ما هي الإمبراطورية الفارسية؟
تشير الإمبراطورية الفارسية إلى المنطقة المعروفة اليوم بإيران، وقد استُخدم اسم فارس للدلالة على القبائل التي هاجرت إلى إيران القديمة قبل أكثر من ألف سنة قبل الميلاد. تم توثيق الفارسيين لأول مرة في سجلات الملك الآشوري شلمنصر الثاني في عام 844 قبل الميلاد. ومن ثم، بدأ الأخمينيون، وهم من نسل الفارسيين، بتوسيع نفوذهم السياسي في المنطقة، حيث التقوا باليونانيين القدماء لأول مرة. استمر الأخمينيون في تحقيق مزيد من التوسع، وكانت هذه السلالة هي السائدة خلال التاريخ اليوناني حتى وقت الإسكندر الأكبر. كما أن ثقافة السلالة الساسانية سيطرت على الهضبة الإيرانية حتى القرن السابع الميلادي، حيث كان السكان المحليون يطلقون على بلادهم أحيانًا اسم إيران أو “أرض الآريين”.
تأسيس الإمبراطورية الفارسية
تأسست الإمبراطورية الأخمينية بين عامي 559 و331 قبل الميلاد، وشملت مناطق تمتد إلى إيران الحديثة وتركيا ومصر، بالإضافة إلى أجزاء من أفغانستان وباكستان. أسس هذه الإمبراطورية الإمبراطور كورش الثاني، المعروف باسم كورش العظيم، بعد أن غزا الإمبراطورية الميدية التي كان يديرها جده. وقد لقب نفسه بلقب شاه أو ملك بلاد فارس، وكان يتميز عن غيره من الأباطرة برحمة تجاه المدن والممالك التي فتحها، كما أظهر تسامحًا دينيًا وثقافيًا نحو الشعوب المحتلة.
ازدهار وتوسع الإمبراطورية الفارسية
أصبح الإمبراطور قمبيز خلفًا لكورش العظيم وتولى قيادة الإمبراطورية، حيث غزا مصر. بعده، تولى الإمبراطور داريوس العظيم الحكم وسعى لتوسيع نفوذ الإمبراطورية ليشمل أجزاء واسعة من آسيا الوسطى وغرب الهند، مما جعل الإمبراطورية الفارسية في أوج قوتها. قامت إدارة داريوس بإعادة تنظيم الحكومة على أسس راسخة، واستمرت الإمبراطورية الفارسية الأولى حتى عام 330 قبل الميلاد. وقد ساهمت هذه الإمبراطورية في دمج الثقافات المختلفة التي تعايشت ضمن حدودها، مستفيدة من حضارة بلاد ما بين النهرين التي نقلت فنونها وهندستها المعمارية ودينها وأدبها إلى الفرس.
الثقافة الفارسية
تزخر الإمبراطورية الأخمينية بأشكال متعددة من الفنون، بما في ذلك الأعمال المعدنية، والنحت، والنسيج، والعمارة. مع اتساع الإمبراطورية، نشأ نمط فني جديد، حيث تميز الفن الفارسي المبكر بنقوش صخرية ضخمة، مثل المقبرة الشهيرة المعروفة باسم نقش رستم، التي تضم مقابر الملوك الأخمينيين. تضم الجداريات الموجودة في المنطقة مشاهد تُظهر الفروسية وانتصارات المعارك في الإمبراطورية الفارسية. وقد عُرف الفرس القدماء برقّتهم في الأعمال المعدنية، حيث وُجدت قطع أثرية من الذهب والفضة بالقرب من نهر أوكسوس في طاجيكستان، شملت مجموعات متنوعة من الآثار مثل العربات الذهبية الصغيرة، العملات، والأساور المزينة برموز غريفون، وهو مخلوق أسطوري يجمع بين خصائص النسر والأسد، وكان رمزًا للعاصمة الفارسية برسيبوليس.