تعليم السباحة للأطفال
يُعد تعليم السباحة للأطفال من الأمور الأساسية التي يجب الاهتمام بها؛ فإلى جانب كون السباحة نشاطاً ترفيهياً ورياضياً ممتعاً، فهي كذلك مهارة حياتية حيوية يجب أن يتقنها الأطفال منذ نعومة أظفارهم، حيث تكمن أهميتها في إمكانية إنقاذهم من حادثة غرق قد تحدث مستقبلاً. وتشير الأبحاث إلى أن الغرق يعتبر ثاني أكثر الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الأطفال دون سن الرابعة عشر. لتمكين الأطفال من تعلم هذه المهارة الهامة، يُفضل إعداد جدول زمني لجلسات تعليم السباحة، إذ إن تعليم الأطفال عدة مهارات في يوم واحد قد يؤدي إلى الإرباك ونسيان ما تم تعلمه سابقًا.
ينصح بأن تستمر كل جلسة تعليم سباحة لمدة نصف ساعة فقط. وبعد وضع خطة زمنية واضحة، يتم بدء تعليم الأطفال كيفية ركل أرجلهم في الماء للتحكم في الطفو، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق جعل الأطفال يمسكون بسلم المسبح والركل بأقدامهم داخل الماء مع الحرص على إبقائهما مستقيمتين قدر الإمكان. بعد ذلك، يُتعلم الأطفال كيفية حبس أنفاسهم بشكل صحيح داخل الماء، بعد أن يحققوا الطفو الصحيح. يتحقق ذلك من خلال حبس الأنفاس ثم وضع الفم داخل الماء، والانتقال تدريجياً لحبس الأنفاس عن طريق الفم والأنف، والتنسيق بينهما.
كما يُنصح بتزويد الطفل بنظارات السباحة أثناء تعلم هذه المرحلة. أما المرحلة النهائية من تعليم السباحة فتتعلق بتعليم الأطفال كيفية التحرك للأمام داخل المسبح، باستخدام أذرعتهم بشكل متناوب في سحب أنفسهم مع ركلات الساق المتناوبة لدفع الجسم عبر الماء. بعد فترة من التدريب، سيتمكن الطفل من تنسيق حركات ذراعيه وساقيه بشكل طبيعي، ليغدو قادراً على التحرك بسلاسة داخل الماء.
طرق تعليم السباحة حسب الفئات العمرية للأطفال
تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ببدء تعليم السباحة عند بلوغ الأطفال سن الرابعة كحد أدنى، حيث يُعتقد أن هذا العمر هو الوقت المناسب لاستيعاب مبادئ ومهارات السباحة المختلفة. ومع ذلك، يمكن للآباء البدء في تعليم أطفالهم من عمر العام الواحد وحتى عمر الأربعة أعوام، ويجب ملاحظة أن العمر له تأثير كبير على سرعة تعلم الطفل للسباحة.
إن عمر الطفل يؤثر على مدى تطور مهاراته الحركية اللازمة لتعلم السباحة؛ فبينما قد يحتاج الطفل في سن الثلاثة أعوام إلى ثلاثين حصة تدريبية لمهارة السباحة، فإن الطفل بعمر الستة أعوام قد يحتاج فقط نصف عدد الحصص. وهناك العديد من النصائح العامة لتعليم السباحة للأطفال وتعتمد على الفئة العمرية كما يلي:
الأطفال دون سن العامين
عند الرغبة في تعليم السباحة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين، يجب أولاً التأكد من معاملتهم لدرجة حرارة ماء المسبح ومدى ملاءمتها. من ثم، يجب إدخالهم إلى الماء برفق لتجنب شعورهم بالخوف. ينبغي أن تكون تجربة الطفل الأول في الماء ممتعة، ومن المهم تعليمهم كيفية ضرب الماء بشكل ممتع. بعد ذلك، يمكن حمل الطفل بحيث يكون وجهه مواجهًا لوالده، بينما يتحرك الوالد خطوة إلى الوراء لإرشاد الطفل لتعلم ركل الماء بأقدامه. ثم يمكن تعليم الطفل الطفو باستخدام تقنيات متنوعة وكذلك كيفية التنفس أثناء وجوده في المسبح.
الأطفال من سن العامين إلى الأربعة أعوام
يجب التعريف بالأطفال في هذه الفئة العمرية بمبادئ الأمان عند السباحة وما يجب فعله في الماء إذا كانت التجربة جديدة لهم. من الضروري تعليم الأطفال القوانين الأساسية مثل عدم السباحة بمفردهم، الابتعاد عن أماكن تصريف المياه، وعدم اللعب بحماقة في الماء. بعد ذلك، يتم تدريبهم على كيفية التنفس داخل المسبح وركل الماء، ثم تضاف تدريبات على استخدام الذراعين مع الركلات الساقية، وأخيراً يتم التدريب على غمس الرأس في الماء والسماح للطفل بالسباحة بمفرده مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل ارتداء سترة النجاة.
الأطفال الأكبر من سن الأربعة أعوام
ينبغي التأكد من أن الأطفال في هذه الفئة العمرية قد أتقنوا المهارات الأساسية، قبل الانتقال إلى تعليمهم تقنيات أكثر تقدماً. تشمل هذه التقنيات تجريف المياه، وكيفية القفز بشكل صحيح إلى الماء، بحيث تصل الأذرع الممتدة أولاً ثم بقية أجزاء الجسم. يتعين عليهم تعلّم كيفية وضع أقدامهم تحت سطح الماء مع الحفاظ على ذقنهم فوق سطح الماء أثناء الركل والتجديف. وأخيرًا، يجب تعليم الأطفال كيفية تنظيم عملية الزفير تحت الماء والتنسيق بين استخدام الأنف والفم في عملية الزفير، ومزج تقنيات السباحة المختلفة مع التدريب على الوضع الصحيح في الماء وغير ذلك.
اختلاف قدرات الأطفال في تعلم السباحة
تتباين قدرة الأطفال في تعلم السباحة باختلاف عديد من العوامل، منها التركيب الجيني والقدرات البدنية والعقلية. حيث تؤثر جينات الطفل وقدراته بشكل كبير على سرعة استيعابه للمهارات السباحية. يجب أن يكون الآباء والمدربون على يقين بأن أي طفل، مهما كانت قدراته، يمكنه تعلم السباحة، حتى لو استغرق ذلك وقتًا طويلاً. بالاضافة إلى ذلك، يلعب مستوى اهتمام الطفل وجهوده دورًا مهما، حيث أن إصرار الطفل وحماسه لتعلم السباحة يمكن أن يعوض أي نقص في قدراته الطبيعية. كذلك، تعزز الخبرات السابقة للطفل مع المياه وعمره من الفروقات في سرعة تعلم السباحة.
أهمية تعليم حبس الأنفاس للأطفال أثناء السباحة
تعتبر مهارة حبس النفس أثناء السباحة أمرًا هامًا للغاية لضمان سلامة الأطفال؛ إذ أن دخول الماء إلى رئات الأطفال قد يحرمهم من الأكسجين الازم لجسمهم وعقولهم. كما أن اكتساب الطفل لهذه المهارة يسهم في تعزيز شعوره بالأمان أثناء التعلم والممارسة، مما يسهل تقدمهم في هذه الرياضة ليصبحوا سباحين متمكنين. يعد التحكم في التنفس أثناء السباحة من أصعب النقاط التي يجب على الأطفال تعلمها، إذ قد يضطرون إلى التوقف عن السباحة عند الحاجة للهواء.
للمزيد من المعلومات عن السباحة، يمكنك الاطلاع على المقال حول رياضة السباحة.