تفسير السمسم في المنام
في الإسلام، تُقسم الرؤى إلى عدة أنواع، ومنها ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (الرُّؤْيا الصَّالِحةُ مِنَ اللهِ، والحُلمُ مِنَ الشَّيطانِ. فمَن رأى رُؤيا يَكرَهُ منها شَيئًا فليَنفُثْ عن يَسارِه ثَلاثًا، وليَتعَوَّذْ باللهِ مِنَ الشيطانِ؛ فإنَّها لا تَضُرُّه، ولا يُخبِرْ بها أحَدًا. وإنْ رأى رُؤيا حَسَنةً فليَستَبشِرْ، ولا يُخبِرْ بها إلَّا مَن يُحِبُّ).
تشير الرؤيا الصالحة، وهي من الله -عز وجل-، إلى أن المسلم قد يرى في المنام شيئًا يحمل خيرًا أو رزقًا. بينما يُعتبر الحُلم رسالة من الشيطان، مثل أن يرى المسلم مشاهد مؤسفة كالقتل أو شرب الخمر، التي من شأنها أن تحزنه. وليس هناك توقيت محدد لتحقيق الرؤى، فكل شيء بأمر الله وعلمه.
وفيما يتعلق بالمنامات الإيجابية، فقد أكد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كما رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن: (الرُّؤْيا الحَسَنَةُ، مِنَ الرَّجُلِ الصَّالحِ، جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّة).
تفسير رؤية السمسم في المنام
تشمل المنامات التي يراها المسلم أيضًا رؤية السمسم. وقد ذكر ابن غنام أن رؤية السمسم تشير إلى مال وافر ورزق مشروع، ويكون بمثابة حفظ وثبات للثروة. كما تمت الإشارة إلى أن عصر السمسم وطحنه قد يمثلان مالًا وعزًا وسلطة، مما يشير إلى زيادة مستمرة في الثروة.
أما عبد الغني النابلسي، فقد أوضح أن رؤية السمسم يمكن أن تدل على رجل ثري. وإذا تم عصر السمسم لتحويله إلى زيت أو عصير، فإن ذلك يعني نموًا مستمرًا في المال وكثرة في الرزق. وفيما يتعلق بخل السمسم، فقد يُشير إلى شخص يتقرب إلى أهل الدين ويحث الناس على الخير وطاعة الله -عز وجل- سواء في الدنيا أو الآخرة.
زراعة السمسم في المنام
عندما يرى الشخص في منامه أنه يزرع السمسم، فقد فسرها عبد الغني النابلسي بأنها دلالة على تحقيق تجارة مربحة ومال وفير وزيادة في السعادة والسرور. وأيضًا، يُعتبر رؤية السمسم الجاف في المنام دلالة أقوى من السمسم الرطب. في حين أن رؤية السمسم المقلي قد تشير إلى تعب أو مشاكل صحية.
تجدر الإشارة إلى أن تفسير السمسم للأطباء يعتبر جيدًا، إلا أنه قد يدل لبقية الناس على وجود مرض قوي، وقد يقال إن رؤية السمسم قد تشير إلى ضرر بسبب تكرار كلمة “سم” في اسم السمسم.
ختامًا، يجب التأكيد على أن علم تفسير الأحلام يحمل طابع اجتهادي، وقد يكون الحلم من الشيطان ليؤدي إلى إحباط المسلم وإفساد مزاجه. ولا ينبغي على المسلم أن يروي رؤاه إلى أي شخص. فقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كما رواه الصحابي الجليل أبو رزين العقيلي: (الرُّؤْيا على رِجْلِ طائرٍ، ما لم تُعَبَّرْ. فإذا عُبِّرَتْ سقَطتْ، ولا يَقُصُّها إلَّا على حَبيبٍ، أو لَبيبٍ، أو ذِي مَوَدَّةٍ).