قوة ذاكرة السمكة وتأثيرها على سلوكها

تعتبر الأسماك من الكائنات البحرية التي تلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي المائي، حيث تحتفظ بفوائد غذائية قيمة ليست فقط لبقية الكائنات البحرية، ولكن أيضًا للإنسان.

من بين الأنواع المختلفة، تبرز أسماك الزينة بألوانها الزاهية وجمالها، حيث يتم تربيتها في أحواض مائية شفافة.

ما هي قوة ذاكرة السمك

تمتلك العديد من الحيوانات ذاكرة قوية تساعدها في تذكر موارد غذائها وأماكن اختبائها. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أن ذاكرة السمك ضعيفة وتعتمد على فترات لا تتجاوز الثلاث ثوانٍ، وهذا اعتقاد خاطئ تمامًا. هذا المفهوم ليس له أي أساس علمي.

أجريت العديد من الأبحاث والدراسات التي أثبتت عكس هذا الاعتقاد. فالذاكرة تُعتبر عنصرًا حيويًا يساعد جميع الكائنات الحية على البقاء والتكيف في بيئات مختلفة.

تشير الدراسات العلمية إلى أن ذاكرة السمك قد تمتد لعدة شهور، حيث يمكن للأسماك الاحتفاظ بالمعلومات والذكريات لفترة تصل إلى خمسة أشهر على الأقل.

قدرة السمك على تذكر وجوه البشر

أظهرت الأبحاث أن هناك أنواع من الأسماك الاستوائية تستطيع تمييز وجوه البشر وتذكرها. يُعتبر القدرة على تذكر وجه الإنسان من الأمور المعقدة، حيث تتطلب دقة في التعرف على الملامح.

إن السمك الذي يتمتع بهذه القدرة يدلل على قدرته في القيام بمهام معقدة.

الدراسات العلمية حول ذاكرة السمك

التجربة العلمية الأولى حول ذاكرة السمك “المكان”

تتمثل التجربة الأولى في اختبار قدرة السمك على تذكر الأماكن. إذ يعد تذكر الموقع أمرًا حيويًا للكائنات البحرية للعودة إلى موطنها في حال فقدت الاتجاه.

اعتمد الباحثون في هذه التجربة على طريقتين، على النحو التالي:

الطريقة الأولى

  • تم وضع مقبض على خزان الغذاء للصيد.
  • عند الضغط على المقبض، يتم تحرير الطعام إلى الخزان لتغذية السمك.
  • تم تدريب السمك على الضغط على المقبض للحصول على الغذاء، وقد تمكنت من ذلك بنجاح.
  • أثبتت السمكة قدرتها على العودة بانتظام إلى الخزان للحصول على الغذاء في الوقت المحدد.
  • بعد ذلك، قام العلماء بتعديل التجربة وذلك بتحديد وقت معين لإطعام السمك، وأصبحت الأسماك تأتي للحصول على الغذاء في ذلك التوقيت.
  • تشير هذه النتائج إلى أن السمكة، إذا كانت ذاكرة محدودة، لما استطاعت تكرار هذا السلوك بانتظام.
  • لابد من الإشارة إلى أن قوة الذاكرة تختلف بين الأنواع، فبعضها يتذكر بسرعة، بينما البعض الآخر يتذكر بشكل أبطأ.

الطريقة الثانية

  1. تم تدريب السمك على كيفية تحديد مكان الغذاء في حوض السمك.
  2. بعد ذلك، تم إخراج السمك لمدة اثني عشر يومًا.
  3. عند إعادة السمك إلى الحوض مع وضع الغذاء، تمكنت السمكة من تحديد مكانه بدقة.
  4. تم نشر النتائج في إحدى الصحف البريطانية، مشيرة إلى عدم وجود سمكة ذات ذاكرة ضعيفة أو فترة ذاكراتها محدودة بثلاث ثوان، مما يدل على أن ذلك يعتمد على مستوى التطور لدى الأسماك.

تابع أيضًا:

التجربة العلمية الثانية حول ذاكرة السمك “الصوت”

  • في هذه التجربة، تم استخدام الصوت لاختبار ذاكرة السمك.
  • استخدم العلماء صوتًا معينًا أثناء وقت تغذية السمك، مما ساعد الأسماك على الربط بين الصوت ووقت الأكل.
  • عند تحرير السمك لفترة خمسة أشهر، وعند تشغيل نفس الصوت، عادت الأسماك إلى موقع الغذاء الأصلي.
  • تُظهر هذه التجربة أن ذاكرة السمك تمتد لخمسة أشهر، مما يثبت قوة ذاكرتها.

فوائد زيت السمك للذاكرة

  • يحتوي زيت السمك على أحماض دهنية أوميغا 3، مثل حمض الدوكوزاهيكسينويك (DHA)، وقد تبين أنه يحسن الذاكرة.
  • في دراسةٍ أُجريت، أظهرت النتائج أن 485 شخصًا صحتهم جيدة، لكنهم يعانون من ضعف ملاحظ في الذاكرة بسبب الشيخوخة.
  • تلقى هؤلاء الأشخاص 900 ملليغرام من زيت السمك لفترة 6 إلى 7 أشهر، حيث تبيّن أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الذاكرة مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتناولوا زيت السمك.
  • وفي دراسة أخرى، تم إعطاء مكملات أوميغا 3 للبالغين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و5 سنوات، حيث أظهروا تحسنًا ملحوظًا في نتائج اختبارات الذاكرة.
Scroll to Top