُعتبر هذا الدعاء من السنن المؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
- “لما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب نفس، قلت: يا رسول الله، ادع الله لي، فقال:
- “اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، وما أسرّت وما أعلنت”.
- فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضحك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- “أيسرّك دعائي؟”، فقلت: وما لي لا يسرني دعاؤك، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه لدعائي لأمتي في كل صلاة.”
فوائد الدعاء في غياب الغير
- يساعد الدعاء في الحفاظ على العلاقة بين الأفراد حتى بعد وفاة أحدهم، إذ يبقى أثر الدعاء للمتوفى مستمرًا ونافعًا له.
- فالتعود على الخير يستمر بين البشر.
- يعتبر الدعاء في غياب الآخرين إحياءًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والذي ينال الفاعل أجر تنفيذ السنة، ولا ينقص أجره مهما جهد الآخرون.
- يقوم هذا بإحياء سنة النبي، ويعد مثاباً عن ذلك.
- يساهم الدعاء للأخرين في تحسين حالة القلب، وصفاء نية المؤمن، وينقي الروح من الذنوب والخطايا.
- يعمل على تعزيز العلاقات التي تقوم على الحب والمودة بين المسلمين، وتبادل الإحسان.
- يساعد الداعي على تعلم النفع لجميع دون انتظار العوض أو الأجر، مما يعكس كرم النفس والتمسك بمكارم الأخلاق التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم.
- كما يدل أيضًا على رصانة الأخلاق وحب الخير للغير.
- بالإضافة إلى ذلك، يحفظ الدعاء الشخص من الغل والكراهية أو الحقد في قلبه تجاه أخيه المسلم، وييسر من عملية التسامح بين الأفراد.
أسباب عدم استجابة الدعاء
النسيان والانشغال بالدنيا
- يمكن أن تؤثر الغفلة في القلب والانشغال بالحياة ومتاعها على استجابة الدعاء. قد يقوم المسلم بالدعاء فقط كتقليد دون أن يكون قلبه منفتحًا وثقته بالله موجودة.
- وكأنه يتوجه بالدعاء وهو يعلم أنه بعيد عن الاستجابة.
طلب ما لا يجوز من الله
- يمكن أن يطلب الشخص شيئًا لا يجوز له من الله، مثل الدعاء لشيء يعتبر إثمًا أو ممنوعًا.
تناول الحرام
- من الممكن أيضًا أن يكون الشخص الذي يدعو يقوم بتناول أشياء حرام ولا يتبع التوجه إلى الحلال في سكنه وطعامه وأسلوب حياته.
عدم الأخذ بالأسباب
- يمكن أن يكون الشخص متكاسلًا ولا يأخذ بالأسباب. مثلاً، يسأل الله النجاح وهو مشغول بهاتفه طوال اليوم ولا يسعى لتحقيق ذلك.
أو يطلب من الله أن يرزقه المال وهو مستلقٍ بانتظار المال من حيث لا يحتسب.- أو حتى يسأل الله الشفاء وهو لا يتبع وسائل الشفاء المقررة.
استعجال استجابة الدعاء
- بعض الأشخاص يتوجهون بالدعاء وينتظرون الاستجابة في نفس اللحظة، دون أن يفهموا أن الله يحب سماع دعاء عبده بصورة مستمرة.
من يدعو في غياب الآخرين له مثلها
ذكرت دار الإفتاء في مصر أن الدعاء في غياب الآخرين هو سنة نبوية عظيمة، حيث ينال المرء نصيبه من الدعوات. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل.”