عبد الله بن مسعود
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يُكنى بأبي عبد الرحمن الهذلي. يُعتبر من الفقهاء وصحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنه كان حليف قبيلة زهرة. يعد من أوائل المهاجرين، حيث هاجر في الهجرتين وصلى في القبلتين. وُصف بأنه أول من أعلن قراءة القرآن الكريم بصوت عالٍ، وقد تقلد منصب بيت المال وقضاء الكوفة خلال فترة الخليفة عمر بن الخطاب.
إسلامه
يُعد عبد الله بن مسعود من أول الذين اعتنقوا الإسلام، حيث يُعتبر سادس من أسلم. هاجر هجرتين، الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة المنورة. شارك في معركة بدر مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان له دور بارز في القضاء على أبي جهل، حيث أهدى الرسول سيفه بعد أن أحضر له رأسه. على الرغم من نحافته وضعف بنيته، إلا أنه كان قوي الإيمان، وقد شهد له الرسول بأن ساقه أثقل من جبل أحد في ميزان الله. يُعد أيضاً من الصحابة الذين بشرهم النبي بالجنة.
حكمته
تمتع عبد الله بن مسعود بقدرة فائقة على التعبير ورؤية عميقة للأمور. كان يؤكد دائماً على أهمية العمل، قائلاً: “(إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغاً، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة).” كما عُرف بعباراته الحكيمة، مثل: “(خير الزاد التقوى، وخير الغنى غنى النفس، وشر العمى عمى القلب، وشر المكاسب الربا، وأعظم الخطايا الكذب، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه، وشر المأكل مال اليتيم).”
قربه من الرسول صلى الله عليه وسلم
كان عبد الله بن مسعود رفيق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يحمل نعليه عندما ينزعهما. كما كان يحمل وسادة الرسول ومطهرته. أؤتمن أيضاً على أسرار النبي، ولم يكن أحد يعلم بها سواه، مما جعله يُلقب بصاحب السواد. كان له مكانة خاصة عند الرسول، إذ كان يحق له طرق باب النبي في أي وقت كان، ليلاً أو نهاراً.
وفاته
انتقل عبد الله بن مسعود إلى المدينة المنورة في آخر حياته، وتوفي في السنة الثانية والثلاثين للهجرة، أثناء حكم الخليفة عثمان بن عفان.