فوائد قراءة سورة مريم أثناء فترة الحمل

تعتبر فوائد سورة مريم للحامل موضوعًا يثير الجدل بين الكثير، حيث يعتقد بعض الأفراد أن هذه السورة تحمل فوائد خاصة تتعلق بالحمل والولادة، نظرًا لأن السورة تتناول قصة النبي زكريا وكيفية ولادته لسيدنا يحيى.

تتحدث سورة مريم أيضًا عن سيدتنا مريم العذراء وأحداث حملها وولادتها، مما يجعل بعض الناس يظنون أن قراءة سورة مريم قد تخفف من الصعوبات التي تواجهها الحوامل. لكن ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟

فوائد سورة مريم للحامل

قبل الغوص في الحديث عن فضائل سورة مريم، يجب أن ندرك أن قراءة القرآن الكريم بصفة عامة توفر شفاءً من المشاق الجسدية والنفسية، وتخفف من المعاناة التي قد يمر بها الإنسان. فيما يلي بعض فضائل سورة مريم:

  • تحتوي قراءة القرآن الكريم عمومًا على شفاء وعلاج لكل داء أو مشكلة.
    • لذا يجب علينا الالتزام بقراءة جزء ثابت من القرآن يوميًا.
    • ذلك يساعد على التقرب إلى الله تعالى، مما يساهم في تخفيف المعاناة مهما كانت.
  • أحد الأدلة على أن القرآن يحتوي على شفاء لكل داء هو قوله تعالى: (وَننَزِّل مِنَ الْقرْآنِ مَا هوَ شِفَاء وَرَحْمَة لِّلْمؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيد الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا) [سورة الإسراء، الآية 82].
  • على صعيد السنة النبوية، لم توجد نصوص تدل على أن لسورة مريم فوائد خاصة للحامل أو أن قراءتها تسهم بشكل مباشر في تسهيل الولادة.
  • ومع ذلك، ذكر بعض العلماء أن هناك آيات في القرآن التي يمكن أن تسهل الولادة.
    • فعلى سبيل المثال، ذكر ابن القيم أن سورة الانشقاق قد تسهل عملية الولادة.
    • أيضًا، الآية الثامنة من سورة الرعد تدل على ذلك، حيث قال الله تعالى: {اللَّـهُ يَعلَم ما تَحمِل كل أنثى وَما تَغيض الأَرحام وَما تَزداد وَكلُ شَيءٍ عِندَه بِمِقدارٍ}.
  • الآية الحادية عشر من سورة فاطر تشير كذلك إلى ذلك، حيث قال الله سبحانه وتعالى: {وَاللَّـهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ}.

هل هناك سور معينة تساعد الحامل في الولادة؟

من المهم أن ندرك أن القرآن كاملًا يحمل شفاءً ويساهم في تخفيف مشقة الإنسان بغض النظر عن نوعها، وهناك عدة سور تتميز بخصائص علاجية. إليكم بعض هذه السور:

  • تعتبر سورة الفاتحة من أهم السور ذات الخصائص العلاجية، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنها.
    • ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه واقعة تؤكد فائدة الفاتحة في الشفاء.
    • حيث أكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وما يدريك أنها رقية!).
  • بالإضافة إلى ما سبق، ورد عن الإمام أحمد أنه إذا قرأ إنسان آية معينة من سورة الأعراف، فإن ذلك قد يسهل الولادة.
    • لأنها تحتوي على شفاء لمن يعاني، وهذا بجانب فوائد سورة مريم للحامل.
    • هذه الآية هي رقم 54: {إِنَّ رَبَّكُم اللَّه الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُه حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْق وَالأَمْر تَبَارَكَ اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

فضل سورة مريم

تحمل سورة مريم العديد من الفوائد، بالإضافة إلى فوائدها للحامل، وقد ورد فيها العديد من الأحاديث النبوية وآراء الصحابة. نذكر أبرز هذه الأقوال:

  • ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوص فضل سورة مريم أنها تمنح من يقرأها أجرًا يعادل عشر حسنات، محسوبة بعدد الذين آمنوا بزكريا ويحيى ومريم وأيضاً موسى وعيسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل.
  • أيضًا، روي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “يا علي مَن قرأَها أَعطاه الله من الثواب مثلَ ثواب أَيّوب ومريم”.

سبب نزول سورة مريم

لكل سورة من سور القرآن الكريم حكمة أو سبب خلف نزولها، مما يبرز بلاغة القرآن واستفادة الأمة من دروس الأنبياء والأولياء. وفيما يتعلق بسورة مريم:

  • قد يكون سبب نزولها غير معروف لدى البعض، لكن يُعتقد أنه كان بسبب انقطاع الوحي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لفترة.
  • عندما عاد الوحي، قال جبريل عليه السلام للنبي: (ما نَزلتَ حتَّى اشتقتُ إليكَ).
  • ثم أوحى الله جبريل ليبلغ محمد ما جاء في سورة مريم، مما يزيد من حسنات كل من يقرأها.
Scroll to Top