نبذة عن سورة الفاتحة
سورة الفاتحة تُعد من السور المكية، وتحتوي على سبع آيات، وقد نزلت بعد سورة المدّثّر. تحمل سورة الفاتحة عدة أسماء، منها: الفاتحة، فاتحة الكتاب، أم القرآن، الشافية، الكافية، الوافية، الكنز، الحمد، الأساس، والسبع المثاني.
توجد العديد من الأحاديث النبوية التي توضح فضل سورة الفاتحة، من بينها ما رواه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنزلَ اللَّهُ في التَّوراةِ ولاَ في الإنجيلِ، مثلَ أمِّ القرآنِ وَهي السَّبعُ المثاني وَهي مقسومةٌ بيني وبينَ عبدي ولعبدي ما سألَ).
مواضيع سورة الفاتحة
تناولت سورة الفاتحة مواضيع متعددة، وأهمها:
- الإشادة بالله -سبحانه وتعالى-.
- تخصيص الله -تعالى- بالعبادة، والاستعانة، والدعاء.
- التوجه إلى الله بطلب الهداية للصراط المستقيم.
- الإشارة إلى قصص الأمم السابقة.
- الابتعاد عن سلوك المنحرفين عن هداية الله -تعالى-.
تفسير سورة الفاتحة
- (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
تبدأ قراءة القرآن باسم الله، مستعينين به ومتوكّلين عليه. (الله) هو الإله الذي نستحضره في قلوبنا ونعبده، وهو الذي خلقنا ويستحق وحده العبادة؛ ويُعتبر اسم (الله) هو الاسم الأعظم بين أسماء الله الحسنى، ولا يُطلق هذا الاسم على غيره -سبحانه-.
- (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
تعبير عن الشكر والثناء لله وحده؛ فهو الأحق بالعبادة والحمد، لما أنعم به من نعم جليلة ظاهرة وباطنة، دينية ودنيوية، يمنحها للناس، وهو رب العالمين؛ الذي يُربي جميع الخلائق بنعمه عليهم.
- (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
تجسد صفتا (الرحمن الرحيم) من أسماء الله الحسنى رحمة الله الواسعة والعظيمة التي تشمل كل شيء، حيث يشير الرحمن إلى الرحمة العامة التي تعُم جميع المخلوقات، بينما تشير الرحيم إلى الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
- (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
الله هو الوحيد الذي يملك يوم القيامة، والذي يُعتبر يوم الحساب، حيث يُجزى الناس عن أعمالهم الصالحة والسيئة.
- (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
تشير هذه العبارة إلى تخصيص الله وحده بالعبادة والاستعانة، حيث لا نعبد سواه، ولا نستعين بغيره؛ لأن كل شيء بيده، وهو القادر على كل شيء.
- (اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ).
إنها طلب من الله للهداية؛ فيا رب، ارشدنا ووفقنا إلى الطريق المستقيم، وهو الإسلام، الذي يُعتبر السبيل الصحيح للوصول إلى رضا الله -تعالى- وجنته. وتُعد هذه الآية من أفضل الأدعية التي يرفعها المسلم إلى الله يومياً.
- (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ).
تشير إلى طريق الذين أنعم الله عليهم، وهم الأنبياء والشهداء والصالحون، الذين وُهِبوا الهداية والاستقامة. أما المغضوب عليهم فهم اليهود، الذين استحقوا غضب الله -تعالى- على عِلمهم بالحق وعدم اتباعهم له، في حين أن الضالين يقصد بهم النصارى، الذين لم يهتدوا بسبب جهلهم، مما أوقعهم في ضلال.