تفسير الآيات الأولى من سورة النور حتى منتصفها

تفسير سورة النور من الآية 1 إلى الآية 20

حد الزنا والأحكام المرتبطة به

يتمثل تفسير الآيات من (1-3) في سورة النور بما يلي:

  • تبدأ هذه الآيات بالحديث عن أهمية السورة العظيمة التي أنزلها الله -تعالى-، وتؤكد على ضرورة اتباع الأوامر والتشريعات المدرجة فيها. قال الله -تعالى-: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ).
  • توضح الآيات حد الزنا للأشخاص غير المتزوجين، حيث يُحدد الجلد بمئة جلدة دون تخفيف. وعليهم أن يحضر عدد من المؤمنين لشهادتهم حتى يتعظ الآخرون ولا يقترفوا نفس الفعل.
  • تشير الآيات إلى أن الزاني لا يُسمح له بالزواج إلا من زانية أو مشركة تعترف بحرمة الزنا، وأن الزانية لا يجوز أن يتزوجها إلا زانٍ مثلها. ويحظر زواج الزاني والزانية على المؤمنين إلا بعد توبتهما.

حد القذف والأحكام المرتبطة به

تناقش الآيات من (4-5) من سورة النور عقوبة من يرمي المحصنات بالزنا، حيث قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءِ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً). وقد بيّنت هذه الآيات حكم قذف النساء الطاهرات بجلد القاذف ثمانين جلدة ورفض قبول شهادته إلى الأبد.

يُعتبر القاذف فاسقاً إذا فشل في إثبات التهمة بأربعة شهود، إلا إن تاب إلى الله وعوّض إساءته بحسنات، حينها تقبل شهادته وتزول عنه صفة الفسق.

اللعان والأحكام المرتبطة به

يتناول تفسير الآيات من (6-10) في سورة النور ما يلي:

  • قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)، تبرز الآيات حكم من يتهم زوجته بالزنا دون شهود إلا نفسه، عليه أن يحلف بالله أربع مرات أنه صادق. وفي الخامسة، يدعو باللعنة على نفسه إذا كان كاذباً.
  • يمكن للزوجة أن تدافع عن نفسها بالإدلاء بأربع شهادات تؤكد أن زوجها كاذب، قال -تعالى-: (وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ)، وتضيف الخامسة بأن غضب الله عليها إن كان زوجها صادقاً.
  • تبرز هذه الآيات فضل الله ورحمته بالعباد من خلال التشريعات الخاصة بالأزواج والزوجات، حيث أن الله -تعالى- هو التواب الرحيم.

حادثة الإفك

تأتي الآيات من (11-20) في سورة النور لتفسير ما يلي:

  • قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)، نزلت هذه الآيات في حادثة الإفك التي اتهم فيها المنافقون أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وأوضحت الآيات أن في هذه الحادثة خيراً لأنها أثبتت براءة أم المؤمنين وعرت المنافقين وكشفت عن عذابهم.
  • تؤكد الآيات على أهمية ظن المؤمنين والمؤمنات ببعضهم البعض خيرا عند سماع الإشاعات، وينبغي على من يتهم الآخرين بالباطل أن يأتي بأربعة شهود، (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)، أي إن من يتحدث عن الإفك دون علم فإن ذلك يعتبر عظيماً جداً عند الله.
  • قال -تعالى-: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، يحذر الله المؤمنين من التعرض للإفك والبهتان، وعليهم أن يعفوا عن مثل هذه الأقاويل.
  • توضح الآيات أن من يسعى لنشر الفاحشة بين المسلمين سيواجه عذاباً في الدنيا وعقاباً في الآخرة إلا إذا تاب، حيث أن الله رحيم بعباده ولا يعجل بعقوبتهم.
Scroll to Top