الفن التشكيلي
الفن التشكيلي، الذي كان يُعرف سابقًا بالفن المرئي، يمثل أحد أشكال الفنون المتعددة التي تتفرع إلى أنواع فنية مختلفة. يركز هذا الفن على تجسيد الذوق البصري، بغض النظر عن الوسائط المستخدمة في عملية الإبداع. من المهم التفريق بين الفن التشكيلي والفن الزماني، الذي يشمل الرقص والشعر والموسيقى، حيث تتمتع الزمانية بصفات كل من التشكيل والزمن. يسعى الفن التشكيلي لتحقيق مجموعة من الأهداف التعبيرية، مما يوفر للمشاهد مجالاً للتأمل والتفكير.
التاريخ
لم يكن الفن التشكيلي قديماً يجمع بين كافة أنواع الفنون المعاصرة، بل اقتصر في البداية على الفنون الجميلة مثل الرسم، التصوير، النحت، والعمارة. فيما تم استثناء الفنون التطبيقية والمهارات اليدوية كالفخار، الحياكة، التصميم، والنجارة. منذ العصور القديمة، كان الفن التشكيلي يعتمد على الرسم والتلوين، حيث تم ممارسة هذه الأنشطة في الكهوف والصخور منذ حوالي 32 ألف سنة. تم اكتشاف رسومات بالألوان الحمراء والصفراء والسوداء لأبقار، وخيول، وغزلان في كهوف واسكو في جنوب فرنسا. كما وُجدت لوحات لشخصيات بشرية في مقابر مصر القديمة، وخاصة في معابد رمسيس الثاني ونفرتيتي. لاحقًا، تجلى هذا الفن في بلاد اليونان عبر رسم الفسيفساء، وانتقل بعد ذلك إلى الرومان والبيزنطيين خلال القرن الثامن.
عصر النهضة
تُعتبر المخطوطات المزخرفة من أهم أشكال الفن التشكيلي التي أبدعها الرهبان خلال العصور الوسطى، مما ساعد على تعزيز الفنون في القارة الأوروبية. وبرز في القرن الثالث عشر عدد من الفنانين الإيطاليين مثل جيوتو، وليوناردو دافنشي، ورافائيل الذين أثروا في بداية القرن السادس عشر. كما نشأت العديد من مدارس الفن التشكيلي في إيطاليا، وساهمت هذه المدارس في تشجيع الإبداع في شمال أوروبا، حيث برز من هذه المنطقة فنانين مثل البلجيكي يان فان إيك، والهولندي بيتر بروغل الأكبر، والألماني هانز هولباين.
العصور المتقدمة
شهد القرن السابع عشر بروز عدد من الفنانين التشكيليين من هولندا، مثل رامبرانت الذي ارتبطت أعماله بالكتاب المقدس، وكذلك الفنان فيرمير الذي ركز على تجسيد المشاهد الداخلية من الحياة الهولندية. في أواخر القرن السابع عشر، ظهرت حركة الباروك التي أدت إلى تطور كبير في الفن التشكيلي من خلال استخدام الإضاءة الدرامية والبصرية الشاملة. ثم في القرن التاسع عشر، تجلت الانطباعية على يد مجموعة من الفنانين الفرنسيين مثل كلود مونيه، وأوجست رينوار، وبول سيزان، الذين قدموا رؤى جديدة لصنع اللوحات التشكيلية مستلهمين من المشاهد الحياتية العصرية.