التعلم
يُعتبر موضوع التعلم محور اهتمام العديد من الأفراد، بما في ذلك الآباء والأمهات والمثقفين وأعضاء المجتمع النشطين. هذا الموضوع يُثير الكثير من الجدل حول نظرياته وجوهره والقوانين التي ينظم بها، إذ أن النظر إلى العمليات والتفاعلات التي تحدث داخل الفرد وفي بيئته يُسهم في إحداث تغييرات متعددة في سلوكيات الإنسان ونمط حياته، مما يُشير إلى اكتسابه لشيء جديد.
تعريف التعلم
يمكن تعريف التعلم لغويًا بأنه اكتساب المعرفة حول الموضوعات المختلفة، بينما يُعرّف اصطلاحياً بأنه نشاط يهدف إلى اكتساب المهارات والمعرفة الجديدة. يُعزى هذا المفهوم إلى الإنسان، رغم أن الحيوانات أيضًا تمتلك قدرة على التعلم. يتجلى هذا النشاط التعليمي في تأثيره على السلوك، القيم، والأفكار، وغيرها من جوانب الحياة.
يُعرف التعليم أيضًا كسلوك ناتج عن تجربة فردية تُمكن الكائن الحي من تعديل سلوكياته وتصوره، وهي ما تُعرف باسم عملية التعليم. يجب أن يكون هذا التعليم ملموسًا في السلوك، ويظهر بشكل دائم دون التأثر بالنمو أو التطور. كما يُنظر إلى التعلم على أنه تغيير يحدث في سلوك الفرد، حيث يركز هذا التعريف على التحولات المستمرة والثابتة في سلوك المتعلم، بغض النظر عن الظروف الزمنية.
يُعتبر مفهوم التعلم (بالإنجليزية: Learning) مرتبطًا بعلم السلوك، حيث اكتشف علماء السلوك أن الاتجاه السلوكي يتماشى مع التعلم، وذلك من خلال تعريف التعلم على أنه تغير مرئي في السلوك نتيجة ممارسة ثابتة إلى حد ما.
العوامل الذاتية المؤثرة في عملية التعلم
حدد العلماء مجموعة من الشروط التي تساهم في تحسين عملية التعلم وتأثير نتائجها، بحيث تنقسم العوامل الذاتية إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
النضج
يمكن تعريف النضج بأنه كل التغيرات الجسدية والعصبية والحسية التي تظهر على الكائن الحي وفقًا لمخططه الوراثي، حيث قد تكون بعض أنواع التعلم أو اكتساب الخبرة مستحيلة بدون إتمام نضوج بعض أعضاء الجسم. العلاقة بين النضج والتعلم تتوضح من خلال النقاط التالية:
- يُنصح بتوحيد معدل النضج، حتى مع وجود اختلافات في الظروف التعليمية.
- توجد علاقة إيجابية بين نضوج الفرد ومدى تعلمه، فكلما زاد النضج، زادت فرصة التعلم.
- الأنماط المهارية التي تتأثر بالسلوك الناضج تُعد أكثر قابلية للتعلم.
- قد يؤدي التدريب المُكثف للطفل قبل نضوجه إلى آثار سلبية على سلوكه.
الاستعداد
الاستعداد هو حالة من التأهب الجسدي والنفسي التي تساعد الفرد على اكتساب مهنة أو تعلم خبرة جديدة. ولهذا الاستعداد علاقة وطيدة بالنضج والتدريب.
الدافعية
تشير الدافعية إلى حالة نقص داخلي أو توتر ناجم عن عوامل داخلية تساهم في توجيه السلوك وتعزيز استمرارية التعلم. يمكن الحفاظ على الدافعية من خلال عدة خطوات، تشمل:
- توجيه السلوكيات نحو مصادر التعلم.
- تعزيز السلوكيات التي تدعم عملية التعلم.
- استخدام الوسائل المناسبة لتحقيق أهداف التعلم.
- استمرار السلوكيات التعلمية حتى تتحقق الأهداف المراد الوصول إليها.
التدريب والخبرة
يُعرف التدريب بأنه محاولات الفرد لتعزيز تجربته التعليمية، حيث يتأثر ذلك بنوع البيئة المحيطة ويُساهم في تطوير مهارات الفرد.
العوامل المؤثرة في فعالية التعلم
قام المختصون في علم النفس التربوي بتحديد مجموعة من العوامل التي تؤثر في فعالية عملية التعلم، ومنها:
- خصائص المتعلم: تُعتبر من العناصر الأساسية التي تحدد مدى فعالية التعليم، حيث يمتلك المتعلمون مستويات مختلفة من القدرات الحركية والعقلية والصفات الجسدية، إلى جانب اختلاف القيم والاتجاهات.
- سلوك المعلم والمتعلم: العلاقات التفاعلية بينهما تُؤثر بشكل كبير على نتائج التعليم.
- خصائص المعلم: تلعب كفاءة المعلم ودور القيم والميول وتأثير شخصيته دورًا بارزًا في فاعلية التعلم.
- بيئة التعلم: تلعب البيئة المدرسية دوراً في توفير الوسائل التعليمية والمعدات اللازمة.
- المادة الدراسية: يُظهر الطلاب انطباعات مختلفة عن المواد الدراسية، حيث يختلف التحصيل العلمي من مادة لأخرى.
- صفات المتعلمين: تتشكل الصفوف المدرسية من طلاب يمتلكون قدرات وقيم مختلفة نتيجة تجارب سابقة.
- العوامل الخارجية: تشمل العوامل المؤثرة على الموقف الشخصي تجاه عملية التعلم، مثل البيئة الأسرية والثقافية.
- نظرة المجتمع: تمثل هذه النظرة إحدى العوامل المؤثرة في عملية التعلم، حيث تسعى بعض المجتمعات لتقديم الدعم في التحصيل الدراسي، بينما تؤثر مجتمعات أخرى بشكل سلبى.
استراتيجيات التعلم
تُعتبر استراتيجيات التعلم الإجراءات والسلوكيات التي تعين المتعلمين على التفاعل بشكل فعال مع المواد التعليمية، حيث تشمل الأنماط السلوكية التي يستخدمها المتعلمون في تعزيز تجربتهم التعليمية وضبط المحاولات التي يقومون بها.