المقدمة: المخاوف والترقب في بداية الجائحة
لقد كانت جائحة كورونا لها تأثيرات مباشرة على قطاع التعليم، إذ أدى الإعلان عن الوباء وخطورته وسرعة انتشاره من قبل المنظمات الصحية العالمية إلى انتشار المخاوف في هذا المجال. استجابة لذلك، سارعت المدارس والجامعات إلى إغلاق أبوابها أمام الطلاب بهدف حماية صحتهم ومنع انتقال العدوى. ومع غلق المؤسسات التعليمية، انتقل الطلاب إلى نظام التعليم عن بُعد، مما أثر بشكل كبير على مستواهم الدراسي وفهمهم للمحتوى التعليمي.
منذ بداية الجائحة، كان الطلاب وأولياء أمورهم في حالة من الترقب انتظاراً لعودة الحياة إلى طبيعتها واستئناف التعليم الوجاهي كما كان في السابق.
العرض: كيف كان أداء القطاع التعليمي في مواجهة أزمة كورونا؟
بعد انتشار فيروس كورونا بصورة سريعة ومرعبة، ووفاته لآلاف الأشخاص حول العالم، توقفت العملية التعليمية التقليدية، وأصبح التعليم الإلكتروني هو الطريقة المعتمدة في عملية التعليم. واجه المعلمون والطلاب تحديات متعددة في استخدام التقنيات الحديثة، حيث كان العديد منهم غير معتادين على هذه الأدوات، لكنها كانت الوسيلة الوحيدة لضمان استمرار التعليم دون المساس بمصلحة الطلاب أو المعلمين.
على الرغم من أن استخدام الإنترنت في التعليم لم يكن جديدًا، لكن خلال أزمة كورونا، اتجهت الغالبية العظمى من المؤسسات التعليمية نحو اعتماد التعليم الإلكتروني كبديل رئيسي، وأصبح استخدام تطبيقات الفيديو مؤشراً بارزاً للتكيف مع الطقس الجديد، حيث تم إجراء الاختبارات وتقديم الواجبات من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية.
كما تم تنظيم امتحانات الشهادة الثانوية عبر الإنترنت، مع استخدام الوزارة لتطبيقات حديثة مثل البريد الإلكتروني وواتساب لتيسير التواصل بين المعلمين والطلاب بشأن الواجبات والشروحات والاختبارات. وتم إنشاء مجموعات تعليمية لضمان تواصل دائم بين المعلمين والطلاب.
لم يقتصر التعليم الإلكتروني على الدول المتقدمة، بل شمل أيضًا الدول النامية، حيث اعتبرت بعض الجهات التعليم الإلكتروني بديلاً أفضل لضمان استمرار عملية التعليم. وقد قدمت وزارة التربية والتعليم مجموعة من الدورات التدريبية للمعلمين لتمكينهم من تقديم المحتوى التعليمي بطرق فعالة وسهلة.
أسهمت الوزارة أيضًا في تطوير منصات تعليمية تفاعلية وتحسين المحتوى وطرق تقديمه، مما ساعد المعلمين على دمج التعليم الإلكتروني في الفصول الدراسية. بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم برامج تدريبية متعددة الوسائط لتعزيز المهارات التعليمية لدى المعلمين، وتم تعديل معايير النجاح والرسوب لتتناسب مع نظام التعليم عن بُعد، وتوفير قنوات تلفزيونية لتقديم المحتوى التعليمي.
ومع ذلك، قدم التعليم الإلكتروني تحديات جديدة للمعلمين من حيث ضرورة تنويع وسائط التعليم لتلبية احتياجات الطلاب ومنع حدوث الملل. وقد كانت هناك تحديات أيضًا تتعلق بتوافر أجهزة كمبيوتر وخدمات الإنترنت القوية، حيث يمكن أن يكون لدى الطالب أو المعلم جهاز كمبيوتر ولكنهم يواجهون صعوبة في استخدام الإنترنت.
وجد الكثير من الطلاب، وخاصة في المناطق النائية، صعوبات في الوصول إلى المواد التعليمية عبر الإنترنت، مما أثر سلبًا على مستوى تحصيلهم الدراسي. كما كانت معاناة بعض المناطق الأكثر فقراً تتعلق بعدم توفر الكهرباء، مما أضاف طبقة أخرى من التعقيد إلى عملية التعليم عن بُعد. حاولت الوزارة تحديد هذه المشكلات وتوفير الأجهزة اللازمة للطلاب المحرومين، إلا أن هذه الحلول لم تكن كافية لحل المشكلة كليًا.
الخاتمة: رؤية مستقبل التعليم في ظل جائحة كورونا
بينما تستمر آثار جائحة كورونا، فمن المرجح أن يستمر التعليم عن بُعد، وقد تقرر العديد من الدول دمج هذا النظام مع التعليم التقليدي حتى بعد انتهاء الجائحة. ولا يزال مستقبل التعليم غامضًا، حيث يرتبط عودة الطلاب إلى المدارس بعد انتهاء الجائحة والسيطرة على انتشار الفيروس. يعتمد ذلك أيضًا على توسيع نطاق التطعيم بالمستجدات من منظمة الصحة العالمية. ستظل أنظار الطلاب وذويهم متعلقة بالقرارات التي ستصدرها وزارة التربية والتعليم بشأن العودة إلى التعليم داخل الفصول الدراسية، مما يتطلب الالتزام بالإجراءات الاحترازية لوقف انتشار الفيروس والتغلب على هذه الأزمة.