تصوير الرحم باستخدام التقنية المائية

تصوير الرحم

يُعتبر الرحم (بالإنجليزية: Uterus) أحد الأعضاء الحيوية في جسم المرأة، حيث يتميّز بشكله المجوّف الذي يشبه الكمثرى. ينقسم الرحم إلى قسمين: عنق الرحم الذي يتميز بضيق في الشكل، وجسم الرحم الأوسع. تعتمد تقنية تصوير الرحم عادةً على جهاز الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، الذي يستخدم الموجات الصوتية عالية التردد لإنتاج صور توضح بنية الرحم الداخلية. يهدف هذا التصوير إلى توفير معلومات دقيقة تشخيص الأمراض المرتبطة بالرحم وعلاجها. قد يتم إجراء الفحص عن طريق وضع الجهاز على جسم المرأة من الخارج أو إدخاله عبر المهبل، مما يساعد في الاطمئنان على صحة الرحم والمبيضين. يحتاج إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية عادةً من 30 إلى 60 دقيقة، وهو فحص غير مؤلم عادة، رغم أنه قد يتسبب في شعور طفيف بالانزعاج.

تصوير الرحم المائي

تصوير الرحم المائي (بالإنجليزية: Sonohysterography) هو تقنية طبية تعزز من تشخيص وعلاج عدة حالات نسائية. تُستخدم هذه التقنية الموجات فوق الصوتية لإنشاء صورة تفصيلية وآمنة لبنية الرحم الداخلية بوسائل غير مؤلمة. تتضمن هذه التقنية حقن كمية صغيرة من محلول ملحي معقم داخل تجويف الرحم. يُنصح المريضية بتفريغ المثانة قبل بدء الفحص، ويفضل إجراء تلك العملية بعد انتهاء الدورة الشهرية لتفادي خطر عدوى. يُعتبر من الضروري إجراء تصوير الرحم المائي في الفترة الأولى من الدورة الشهرية إذا كان الهدف هو تقييم مشاكل الخصوبة، بينما يتم في الأسبوع الأخير من الدورة لتفحص وجود أورام أو لحميات. تتكون إجراءات تصوير الرحم المائي من ثلاث مراحل رئيسية:

  • التصوير الأولي بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل: يقوم الطبيب بإجراء تقييم مبدئي لتجويف الرحم باستخدام مسبار موجات فوق صوتية بدون وجود سوائل.
  • إدخال السائل في الرحم: يتم إدخال منظار طبي عبر المهبل للحفاظ عليه مفتوحًا لتسهيل الوصول إلى عنق الرحم، ومن ثم يتم تنظيف عنق الرحم لإدخال أنبوب لتوصيل السوائل مما يؤدي إلى زيادة وضوح الصورة.
  • التصوير الرحمي بالموجات فوق الصوتية: في هذه المرحلة، يُعاد إدخال مسبار الموجات فوق الصوتية ويتم إضافة المزيد من السوائل. يتعين على الطبيب تقييم صحة بطانة الرحم ومراقبة تدفق السوائل إلى قناة فالوب، ويمكن استخدام تقنية دوبر (بالإنجليزية: Doppler ultrasound) لفحص تدفق الدم ومعرفة وجود انسدادات أو جلطات.

مجالات استخدام تصوير الرحم المائي

تتعدد فوائد تصوير الرحم المائي، خصوصًا في الحالات التي يتعذّر فيها الحصول على صور واضحة للتجويف الرحمي بواسطة الفحص التقليدي. ومن أهم التطبيقات لهذا النوع من التصوير:

  • النزيف المهبلي: يُستخدم لتحديد أسباب النزيف المهبلي عند النساء سواءً قبل أو بعد انقطاع الطمث، من خلال استبعاد مشاكل معينة مثل زيادة سمك بطانة الرحم أو وجود لحميات.
  • العقم عند النساء: يُساعد هذا الفحص في الكشف عن أسباب العقم مثل الالتصاقات في جدران الرحم التي قد تؤثر على حركة الأمشاج، أو وجود تشوهات خلقية مثل الحاجز الرحمي.
  • تشوهات الرحم: يمكن استخدام تصوير الرحم المائي للتحقق من التشوهات الرحمية المكتشفة في الفحص التقليدي، مثل الأورام الحميدة أو السرطانية وزيادة سمك الرحم.
  • جراحة الرحم: يُعد الفحص أداة مهمة لتقييم الأورام الليفية واللحميات الحميدة قبل الجراحة، وكذلك للتحقق من إزالة الأورام بعد العملية.

تحذيرات تصوير الرحم المائي

يُعتبر تصوير الرحم المائي إجراء آمناً بشكل عام، وغالباً ما تكون المرأة في حالة جيدة بعد الفحص وقادرة على العودة إلى أنشطتها اليومية مباشرة. رغم قلة ظهور آثار جانبية، قد تعاني بعض النساء من دوخة أو انزعاج طفيف في منطقة الحوض. قد تلاحظ المرأة أيضاً إفرازات من المهبل نتيجة السائل الملحي الذي تم حقنه، والذي قد يحتوي على قطرات دم. يُنصح باستخدام الفوط الصحية لتخفيف الانزعاج، ولكن يُفضل تجنب استخدام السدادات القطنية في اليوم الأول بعد الفحص.

على الرغم من انخفاض فرص الإصابة بالعدوى، يجب مراقبة أي أعراض تشير إلى حدوث ذلك، مثل ارتفاع درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو إفرازات مهبلية ذات رائحة غير مستحبة، أو نزيف شديد، أو ألم مفرط. في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، يُنصح بالتواصل مع الطبيب العالج على الفور. كما يُمنع إجراء تصوير الرحم المائي خلال فترة الحيض أو في حالة الحمل، حيث قد يطلب الطبيب إجراء اختبار حمل للتأكد من عدم وجود حمل.

Scroll to Top