فهم ما المصدرية
تعتبر “ما المصدريّة” أحد الحروف المصدريّة التي تُدخل على الجمل الفعلية، حيث تسبق الفعل. يمكن تأويلها مع الفعل الذي يأتي بعدها ليصبح مصدراً مؤوّلاً، وكلاهما يُستبدل بمصدر صريح بعد التأويل. على سبيل المثال، في الجملة (أعجبني كل ما صنعت)، يمكن تأويلها إلى مصدر صريح على النحو التالي: (أعجبني كل صنيعك). تجدر الإشارة إلى أن “ما المصدريّة” لا تدخل إلا على الأفعال، ولا تعمل على نصب الفعل كما تفعل بعض الحروف المصدريّة الأخرى.
أقسام ما المصدرية
تنقسم “ما المصدريّة” إلى قسمين: ما المصدريّة الزمانيّة (الظرفيّة) وما المصدريّة غير الظرفيّة. وفيما يلي توضيح لكل منهما:
ما المصدريّة الظرفية الزمانية
يتم تأويل هذا النوع مع الفعل الذي يتبعه إلى مصدر يدل على ظرف زمني، حيث يُقدّر الزمن قبلها باستخدام كلمات تعبر عن الزمن مثل: زمان أو مدة أو وقت، مما جعلها تُعرف بالزمانية. على سبيل المثال، في الجملة (أصاحبك ما دمت مخلصًا) تُفهم بمعنى (مدة دوامك مخلصًا). وبذلك، يتم حذف المصدر المؤوّل المُكوّن من (ما + الفعل)؛ وما بعدها تُعرب في محل نصب على الظرفيّة الزّمانيّة. فيما يلي أمثلة توضيحيّة تشمل الموقع الإعرابي للمصدر المؤوّل:
مثال | التأويل | المحل الإعرابي للمصدر المؤوّل |
قوله تعالى: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) | أوصاني بالصّلاة مدّة دوامي حيًّا | المصدر المؤوّل (ما دمت حيًّا) في محل نصب على الظرفية الزمانية |
سألازمك ما أنصفت | سألازمك مدة إنصافك | المصدر المؤوّل (ما أنصفت) في محل نصب على الظرفية الزمانية |
قول الشاعر: المرء ما عاش ممدود له أملٌ *** لا تنتهى العين حتى ينتهى الأثر | المرء مدة عيشه ممدود له أملٌ | المصدر المؤوّل (ما عاش ممدود له أملٌ) في محل نصب على الظرفية الزمانية. |
احرص على أخذ العلم ما دمت حيّاً | احرص على أخذ العلم مدة دوامك حيًّا | المصدر المؤوّل (ما دمت حيّاً) في محل نصب على الظرفية الزمانية |
قول الشاعر: أجَـارَتَنـا إِنَّ الخُطُـوبَ تَنـوبُ ** وإنِّـي مُقِيـمٌ مَا أَقَـامَ عَسِيـبُ | مدّة إقامة عسيب | المصدر المؤوّل (مَا أَقَـامَ عسيب) في محل نصب على الظرفية الزمانية |
ما المصدريّة (غير الظرفيّة)
هي حرف يسبق الفعل، وتؤوّل مع الفعل الذي يحدث بعدها إلى مصدر، وتختلف عن ما الظرفية الزمانية في أنها لا تُقدّر بالنظر للزمان. يتم إعرابها بناءً على موقعها في الجملة، مما جعلها تُعرف بالمصدريّة. على سبيل المثال، في الجملة (وما تصومه خيرٌ لك)، يمكن تأويلها إلى (صيامُك خيرٌ لك)، حيث تم حذف المصدر المؤوّل المُكوّن من (ما + الفعل). لا يشترط نصب ما المصدرية غير الظرفية، وكلاهما يُعرَب حسب موقعه في الجملة. وفيما يلي أمثلة توضيحيّة:
مثال | التأويل | المحل الإعرابي للمصدر المؤوّل |
سرّني ما صنعت | سرّني صنيعك | المصدر المؤوّل (ما صنعت) في محل رفع فاعل |
عجبتُ مما فعلت | عجبتُ من فعلك | المصدر المؤول (ما فعلت) في محل جر بحرف الجر |
قوله تعالى: (يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ) | يجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بعدَ بيانِهِ | المصدر المؤوّل (ما تبيّن) في محل جر بالإضافة |
ما تفعلُهُ عائدٌ إليك حتماً | فعلُكَ عائدٌ إليك حتماً. | المصدر المؤوّل (ما تفعله) في محل رفع مبتدأ |
تدريبات على ما المصدرية
قم باستخراج ما المصدريّة في الجمل التالية وحدد نوعها كما في المثال:
الجملة | ما المصدرية وما بعدها | التأويل | نوعها |
سأخلصُ في عملي ما حييتُ | ما حييتُ | سأخلصُ في عملي مدّةَ حياتي | ظرفية زمانية |
فزعتُ مما أهمل الرجل | |||
قوله تعالى: (وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم) | |||
أدهشني ما كتبت |