شرح سورة الحشر بطريقة مناسبة للأطفال

تفسير سورة الحشر للأطفال

سيتناول هذا المقال تفسير سورة الحشر بلغة مناسبة للأطفال، من خلال استعراض المواضيع الأساسية التي تضمنتها السورة.

تفسير آيات إجلاء اليهود من المدينة

تبدأ الآيات الكريمة بالتحدث عن إخراج يهود بني النضير من المدينة المنورة، وذلك بسبب عدم إيمانهم ونقضهم العهد مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-. ويعتبر هذا الإجلاء أول حشر لهم في الدنيا، حيث إن لليهود حشراً في الدنيا وآخر في الآخرة الذي هو الحشر العظيم.

قد وُصفوا بأنهم كانوا أول من أُخرج من ديارهم من أهل الكتاب، وتعددت الروايات حول وجهتهم بعد الإجلاء، حيث قيل إنهم انتقلوا إلى بلاد الشام، أو إلى خيبر، أو نجد، كما ذُكر أنهم ذهبوا إلى أريحا وتيماء.

كان يهود بني النضير يحتمون في حصونهم ويجمعون الكثير من الأسلحة ظناً منهم أن ذلك سيحميهم من عذاب الله إذا جاء. وعندما حان أمر الله، أصابتهم الخوف والرعب، مما جعلهم يهدمون بيوتهم في السابق قبل مغادرتها.

أما سبب إجلائهم من المدينة، فقد جاء بعد غزوة أحد، حيث تم نقض العهد من قِبل اليهود بعدما تعرض المسلمون للهزيمة، وانطلقوا إلى مكة للتحالف مع قريش ضد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تحت قيادة كعب بن الأشرف.

أمر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- محمد بن مسلمة الأنصاري بقتل قائدهم وإبلاغهم بخروجهم من المدينة. طلبوا مهلة قدرها عشرة أيام للخروج، لكن بعض المنافقين قاموا بمحاولة إقناعهم بعدم مغادرة الحصون، موهمين إياهم بأنهم سيدعمونهم في حال حدث قتال. ومع ذلك، شعر اليهود برهبة من المسلمين في النهاية وطلبوا الصلح، لكن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان قد قرر إجلاءهم.

وانتقلت الآيات كذلك للحديث عن حرمة قطع النخيل وحرقه، حتى وإن كان مِلْكاً للعدو.

تفسير آيات تقسيم الفيء

تناولت الآيات الكريمة المسألة المتعلقة بالممتلكات التي حصل عليها المسلمون بعد غزوة بني النضير، حيث تُعتبر هذه الأموال فيءً أُخذ دون قتال. وقد فرضت الآيات أن يُخصص النصيب الأكبر للمهاجرين نظراً لاحتياجهم بعد هجرتهم، بينما حظي ثلاث فقراء من الأنصار، وهم: سهل بن حنيف وأبو دجانة والحارث بن الصّم، بنصيبهم أيضاً.

تفسير آيات المنافقين وموقفهم

يخاطب الله -عز وجل- نبيَّه بشأن المنافقين الذين تواصلوا مع يهود بني النضير، كاشفًا كذبهم ومحاولاتهم لإثبات قوتهم ضد المسلمين، حيث أظهر الله -سبحانه- كذب وعودهم.

ويُبين المولى أنه حتى لو خرج اليهود معهم أو قاتلوا، فإنهم لن يساندوهم، بل سيكون مصيرهم الفرار والهزيمة، حتى إنهم يسمون أنفسهم بالمنافقين، لأنهم يخافون من المسلمين أكثر من خوفهم من الله -تعالى-، وفي ذلك دليل على جهلهم بعظمة الله وقدرته.

كما أن المنافقين واليهود يشتركون في صفة الخوف وعدم الجرأة على مواجهة المسلمين، حيث يميلون لمهاجمتهم من خلف الجدران والأسوار، وليس في ساحة المعركة مباشرة. وعلى الرغم من أنهم قد يظهرون متحدين، إلا أنهم مليئون بالفرقة والعداوة في واقع الأمر.

ومثل هؤلاء يشبههم بالله تعالى بإنسان أغراه الشيطان بالكفر، وبعد أن يكفر يتخلى عنه، وهذا يجعل مصيرهم النار الخالدة.

تفسير آيات التقوى للمؤمنين

يبين الله -عز وجل- مكانة المؤمنين بعد أن استعرض حالة اليهود والمنافقين، مُظهراً الفارق الكبير بين من سيفوز بدخول جنات الله، وبين أولئك الذين سيكون مصيرهم إلى النار.

ويأمر الله عباده المؤمنين بتقوى الله، عبر اجتناب ما نهى عنه والقيام بما أمر، والإكثار من الأعمال الصالحة في الدنيا، ليحصلوا على ثوابها في الآخرة، وليكون نصيبهم نعيم الجنة.

تفسير الآية الخاصة بمكانة القرآن الكريم

يذكر الله -عز وجل- عظمة القرآن وعلو شأنه، موضحًا أنه لو نزل على جبل من الجبال لخشع واهتز خوفًا من الله -تعالى-، رغم صلابة الجبال، إلا أن كلام الله وما يحمله من مواعظ قادر على إحداث تأثير عميق في النفوس.

ويُضرب هذا المثل لدلالة على رفعة القرآن وأثره العظيم في القلوب، لتعتبر الناس بما يحمل.

تفسير الآيات المتعلقة بأسماء الله الحسنى

ختام الآيات جاء بذكر أسماء الله الحسنى وصفاته، حيث أنه العليم بما في قلب الإنسان وما يعلن، القدوس المتعالي عن كل عيب، السلام الذي يُعِدّ أتباعه للأمان، المؤمن الذي يحفظ أولياءه من العذاب، والجبّار العظيم، المطلع على كل شيء.

فلا أحد يضاهي الله في صفات الربوبية، وهو المتكبر العالي، خالق كل شيء، المصوّر الذي أنشأ المخلوقات بأشكال متنوعة، فسبحان من له هذه الأسماء، وسبحان الذي جعل كل مخلوق في الكون يسبح له ويتفكر في عظيم خلقه وصنعه.

Scroll to Top