تفسير سورة القمر بطريقة مبسطة للأطفال

تفسير سورة القمر

سنقوم بتقسيم السورة إلى مقاطع، حيث يتناول كل مقطع موضوعًا محددًا، وسنقوم بتفسيره بشكل عام بمساعدة الله -تعالى-، كما يلي:

  • قال -تعالى-: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) إلى قوله -تعالى-: (يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَـذَا يَوْمٌ عَسِرٌ).

توضح هذه الآيات أن موعد قيام الساعة قد اقترب وتستشهد بآية انشقاق القمر، إلا أن المشركين كذبوا وادعوا أن ما حدث كان سحرًا خالصًا من النبي -صلى الله عليه وسلم-. وكان دافع تكذيبهم هو اتباع الشهوات وسراب الشيطان. كما تُشير الآيات إلى أن كل أمر سينتهي إلى مصيره، سواء كان خيرًا أو شرًّا. هذا القرآن قد جاء بمعلومات عن الأمم السابقة، مما يعد وعظة بليغة.

وتظهر الآيات أن هذا القرآن قد وصل إلى ذروة الحكمة، ومن لا يهتدي بها أو يتأثر بحكمته، فلن تنفعه الإنذارات والوعظ. وتشجع الآيات النبي -صلى الله عليه وسلم- على تجاهل المكذبين والانتظار لمعرفة مصيرهم عند قيام الساعة بنفخة إسرافيل؛ التي ستكون نتيجة مرعبة وصادمة للنفس.

وسيتفاعل الناس مع هذه الدعوة ويخرجون من قبورهم بعيون ذليلة لا يملكون القدرة على رفعها، كأنهم جراد منتشر، ويعلمون أن هذا هو اليوم العسير.

  • قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُم قَوْمُ نُوحٍ) إلى قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ).

تسرد الآيات الجليلة شيئًا من قصة سيدنا نوح -عليه السلام-، وكيف وصفه قومه بالجنون وتوعدوه بأنواع العذاب إن لم يتخلَ عن دعوته. لكن نوح لجأ إلى الله – سبحانه وتعالى – بالدعاء، فأجاب ربّه بأن أمطر عليه ماءً غزيراً، وأخرج عيونًا كثيرة من الأرض، فكانت هذه المياه سبب هلاك المكذبين بينما نجا الله – سبحانه وتعالى – المؤمنين في السفينة المخصصة.

تُعتبر هذه القصة وما حصل فيها عبرة للعاقل، ثم تُهدد الآيات السامعين بقدرة الله – سبحانه وتعالى – في معاقبة المكذبين حتى لا يكونوا على شاكلتهم. وتنتهي الآيات بالتأكيد على أن الله يسّر القرآن لفهمه وحفظه.

  • قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) إلى قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ).

تبرز الآيات الكريمات أن قوم عاد كذبوا نبيهم هود -عليه السلام- فكان مصيرهم عذاباً شديداً. إذ حلَّت بهم عواصف دامية في يوم مشؤوم، حيث رفعت الرياح الناس من أماكنهم ثم طرحَتهم على الأرض كأنهم نخل مكسور. وهذه الآيات تشبه ما ورد عن عذاب قوم نوح -عليه السلام-.

  • قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) إلى قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ).

توضح الآيات أن ثمود قد كذبوا نبيهم صالح -عليه الصلاة والسلام- حيث لم يرغبوا في أن يأتي الوحي إليهم من شخص واحد. وقد اتهموه بالكذب والتجبر، لذا جاءهم التهديد بيوم القيامة، حين يتضح من هو الكاذب الحقيقي.

أرسل الله -تعالى- معجزة لإثبات صدق نبيه صالح، وهي الناقة، وأوصاهم أن يشاركوا في الماء بينها وبين الناقة. ولكن، عقروا الناقة، مما استدعى عذابهم بالصاعقة، فكانوا كحزم الزرع المتلف.

  • قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) إلى قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ).

تصف الآيات مصير قوم لوط -عليه الصلاة والسلام- جراء تكذيبهم، حيث عوقبوا بالحجارة في الصباح، بينما نجا آل لوط في آخر الليل. وقد بلغ بهم الأمر أنهم طلبوا من لوط -عليه الصلاة والسلام- أن يرتكب الفاحشة مع ضيوفه الملائكة.

  • قال -تعالى-: (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) إلى قوله -تعالى-: (فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ).

تبين الآيتان أن الله -عز وجل- أرسل إلى قوم فرعون من ينذرهم ويظهر لهم الآيات الكثيرة، إلا أنهم كذبوا، فتلقوا العقاب بشدة وقوة.

  • قال -تعالى-: (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُولَـئِكُمْ) إلى قوله -تعالى-: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ).

تهدد الآيات الأخيرة كفار قريش بمصير يشبه مصير الكفار السابقين الذين تم ذكرهم في السورة، وتوضح لهم أن جموعهم لن تنقذهم، كما تعرض شيئًا من العذاب الذي ينتظرهم في الحياة الآخرة. وبالمقابل، توضح الآيات كرامة المؤمنين حيث يجلسون عند ربهم -سبحانه وتعالى-.

التعريف بسورة القمر

تعتبر سورة القمر سورة مكية، وتتألف من خمس وخمسين آية. وقد قيل في أسباب نزولها إن المشركين طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- آية فأظهر الله انشقاق القمر مرتين. فقال الكفار إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- سحرهم، وأرادوا التأكد من ذلك من خلال سؤال المسافرين، وعندما سألوا المسافرين، أجابوهم أنهم رأوا انشقاق القمر، ولكنهم رغم ذلك ظلوا على كفرهم.

أغراض السورة

تناقش السورة الكريمة موضوعات تتعلق بالعقيدة، مثل إنزال القرآن، مشاهد يوم القيامة، وعذاب الكفار، وجزاء المؤمنين. كما تتعامل مع تكذيب المشركين للنبي -صلى الله عليه وسلم- برغم مشاهدتهم المعجزة الكبرى المتمثلة في انشقاق القمر. تحتوي السورة أيضًا على قصص بعض الأقوام الماضية وما حل بهم من عذاب، مما يمثل تحذيرًا للمشركين في مكة بأن العذاب سيصل إليهم كما حدث مع السابقين.

Scroll to Top