تنبع الأنهار عادة من الجبال أو البحيرات الموجودة في المناطق المرتفعة، ثم تتجه نحو المناطق المنخفضة حيث تسهم في توفير مياه الشرب للكائنات الحية، وتلعب أيضًا دورًا هامًا في ري المحاصيل الزراعية.
وفي النهاية، تصب هذه الأنهار في البحار، ومن ضمنها شط العرب الذي يتشكل من التقاء نهري دجلة والفرات. في هذا المقال، سنستعرض عدد الأنهار التي تلتقي لتكوين شط العرب.
عدد الأنهار التي تلتقي لتكوين شط العرب
سنقوم بالإجابة على هذا السؤال من خلال النقاط التالية:
- يعتبر شط العرب نهرًا يقع في جنوب شرق العراق، في منطقة القرنة، حيث يُعرف بالفارسية بـ(أروند رود)، ويتشكل جغرافيًا من التقاء نهري دجلة والفرات.
- يتجه نهر شط العرب نحو الخليج العربي بعد السير لمسافة 193 كيلومترًا في اتجاه الجنوب الشرقي، ويبعد عن بغداد حوالي 375 كيلومترًا.
- يمتد نهر شط العرب ليعبر عبر ميناء عبدان الإيراني وميناء البصرة العراقي، كما يُشكل جزءًا من الحدود الفاصلة بين العراق وإيران.
- كان النزاع حول شط العرب أحد الأسباب الرئيسية للحرب بين العراق وإيران عام 1980، حيث سعت العراق إلى السيطرة على ضفتي النهر.
- يتراوح عرض شط العرب في العديد من مناطق امتداده بين 1 و2 كيلومتر، وقد كانت ضفافه مكسوة بأشجار النخيل، ولكنه عانى من الإهمال خلال فترة الحرب بين العراق وإيران.
- تم اختيار مدينة التنومة كموقع لبناء جامعة البصرة، نظرًا للإطلالة الجميلة التي توفرها نتيجة كثرة البساتين في تلك المنطقة.
- يتفرع من شط العرب العديد من الأهوار، وقد قامت بلدية البصرة بتطوير كورنيش السياب وكورنيش القصر، ليصبحا وجهتين سياحيتين متميزتين.
البيئة الجيولوجية لشط العرب
سنناقش الخصائص الجيولوجية لمنطقة شط العرب من خلال النقاط التالية:
- يشير علماء الجيولوجيا إلى أن تكوُّن شط العرب نتج عن الترسيبات المترتبة على نهر كارون والوديان المحيطة به من الجهة الغربية.
- تسبب هذا الترسب في إنشاء سدود حالت دون جريان نهري دجلة والفرات، مما دفع المياه للتدفق نحو المنخفضات المحيطة.
- تجمعت المياه في تلك المنخفضات، ومن ثم انطلقت نحو الجنوب الشرقي حتى وصلت إلى الخليج العربي، مشكِّلةً شط العرب.
- يبلغ طول شط العرب حوالي 204 كيلومترات، ويتراوح عرضه بين كيلومتر إلى كيلومترين.
- قامت إيران بتوسيع شط العرب من جهتيه، وأجرت دراسات جيوفيزيائية لاكتشاف كمّيات النفط، بينما لا تزال آثار الحرب جاثمة في الجهة العراقية.
تاريخ شط العرب
يمكن تلخيص تاريخ نهر شط العرب بالنقاط التالية:
- رغم الاحتلال الهولندي والبرتغالي لمنطقة الخليج العربي، فقد بقي شط العرب عربي الهوية.
- استمر الحفاظ على العروبة في شط العرب حتى خلال النزاعات التركية الإيرانية والنزاعات الإنجليزية التركية.
- يذكر بعض الباحثين أن معاهدة شيرين التي أبرمت بين العثمانيين والفرس في عام 1639 لم تُشر إلى العروبة في شط العرب.
- تدخلت بريطانيا بعدها في معاهدة ترسيم الحدود بين الدولة العثمانية والفرس بعد أن زادت نفوذها، وذلك لتأمين طرقها البحرية، خاصة في شط العرب.
- دون الرحالة والدبلوماسي البريطاني أوستن هنري، أن شط العرب كان تابعًا للدولة العثمانية بينما نهر سيحان كان يعود لإيران.
- توالت الاتفاقيات بين الفرس والدولة العثمانية بدءًا من عام 1843 وحتى توقيع اتفاقية الأستانة عام 1913.
- مع اكتشاف النفط في منطقة شط العرب وفي الأهواز العربية، زاد اهتمام بريطانيا بالمنطقة لضمان خطوط نقل النفط.
- ذكرت موسوعة السياسة البريطانية أن حكومة بريطانيا قد ضغطت على الحكومة العراقية خلال الحرب العالمية الأولى وما تلاها.
- أدّى ذلك الضغط على الملك العراقي إلى توقيع معاهدة عام 1937 التي منحت إيران 16 كيلومترًا من شط العرب.
- شملت تلك المنطقة المتاحة لإيران مدينة عبادان، لتسهيل عملية نقل النفط من ميناء عبادان إلى أوروبا.
- قام الشاه محمد رضا بهلوي في عام 1970 بإلغاء معاهدة 1937 من طرف واحد بعد السيطرة الأمريكية على معظم شط العرب.
أهمية شط العرب
تتجلى أهمية شط العرب من خلال النقاط التالية:
- يلعب شط العرب دورًا اقتصاديًا وسياسيًا حيويًا لكل من العراق وإيران، حيث يعد أحد أهم الحدود السياسية بين البلدين.
- يعتبر شط العرب الممر المائي الوحيد للعراق نحو الخليج العربي، مما يجعل العراق يعتمد عليه في عمليات الملاحة البحرية.
- تؤسس كل من العراق وإيران العديد من الموانئ على شط العرب لتسهيل عمليات التبادل التجاري مع دول العالم.
- تحتضن منطقة شط العرب أكبر غابة للنخيل في العالم، حيث تضم بين 17 إلى 18 مليون شجرة نخيل خلال السبعينيات.
- كانت غابات النخيل تُعتبر مصدرًا اقتصاديًا ذا أهمية كبرى لكل من العراق وإيران، بالإضافة إلى دورها الغذائي للسكان في كلا البلدين.