قصة نجاح والت ديزني: الإصرار وعدم الاستسلام

في إطار استكمال سلسلة إنجازات الشخصيات العظيمة، نستعرض اليوم قصة نجاح والت ديزني بإيجاز.

يُعتبر والت ديزني من أبرز الشخصيات في العالم، حيث كان الأوحد الذي أنشأ عالماً خاصاً للأطفال، خالداً برائعته التي أمتعت الأجيال على مدى عقود. لقد منح كل طفل فرصة للعيش في عالم من الأحلام والخيالات الواسعة.

تُعد شخصية ديزني من الشخصيات الفريدة، فقد ابتكر عالماً مليئاً بالفرح، متميزاً في نوعه واستقلاله.

هذا العالم يأخذنا في رحلات عبر أفضل قصص الخيال التي تُعجب الصغار والكبار على حد سواء، وما حققه ديزني من نجاح أصبح حديث الجميع.

لكن الطريق لم يكن سهلاً، فقد واجهت ديزني تحديات عديدة قبل أن يصل إلى أهدافه التي لم يتخلى عنها أبداً.

لذا، سنأخذكم اليوم في جولة عبر تفاصيل قصة نجاح والت ديزني، والتي تمثل درساً في الإصرار وعدم الاستسلام.

نشأة والت ديزني وبدايات حياته

وُلِد والت إلياس، المعروف بإسمه الشهير، في عام 1901 بولاية شيكاغو الأمريكية.

انتقلت عائلته بعدها إلى مزرعة في ولاية ميسوري.

ثم انتقلوا إلى مدينة كنساس، حيث بدأ ديزني العمل في إحدى المؤسسات الصحفية.

بعد ذلك، التحق بدراسة الرسم عقب تخرجه من الثانوية العامة عام 1917.

أثناء الحرب العالمية الأولى، انضم إلى فريق الصليب الأحمر لتقديم الدعم أثناء الحرب.

كما عمل سائقاً لسيارات الإسعاف، وتم إرساله إلى فرنسا بمهمة تحت الصليب الأحمر.

خلال تلك الفترة، جمع ديزني مبالغ قليلة عبر بيع تذكارات حربية حتى عاد إلى وطنه.

باختصار، قصة نجاح والت ديزني

طموح ديزني كان أن يصبح رساماً في إحدى الصحف، ورغم موهبته الكبيرة في رسم الكاريكاتير، إلا أنه لم يُقبل في أي من الصحف المحلية في شيكاغو.

لذا انتقل ديزني وأخوه إلى مدينة كنساس، حيث عمل في إحدى الشركات المتخصصة في الرسوم التوضيحية للإعلانات.

تعرّف ديزني في تلك الفترة على بعض الرسامين المتمرسين وبدأ بمحاولة إقناع دور النشر بإنتاج تصاميم إعلانات لها، مستعرضًا كيف يمكن لهذه الإعلانات أن تحقق الأرباح. ونجح في إقناع صاحب إحدى دور النشر، مما أسفر عن شراء مستلزمات الرسم.

مع مرور الوقت، عثر ديزني على إعلان من شركة كنساس سيتي فيلم آد التي كانت تبحث عن رسام كاريكاتيري لتحقيق حلمه.

نتيجة لذلك، أنهى شراكته مع صاحب دار النشر ليتقدم لهذه الوظيفة، وسرعان ما أثبت جدارته، مما جعله واحداً من أبرز الرسامين في الفريق. وبفضل الفترة التي قضاها في الشركة، اكتسب خبرة كبيرة.

مع تطلعه نحو تحقيق طموحاته، أسس شركة إنتاج خاصة به أطلق عليها اسم LAUGH O GRAM FILMS INC.

التحديات التي واجهت والت ديزني

عقب تأسيس شركته، وجد ديزني نفسه يفتقر إلى الأموال اللازمة لإنتاج فيلم كرتوني، فاضطر لبيع حصة من شركته مقابل مبلغ جيد ليتمكن من إنتاج أول فيلم كرتون قصير.

على الرغم من الإقبال الكبير على الفيلمين، إلا أنه لم يحصل على عوائد مادية من إنتاجه، وهو ما قاده إلى الإفلاس بعد انتهاء فيلم أليس في بلاد العجائب.

لكن بدلاً من اليأس، عمل ديزني كمصور في إحدى الصحف وساعده أصدقاؤه في جمع الأموال اللازمة لإعادة الاستثمار.

لاحقاً، أسس شركة ديزني برودكشنز بالتعاون مع أخيه، ومرت الشركة بتقلبات كبيرة بين النجاح والفشل حتى استطاعت تحقيق استقرار ملحوظ.

توالت النجاحات بإنتاج فيلم سنو وايت والأقزام السبعة الذي حقق أرباحاً طائلة، تلاه إنتاج أفلام أخرى مثل بينوكيو وبمبي وفانتازيا، على الرغم من أن تلك الأفلام لم تحقق النجاح الكبير الذي حققه “سنوات بيضاء”.

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، اضطر ديزني لبيع عدد كبير من أسهم شركته لتعويض الخسائر التي تكبدها، وتمكن عبر الأموال التي حصل عليها من إنقاذ شركته.

تطوير حدائق ديزني

كان ديزني شخصية طموحة، ومن الصعب عليه التوافق مع مساهمي شركته بسبب فرض آرائه. فكر يومًا في إنشاء حديقة ترفيهية كبيرة، لكن لم يوافق على الفكرة العديد من أعضاء مجلس الإدارة، مما دفعه للبحث عن مصادر تمويل أخرى.

نتيجة لذلك، اتجه نحو التلفزيون، حيث تعاون مع شبكة ABC وأطلق عملاً كرتونياً يحمل اسم ميكي ماوس. ومع الزمن، توسعت شركته، وأصبحت لها سمعة عالمية في مجال الرسوم المتحركة، مما أدى إلى زيادة عدد موظفيها وتحقيق إيرادات بمليارات الدولارات.

ومع الوقت، أُنشئت حدائق ديزني في مواقع عدة حول العالم، بالإضافة إلى إنشاء قناة ديزني التلفزيونية وإذاعة ديزني.

لا بد من قراءة:

إمبراطورية ديزني اليوم

حالياً، تعتبر شركة والت ديزني من أكبر شركات الترفيه، حيث حققت دخلاً سنوياً يقدر بـ 36 مليار دولار.

تدير الشركة 18 مدينة ترفيهية، و39 فندقاً، و18 استوديو سينمائي، و11 قناة تلفزيونية، بالإضافة إلى قناة أرضية واحدة (سلسلة إي بي سي).

لا يزال استوديو والت ديزني يُنتج أفلام الرسوم المتحركة الطويلة بمعدل فيلم واحد سنوياً. وفي مايو 2006، استحوذت شركة والت ديزني على استوديوهات بيكسار، التي أنتجت أفلامًا حققت نجاحًا أكبر من تلك التي أنتجها الاستوديو الخاص بها.

Scroll to Top