تعريف حركة عدم الانحياز وأهميتها في السياسة الدولية

تعريف حركة عدم الانحياز

تأسس مفهوم حركة عدم الانحياز بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث برزت مجموعة من الدول التي اختارت عدم الانضمام إلى أي من القوى العالمية سواء الشرقية أو الغربية. وقد قامت هذه الدول بتكوين تجمع يدعم حركات التحرر الوطني، ويرفض الاشتراك في التحالفات العسكرية المترتبة على النزاعات الدولية، مما أطلق عليه اسم حركة عدم الانحياز.

حركة عدم الانحياز

أسباب نشوء الحركة

مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، ظهرت قوتان عظميان تتنافسان في شكل جديد، تتمثل الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتمدت النظام الاقتصادي الرأسمالي متبنيةً مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا. رداً على ذلك، قام الاتحاد السوفيتي، الذي كان يشكل القوة الثانية في العالم، بإطلاق مشاريع مماثلة داخل القارة الأوروبية، مما أفضى إلى اختلال التوازن بين القطبين، وعُرف هذا الوضع بمفهوم “الحرب الباردة”. وبنتيجة ذلك، نالت العديد من الشعوب استقلالها السياسي، إلا أنها ظلت مرتبطة اقتصادياً بالدول الاستعمارية، مما جعلها مجالات استثمارية للشركات الأجنبية التي كانت تستنزف ثرواتها ومواردها. ومن هنا، ظهرت فكرة تشكيل تحالف “إفريقي-آسيوي”، حيث كان العامل المشترك بين هذه الدول هو العداء للاستعمار، كما وصفه رئيس جمهورية إندونيسيا السابق.

مبادئ حركة عدم الانحياز

تتأسس حركة عدم الانحياز على مجموعة من المبادئ التي تم تحديدها في مؤتمرها الأول في بلغراد عام 1961. وتعتبر هذه المبادئ كشرط أساسي لكل دولة ترغب في الانضمام إلى الحركة، وتتضمن ما يلي:

  • دعم حركات التحرر والاستقلال الوطني.
  • عدم السماح بإقامة قواعد عسكرية على أراضي الدولة المنضمة بدون موافقتها.
  • عدم وجود اتفاقيات ثنائية مع أي دولة كبرى.
  • تأييد حق الشعوب في تقرير مصيرها.

أهداف حركة عدم الانحياز

  • التأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
  • تعزيز استقلال الشعوب ومقاومة الاستعمار بكافة أشكاله.
  • حماية السيادة والحدود الإقليمية للدول.
  • رفض كافة أشكال التمييز العنصري.
  • عدم الانتماء لأي تحالف عسكري منافس.
  • الالتزام بالسلم كحل لجميع النزاعات الدولية.

الخلافات بين المفهوم والواقع

على الرغم من أن مفهوم عدم الانحياز يشير إلى الحياد تجاه النزاعات الدولية والسعي للسلام، إلا أن الواقع الحالي يشير إلى أن هذا المفهوم يتعارض مع حالته الحقيقية منذ زمن. إذ لم تتمكن هذه الدول من إبعاد نفسها عن صراعات القوى الكبرى، حيث ساندت إحدى القوى على حساب الأخرى، مما يتناقض مع مبادئ الحركة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من هذه الدول تعاني من نقص في السيادة، بسبب تدخل القوى الكبرى في قراراتها الداخلية والخارجية. وعلاوة على ذلك، قامت بعض دول حركة عدم الانحياز بدور الاستعمار ضد دول أخرى، مثل فيتنام التي تنتمي إلى الحركة في حين استعمرت كمبوديا دون أي اعتراض من قبل الحركة.

على الرغم من التحديات المذكورة، فإن عدد الدول المنضمة إلى الحركة يشهد نمواً متزايداً من عام إلى آخر، كما شهدت الحركة في الفترة الأخيرة انضمام دول متنوعة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً.

Scroll to Top