التقويم الميلادي
يعتبر ميلاد السيد المسيح عليه السلام واحداً من أبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها الأرض. حيث يُعد أتباعه اليوم من أكبر الفئات من حيث العدد، وقد تم الاتفاق على اعتبار بداية التأريخ من ميلاده. وعُرف هذا النظام بــ”التقويم الميلادي”، وكذلك يُطلق عليه أحياناً اسم “التقويم الغربي” أو “التقويم الغريغوري”.
يتكون العام الميلادي من اثني عشر شهراً، تتمثل في: كانون الثاني (يناير)، شباط (فبراير)، آذار (مارس)، نيسان (إبريل)، أيار (ماي)، حزيران (يونيو)، تموز (يوليو)، آب (أغسطس)، أيلول (سبتمبر)، تشرين الأول (أكتوبر)، تشرين الثاني (نوفمبر)، كانون الأول (ديسمبر).
ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن بداية التقويم الميلادي، والتي تُعتبر العام الأول الميلادي، لا تعكس بداية الحياة على وجه الأرض. فالعديد من الأحداث قد سبقت ميلاد السيد المسيح، كما أرسل الله تعالى العديد من الرسل قبله. لذا، كان من الضروري إقرار جزءٍ آخر من التقويم الميلادي، وهو “تقويم ما قبل الميلاد”.
فترة ما قبل الميلاد
يشير مصطلح “ما قبل الميلاد” إلى الفترة الزمنية التي سبقت ميلاد السيد المسيح، ويُرمز له باللغة العربية اختصاراً بـ(ق.م) بينما يُستخدم في الإنجليزية الاختصار (BC).
يتم استخدام تأريخ ما قبل الميلاد للدلالة على الأحداث التي وقعت قبل ميلاد السيد المسيح. وقد أطلق المؤرخ “بيدي” هذا المصطلح التاريخي الهام، بعد حوالي مئتي عام من إقرار الراهب “ديونيسيوس أكزيوجوس” لنظام التقويم الميلادي في عام 525 ميلادياً، والذي يُعرف بـ (Anno Domini (AD، ويعني بالعربية “عام السيد”.
أهمية فترة ما قبل الميلاد
لقد ركز المؤرخون جهودهم على دراسة فترة ما قبل الميلاد، والتعمق فيها، إذ تحتوي على العديد من الأسرار والإضاءات التي تساعد الإنسان اليوم على فهم تطور الحضارة الإنسانية بشكل أكبر. ويلعب البحث العلمي والأثري دوراً مهماً في هذا الاتجاه من خلال اكتشافات جديدة تُسهم في توسيع آفاق المعرفة.
تتميز هذه الفترة بطولها النسبي مقارنة بالفترة التي تلت ميلاد السيد المسيح، ومن أبرز الأحداث فيها هي بعثات الرسل من قبل الله تعالى لتكون هدى ورحمة للعالمين. إذ تمثل فترة ما قبل الميلاد عصر بعثات جميع رسل الله، في حين اقتصر العدد بعد الميلاد على رسولين هما عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام. كما شهدت هذه الحقبة العديد من الأحداث التاريخية الهامة على الصعيدين الحضاري والعسكري، والتي ساهمت بشكل كبير في تشكيل معالم العالم حتى أيامنا هذه.