صفات الله الذاتية
تُعتبر صفات الله الذاتية واحدة من الفئات المتعلقة بصفات الله عز وجل حسب تصنيفات العلماء. إن توحيد الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته يمثل جانباً مهماً من التوحيد، حيث تُقسم إلى ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. لقد أدرج العلماء أسماء الله عز وجل في عدة أقسام استناداً إلى اعتبارات متعددة، وفي السطور التالية سنستعرض بعض التفاصيل الهامة بهذا الشأن.
باعتبار الثبوت وعدمه
ويمكن تقسيم الصفات بناءً على هذا الاعتبار إلى:
- صفات ثبوتية: وهي الأسماء التي أكدها الله سبحانه لنفسه، أو التي أثبتها له نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. من أمثلة هذه الصفات: القدرة، والعلم، والحياة، والاستواء، والكثير غيرها. وموقفنا تجاه هذه الصفات هو التأكيد على ثبوتها.
- صفات سلبية: وتتعلق بما نفاه الله سبحانه وتعالى عن نفسه، أو ما نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم، مثل صفات: الموت، والنوم، والغفلة، والنسيان، والظلم، وما شابه ذلك.
باعتبار أدلة ثبوتها
وفقا لهذا الاعتبار، تُقسم الصفات إلى:
- صفات خبرية: هذه الصفات يمكن إثباتها من خلال الأخبار عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم. وهي صفات سمعية أو نقيلية، وقد تكون ذاتية أو فعلية.
- صفات سمعية عقلية: وهي الصفات التي يتم إثباتها من خلال كل من الدليل السمعي والدليل العقلي معاً. وتتضمن هذه الصفات كلاً من الذاتية والفعلية.
باعتبار تعلقها بذات الله وأفعاله
انطلاقاً من هذا الاعتبار، تُقسم الصفات إلى ثلاثة أقسام:
- صفات ذاتية: وهي الصفات التي لم يزل الله سبحانه متصفاً بها، ولم تنفك عنه، مثل العلم، والقدرة، والسمع، والحياة، والحكمة، والبصر، وغيرها.
- صفات فعلية: يتعلق هذا النوع بالمشيئة الإلهية، حيث أن الله سبحانه يفعلها متى شاء، أو قد لا يفعلها.
مثل هذه الصفات تشمل: النزول إلى السماء الدنيا، والغضب والفرح، فهي إذن صفات مقيدة بالمشيئة.
- صفات ذاتية فعلية باعتبارين: الأولى، باعتبار أن الأصل في الصفات أن تكون ذاتية، والثانية، باعتبار أن طبيعة الفعل تكون فعلية، كما في صفة الكلام.
باعتبار الجلال والجمال
وفقاً لهذا الاعتبار، تُقسم الصفات إلى قسمين:
- صفات الجمال: وهي الصفات التي تثير في القلوب محبة الخالق، ومن أبرزها: الرحمة، والمغفرة، والرأفة، والرزق، وما إلى ذلك.
- صفات الجلال: وهي الصفات التي تثير في القلوب مخافة الله عز وجل، مثل: القوة، والقدرة، والقهر، والغلبة، وغير ذلك.
مهما تعددت أسماء الله وخصائصه، يجب أن تكون مواقفنا تجاهها مبنية على أسس صحيحة تعكس توحيد الأسماء والصفات. فلا نقوم بتسمية الله إلا بما قد سماه أو وصفه به نفسه، أو ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا نخترع أسماء جديدة لله. علينا أيضاً أن ندعوه بها دون تشبيه أو تكييف أو تعطيل، وأن نستخدم الأسماء المناسبة عند الدعاء. فعلى سبيل المثال، عند طلب الرحمة والمغفرة نقول: يا غفور، يا رحيم، وعند طلب النصر نقول: يا قوي، يا عزيز، وعند طلب الرزق نقول: يا رازق، وهكذا.