حروب الردة: مفهومها
تُعرف حروب الردة بأنها الصراعات التي خاضها الخليفة الأول أبو بكر الصديق عقب وفاة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، إثر عودة بعض القبائل العربية إلى الكفر بعد إسلامها، أي تعطيلها للفرائض الدينية. وقعت هذه الأحداث في السنة الحادية عشرة للهجرة، وأسفرت عن عودة قبائل عبس، وذبيان، وحنيفة، وبكر، وتميم إلى الإسلام.
أسباب اندلاع حروب الردة
تعددت العوامل التي أدت إلى نشوب حروب الردة، ومنها:
- عودة بعض القبائل العربية إلى الكفر أو توقفها عن أداء الفرائض.
- ارتداد بعض القبائل العربية وامتناع أخرى عن تقديم حقوق الإسلام، مثل الزكاة.
- معارضة بعض القبائل لسلطة المدينة وأبو بكر كقوة سياسية، بالإضافة إلى معارضتهم للإسلام كديانة.
- إعلان العصيان في عدة مناطق من شبه الجزيرة العربية ضد الإسلام وعاصمته في المدينة.
أبرز معارك حروب الردة
كانت المعركة الأولى التي خاضها المسلمين ضد المرتدين بقيادة خالد بن الوليد في بذاخة، حيث واجهوا مرتدي غطفان وبني أسد ومن تداعى حول طليحة بن خوي الاسدي الذي زعم النبوة. وقد حقق خالد انتصاراً حاسماً في هذه المعركة، ثم توجه إلى البطاح في نجد لمحاربة المرتدين من بني تميم تحت قيادة مالك بن نويرة، ليفوز عليهم أيضاً.
كانت القبائل المرتدة تتوزع في ستة مناطق: الأسود العنسي في اليمن، ومسيلمة الكذاب في قبيلة حنيفة في اليمامة، وطليحة في قبيلتي أسد وغطفان، والمتنبئة سجاح من قبيلة تميم. وقد بدأت ردّة بعض القبائل في اليمن قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنها تفشت بعد وفاته. حيث أعلن طليحة الأسدي ادعاءه النبوة وتجمع من حوله العديد من قبائل أسد وغطفان وعبس وذبيان، تلتها ارتداد بني عامر وهوازن وبني تميم. ومن أبرز المعارك ضد المرتدين كانت معركة اليمامة في السنة الثانية عشرة للهجرة، حيث واجه المسلمون مسيلمة الكذاب الذي كان يعد الأخطر بين المرتدين، وعقب انضمام سجاح إليه بعد زواجها منه.
أعد أبو بكر -رضي الله عنه- الجيوش وزوّدهم بالقادة، منهم خالد بن الوليد الذي شارك في جميع معارك الردة. وانتهت هذه الحروب بانتصار المسلمين في واحدة من أخطرها، ألا وهي معركة اليمامة.
نتائج حروب الردة
أسفرت حروب الردة عن العديد من النتائج، تشمل:
- استعادة الوحدة للدولة الإسلامية وتزويد المسلمين بخبرات قتالية ومعرفة جغرافية الجزيرة العربية، مما ساعد على الحفاظ على المفاهيم الإسلامية من التحريف وتحرير راية الإسلام من العصبيات الجاهلية، وتأكيد قوة المسلمين المبنية على الإيمان والمعنويات العالية.
- توفير تدريب عسكري للمسلمين وظهور قيادات عسكرية جديدة اكتسبت الخبرة في فنون الحرب.
- إعادة الوحدة لشبه الجزيرة العربية تحت شعار الإسلام.
- القضاء على قوى الشر من اليهود والنصارى والوثنيين، وإيضاح المنهج الصحيح في التعامل مع المرتدين، وتحقيق السيادة للإسلام ومبادئه.
تناول هذا المقال مفهوم حروب الردة والتعريف بالمرتدين، ضمن سياق الأحداث التي وقعت ضد الأفراد والقبائل التي ارتدت عن الإسلام وعادت إلى الكفر، وتعطلت عن أداء فرائض الله -تعالى- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-. كما أشار المقال إلى أهم المعارك والنتائج التي أسفر عنها النصر للمسلمين.