تصميم مصلى العيد في مدينة المهدية
بدأت مساعي بناء وتصميم المصليات في الدول الإسلامية عبر مختلف أرجاء العالم بشكل متواضع. حيث كانت المصليات تُعتبر مساحات واسعة لا تخضع لحدود معمارية أو سقف يحجب النظر، بل هي أرض واسعة متاحة للمصلين لأداء صلاة العيدين. وقد كانت مدينة المهدية هي الأولى بين المدن الإسلامية التابعة للدولة الفاطمية التي قامت بتشييد مصلى للعيد على أراضيها.
شُيد مصلى العيد بمدينة المهدية خارج أسوار المدينة من الجهة الغربية، على مسافة قريبة من هذه الأسوار. ويُدخل الزوار إلى المصلى عبر قوس حجري ضخم يزين مدخله، مما يعكس القوة وجمالية فن العمارة الفاطمية. كما يؤدي هذا القوس إلى ساحة واسعة تُستخدم لأداء صلاة العيدين.
يتسم تصميم مصلى العيد في مدينة المهدية بالبساطة، حيث يظهر في شكل ساحة كبيرة تزين مدخلها قوس حجري رائع. ولا يزال هذا المصلى قائماً حتى يومنا هذا.
كان اختيار بناء مصلى العيد خارج أسوار المدينة بمثابة رسالة فنية واقتصادية. حيث يسمح ذلك بتوفير المساحة الكافية لبناء المنشآت الحيوية داخل المدينة، بالنظر لأن المصلى يُستخدم مرتين فقط في السنة. فضلاً عن ذلك، يُسهم هذا الموقع في تقليل تكلفة إنشاء سور أطول كان سيتطلبه وجود المصلى داخل حدود المدينة.
أسباب تأسيس مصليات العيد في مدينة المهدية
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشجع على إقامة صلاة العيد في الأماكن المفتوحة خارج المستوطنات، وقد أسس مصلى العيد في المدينة المنورة لتلبية حاجة عدد المصلين في تلك الأوقات. لذا، تُعتبر ممارسة إقامة صلاة العيد في الهواء الطلق تقليداً نبويًا تبعه المسلمون منذ ذلك الحين. وقد تمثل هذا التقليد في تصميم بناء فاطمي لمصلى العيد في مدينة المهدية، مما يعكس حضارة الدولة الإسلامية في تلك المنطقة.
تاريخ مدينة المهدية وموقعها
تقع مدينة المهدية في تونس، وكانت تُعد إحدى عواصم الدولة الفاطمية في شمال إفريقيا. وقد تركت الدولة الفاطمية التي أسسها عبيد الله المهدي أثراً بارزاً في العمارة، بحيث تظهر بعض المباني التاريخية في مدينة المهدية إلى يومنا هذا.
تنافست الدولة الفاطمية مع الدولة العباسية والبيزنطية في تلك الحقبة على التميز والإبداع في فن البناء. وقد تميزت العمارة الفاطمية بأسلوب فريد، حيث انعكس ذلك في قصورها ومساجدها ومرافقها الأخرى. كما اعتمد الفاطميون عدة أنماط معمارية دمجت بين فنون العمارة من مختلف الحضارات، مما أدخل الابتكار إلى فن العمارة في أبنيتهم.