صيغة تكبيرات عيد الأضحى
تختلف آراء الفقهاء في الصيغة المثلى للتكبير التي يُستحب أن يتبعها المسلمون في عيد الأضحى، ويمكن تلخيصها في قولين كالتالي:
- الحنفية والحنابلة
وفقاً لهؤلاء الفقهاء، تكون صيغة التكبير كالتالي: “الله أكبر والله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر”.
- المالكية والشافعية
أما بالنسبة للمالكية والشافعية، فإن صيغة التكبير عندهم تكون بقول: “الله أكبر” ثلاث مرات. وتعتبر هذه الصيغة هي الأكثر أفضلية لدى المالكية، وإذا أضاف المسلم: “لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”، فإن ذلك يُعتبر حسناً؛ استناداً إلى ما فعله الصحابة مثل ابن عباس وجابر -رضي الله عنهما-. وقد استحب الشافعية زيادة بعد التكبيرة الثالثة بقول: “الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً”.
وذلك استناداً إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- على جبل الصفا. ومن المستحب أيضاً أن يقول بعد ذلك: “لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر”، ويختتم بالصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- وآله وصحبه وأزواجه -رضي الله عنهم جميعاً-.
أنواع تكبيرات عيد الأضحى ووقت ادائها
التكبير المطلق
يُعرف التكبير المطلق بأنه التكبير المستحب في كل وقت، حيث لا يقتصر فقط على الفترة التي تلي الصلوات. وفقاً للحنابلة، يستمر هذا التكبير منذ بداية شهر ذي الحجة وحتى انتهاء خطبة العيد في يوم النحر.
بينما يرى الشافعية أن وقته يبدأ من الليلة الأولى للعيد، استناداً إلى التكبير في عيد الفطر؛ إذ أشار الله -تعالى- إلى التكبير بعد انتهاء صيام شهر رمضان، ويستمر حتى يكبر الإمام تكبيرة الإحرام في صلاة العيد.
التكبير المقيد
أما التكبير المقيد فهو التكبير الذي يرتبط بوقت معين، ويكون بعد أداء الصلاة المفروضة. وقد اشترط معظم الفقهاء أن تكون الصلاة التي يليها التكبير عبارة عن صلاة جماعة. وفيما يلي الآراء حول ذلك:
- الحنفية: يجب التكبير المقيد مرة واحدة بعد كل فرض يتم في جماعة، حيث ذهب أبو يوسف ومحمد من الحنفية إلى وجوب التكبير بعد كل فرض، بغض النظر عن كون المصلي مسافراً أو مفرداً أو امرأة.
- المالكية: يُستحب التكبير المقيد بعد الصلاة الهيئة المفروضة المأخوذة بالأداء، ولا يُستحب التكبير بعد الفريضة التي تكون قضاءً.
- الشافعية: يُستحب التكبير المقيد بعد جميع الصلوات، سواء كانت فرضاً أو نفلاً، لأن التكبير يختص بوقت الصلاة وليس بنوعها.
- الحنابلة: يُستحب التكبير المقيد بعد صلاة الفرض التي تكون في جماعة، فمن يصلي منفرداً لا يُستحب له التكبير.
متى يبدأ التكبير المقيد؟
تعددت أقوال الفقهاء حول وقت بدء التكبير المقيد في عيد الأضحى، وهي كالتالي:
- الحنفية: يبدأ التكبير بعد صلاة الفجر من يوم عرفة ويستمر حتى ما بعد صلاة العصر في يوم العيد.
- المالكية: يبدأ من بعد صلاة الظهر في يوم العيد ويمتد حتى صلاة الفجر من آخر أيام التشريق.
- الشافعية: يبدأ من فجر يوم عرفة ويمتد حتى عصر آخر أيام التشريق، سواء صلى المسلم العصر في أول الوقت أو آخره.
- الحنابلة: يبدأ عندهم من صلاة الفجر في يوم عرفة إن لم يكن حاجاً، أما إن كان حاجاً فيبدأ من صلاة الظهر يوم العيد، حيث يكون مشغولاً بالتلبية، ويستمر حتى عصر آخر أيام التشريق.
حكم تكبيرات عيد الأضحى
تفق غالبية الفقهاء على أن التكبير في عيد الأضحى يعتبر سنة مؤكدة، بينما رأى الحنفية أنه واجب. ويتضح أن التكبير هو أمر دأب عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، وقد ورد عن أم عطية -رضي الله عنها- أنها قالت: “كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها حتى نخرج الحيض فيكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهارته”.
أما جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، وفي رواية عن أبي حنيفة، فقد ذهبوا إلى أن الجهر بالتكبير يعد سنة في حق الرجال، مستندين إلى حديث أم عطية -رضي الله عنها- الذي أُشير إليه سابقاً، مؤكدين على ان الرجال كانوا يظهرون التكبير في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام-، لذا لو لم يُكبر الرجال لم تكن النساء ليكبّرن من خلفهم.
عدد التكبيرات في صلاة عيد الأضحى
تعددت آراء الفقهاء حول عدد تكبيرات صلاة عيد الأضحى، وهي كما يلي:
- الحنفية: يُكبّر الإمام ثلاث تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية تكبيرات ثلاث بعد القراءة وقبل الركوع، وهي رواية أيضاً عن الإمام أحمد.
- المالكية والحنابلة: يُكبّر الإمام سبع تكبيرات في الركعة الأولى مع تكبيرة الإحرام، وست تكبيرات في الركعة الثانية بعد الرفع من الركوع وقبل القراءة، ويعتمد على هذا الرأي ابن تيمية وابن باز أيضاً.
- الشافعية: يُكبّر الإمام سبع تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام من السجود، وقد قال بذلك ابن حزم وابن عبد البر أيضاً.
حكم التكبيرات الجماعية في عيد الأضحى
تناول فقهاء المالكية والشافعية حكم التكبير الجماعي في العيد، وآراؤهم تتلخص كما يلي:
- المالكية
قالوا بعدم استحباب التكبير الجماعي، وقد أيد هذا الرأي الإمام الشاطبي وكذلك عدد من العلماء المعاصرين مثل ابن باز، والألباني، وابن عثيمين، واستندوا إلى حديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”، حيث يعتبر التكبير نوعاً من الالتزام الذي لم يُشرع في الإسلام، ولم يُرِد عن الصحابة أو التابعين شيء في هذا الشأن.
- الشافعية
يرون أن التكبير الجماعي مشروع في العيد، مستندين إلى فعل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي كان يكبر في منى، فتسمع الناس فيكبّرون بتكبيره حتى ترتجّ منى من التكبير. أما بالنسبة للنساء، فيجب عليهن خفض أصواتهن عند التكبير سواء كان ذلك بشكل فردي أو في جماعة.