قصة النبي اليسع عليه السلام وردت في القرآن الكريم، وفي هذه المقالة سوف نستعرض تفاصيل قصة اليسع عليه السلام بشكل مفصل.
النبي اليسع عليه السلام
- قبل أن نتناول تفاصيل قصة سيدنا اليسع عليه السلام، دعونا نبدأ بالتعريف عنه.
- تم ذكر النبي اليسع عليه السلام في آيتين من القرآن الكريم هما: سورة الأنعام وسورة ص.
- قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ).
- وقال أيضًا: (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ).
- لم يُعطَ القرآن الكريم تفاصيل دقيقة عن حياته، بل ذُكِرَ مع الأنبياء الذين ينبغي لنا الإيمان بهم بشكل عام.
- بالنسبة لاسمه، فقد اختلف فيه بين عدة آراء. يُعتقد أن اسمه هو اليسع بن أخطوب، أو أسباط بن عدي بن شوتلم بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
- وفقًا للرأي الثاني، فإن اليسع ينتمي إلى ذرية النبي إبراهيم، وهو ما ذُكر في كتاب “تاريخ دمشق” لابن عساكر.
- تميز اليسع عليه السلام بالحكمة ورجاحة العقل منذ صغره. ويُقال إنه سُمي اليسع بسبب سعة علمه وسعيه نحو الحق.
العلاقة بين اليسع وإلياس عليهما السلام
- حيث أن قصة اليسع عليه السلام تأتي بعد قصة إلياس عليه السلام، ظهرت عدة تفسيرات حول العلاقة بينهما.
- بعض الأقوال تشير إلى أن اليسع هو ابن عم إلياس، في حين يعتقد آخرون أنهما أولاد عم، أو أن إلياس هو عم اليسع، أو أن اليسع تتلمذ على يد إلياس.
- وتشير بعض الروايات إلى أن إلياس ينتمي إلى ذرية هارون بن عمران عليهم السلام جميعًا.
قصة اليسع عليه السلام
- بعد وفاة إلياس عليه السلام، اختار الله اليسع ليكون نبيًا في نفس المنطقة التي أُرسل فيها إلياس، ويُقال إن هذه المنطقة تضم حوالي 70 مدينة، يتوسطها بعلبك في بلاد الشام.
- كانت رسالة اليسع تأكيدًا على رسالة سيدنا موسى والأنبياء السابقين عليهم السلام، وقد كان هناك شبه بينه وبين موسى عليه السلام.
- كان نزول اليسع في بني إسرائيل، الذين كما هو متوقع من سلوكهم قد كذبوا عليه وأساءوا إليه، ولم يؤمن معه سوى عدد قليل.
- عاشت تلك الحقبة في زمن كثرت فيه المعاصي والشرور، حيث حكم فيها الطغاة وظلموا الأنبياء، مما أدى إلى قتل كثير منهم وتهجير المؤمنين وتعذيبهم، وظل اليسع عليه السلام ينصحهم وينذرهم من عقاب الله لفترة طويلة.
- بعد سنوات من الدعوة المبذولة لتوحيد الله وترك عبادة الأصنام، أنزل الله عليهم عذابه، فهلكوا جميعًا ولم ينجُ سواه، والذين آمنوا معه.
- كعادة بني إسرائيل، عادوا إلى ضلالهم بعد وفاة نبيهم، وتعرضوا للطغاة حتى أرسل الله إليهم نبيًا يدعى شموئيل عليه السلام.
معجزات اليسع عليه السلام
- مَنْعَ الله اليسع عليه السلام من عدد من المعجزات مثل إحياء الموتى، وشفاء الأكمه، والأصم، والأبرص.
- ومن معجزاته أيضًا قدرته على تجفيف نهر الأردن والسير فيه، وقد ذُكرت هذه المعجزات في كتب بني إسرائيل.
قصة وفاة اليسع عليه السلام
- ذكر الطبري أنه حين تمنى اليسع الموت، وعده الله بأن لقائه سيكون في مكان معين.
- وبعث الله إليه فرسًا من النار، حملته وطارت به إلى السماء، واستحال إلى كائن مَلَكي.
- يُعتقد أن قبره يقع في منطقة الكرمل بفلسطين.
قصة اليسع عليه السلام مع ذا الكفل
أولاً
- يعتقد بعضهم أن ذا الكفل لم يكن نبيًا، بل تابعًا للنبى اليسع، وقد تكفل برعايته منذ الصغر.
- ويقال إن اليسع دربه على الصيام طوال النهار والقيام بالليل، وعدم الغضب أبدًا.
- لا توجد أدلة موثوقة تدعم هذا الرأي، بل الثابت أنه نبي ذُكِرَ في القرآن الكريم مع سائر الأنبياء.
- يُروى أنه عندما كبر اليسع، أراد أن يستخلف خليفة، فجمع الناس وسأل من يقبل بضوابط معينة ليستخلفه.
- اقترح أحد الحاضرين نفسه، وأخبر اليسع بأنه سيتبع الشروط، لكنَّ اليسع لم يختر أحدًا في ذلك اليوم.
- في اليوم التالي، كرر اليسع السؤال، فتقدَّم نفس الرجل وتم اختيار المستخلف.
ثانيًا
- قام إبليس بإقناع الشياطين بالتحرش بهذا الرجل، ولكنه لم يتمكن منهم، فاراد إبليس بمفرده أن يتعامل معه.
- تظاهر إبليس كشيخ فقير، واستغل وقت النوم الوحيد لذلك الرجل.
- أخذ يدق باب ذا الكفل ويُظهر مظلمته، وأخذ يطيل الحديث عن الظلم الذي تعرض له من قومه.
- وعندما حل موعد مجلس ذا الكفل لم يحضر ذلك الشيخ.
- استمر الحال كذلك في المرات التالية، وعندما عاد ذا الكفل إلى بيته بعد ذلك، جاء إبليس مرة أخرى، ودقّ الباب.
- لما سمعه ذا الكفل عامله كعادته، لكن إبليس أظهر له أنه جاء يستغيث.
ثالثًا
- قال له ذا الكفل: اذهب واجعلني أراك في المجلس، ولكن لم يحضر الشيخ. فقرر العودة إلى بيته لينام، ومنع أهله من تقرب أحد من الباب.
- بعد قليل جاءه إبليس مرة أخرى، فتدبر الأمر بأسلوب غير مباشر.
- ثم عندما قام إبليس بتسور الجدار ودخل إلى المنزل، تفاجأ ذا الكفل بتلك الحيلة.
- في النهاية، أدرك ذو الكفل ما حصل، وتمكن من تصحيح الأمور حتى ظفر بالمقام الذي كان له.
- لذا سُمي ذا الكفل لأنه وفى بالأمر الذي أخذ على عاتقه بأفضل صورة.
الدروس المستفادة من قصة اليسع عليه السلام
- يجب توخي الحذر عند تناول ما يُذكر في الإسرائيليات، خصوصًا ما يُروى من دون دليل، حيث أن الكثير منه يحتوي على كذب وطعن في الأنبياء.
- الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم يجب أن يكون يقينيًا، بلا شك.
- يجب الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل أن يرينا الحق وييسر لنا اتباعه، وأن يُعصمنا عن الشبهات.
- ظهور إمكانية معاصرة نبي لنبي آخر، كما يظهر في قصة اليسع وإلياس.
- من الضروري أن نتحلى بالصبر عند الدعوة إلى الله، فنادراً ما يسلم أولئك الذين يدعون إلى الحق.
- يجب اختبار الأخبار بالتدقيق، وعدم الانحراف وراء الشائعات.