الحكم الشرعي لتسمية الأطفال باسم وفاء
يعتبر الإسلام التسمية بأسماء عربية تحمل معاني حسنة مسألة محبّذة ومشروعة، حيث يُعد هذا من حقوق الأبناء على آبائهم. وقد كان النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- يشيد بتسمية المواليد بأسماء جميلة، ووجه الآباء إلى ذلك، حيث قال: “إنكم تُدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم.” وبالتالي، فإن تسمية المولود باسم وفاء تعتبر جائزة ولا حرج فيها، وذلك لأن اسم وفاء هو اسم عربي يحمل معنى حسنًا؛ حيث يشير أهل العلم إلى أنه يعني عدم الغدر، ويتضمن الوفاء بالعقود والحفاظ عليها.
معايير اختيار أسماء المواليد
أوضح العلماء بعض النقاط التي ينبغي على الأبوين الانتباه لها عند اختيار اسم المولود، وفيما يلي نعرض أبرز هذه النقاط.
أولًا: تجنب الأسماء العبودية لغير الله
يُحرّم اختيار أسماء تدل على العبودية لغير الله، كاسم عبد النبي أو عبد الشمس، لأن العبودية تُخصّص لله وحده. وقد ورد عن أبي شريح -رضي الله عنه- أنه قال: “قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل يسمّي نفسه عبد الحجر، فقال له النبي: ما اسمك؟ فقال: عبد الحجر. فقال له النبي: إنما أنت عبد الله.” من هنا، يُستحب اختيار أسماء تتضمن صفة العبودية لله، مثل عبد الله وعبد الرحمن.
ثانيًا: تجنب الأسماء المختصة بالله سبحانه
يحرم التسمية بالأسماء التي تخص الله تعالى، مثل الرحمن والرحيم. فمن يسمي نفسه بأحد هذه الأسماء، يتعين عليه تغييره. أما الأسماء المشتركة التي تُطلق على الله وعلى غيره، مثل لطيف وعليّ، فهي جائزة.
ثالثًا: تجنب الأسماء المرتبطة بالفاسدين
يجب على الآباء تجنب تسمية أطفالهم بأسماء الفاسدين أو الكفرة، مثل تلك المتعلقة بالمغنين. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تشبّه بقوم فهو منهم.” لذا، لا يليق بالمسلم تقليدهم. ومع ذلك، إذا كان الاسم لا يتعارض مع مبادئ الدين، يمكن تسميته، استنادًا إلى معناه الحسن.
رابعًا: تجنب الأسماء المنفرة
ينبغي أن يتجنب الأهل الأسماء التي قد تنفّر النفوس بسبب معانيها السيئة، حيث يمكن أن يتعرض الطفل لأذى نفسي نتيجة السخرية. كما يجب تجنب الأسماء ذات الدلالات الجنسية أو الشهوات، وأيضًا الأسماء المرتبطة بالشياطين أو الجن، مثل خنزب وإبليس، إذ يجب على من يسمى بأحدها تغييره.
خامسًا: تجنب التسمية بأسماء الملائكة
أشار العلماء إلى النهي عن التسمية بأسماء الملائكة، كجبريل وميكائيل، ويت intensified هذا النهي بالنسبة للفتيات، خشيةً من التشبه بمعتقدات الكفار الذين يقولون إن الملائكة هن بنات الله -تعالى الله عما يقولون-.