ثمرات القرب من الله
إن القرب من الله هو مقام سامٍ، يعود على العبد بفوائد عديدة، من أبرزها:
السعادة في الدارين
تعد السعادة في الدنيا والآخرة من جزاء الله للذين يتقربون إليه، والدليل على ذلك قوله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
دخول الجنة يوم القيامة
قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ). هؤلاء الذين قاموا بأعمالهم الصالحة هم من يتقربون إلى الله من خلال الالتزام بأوامره.
طرق القرب من الله
الحياة السعيدة والمليئة بالخير لا يمكن تحقيقها إلا من خلال القرب من الله. مهما بحث الإنسان عن السعادة بعيدًا عن هذه العلاقة، فلن يجدها، حتى وإن ملك الدنيا وما فيها. إن تحقيق مقام القرب من الله يتطلب بذل بعض الأسباب، ومنها:
أداء الفرائض والنوافل
يحرص العبد على أداء الفرائض كما أوجب الله، كما يسعى لتعزيز النوافل والاستزادة منها، فذلك يقربه إلى الله ويجلب محبة الله له. ويظهر هذا المعنى في الحديث القدسي: (من عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ…).
التوبة من الذنوب
الإنسان خُلق ضعيفًا، ولأنه قد يذنب، فإن العودة إلى الله بالتوبة هي السبيل القوي لهذا الضعف. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ: التَّوَّابونَ)، فإن الرجوع إلى الله بالتوبة يعزز القرب منه.
استشعار النعم وأداء الشكر
الاستحضار الدائم للنعم وضرورة شكر الله عز وجل عليهما يقرب العبد من الخالق، إذ يذكره بعظمة الله وإنعامه عليه.
أسباب البعد عن الله
عندما يفهم المسلم أن الله مطلع على جميع أحواله، وأن الدنيا اختبار له، ينبغي عليه العمل على تجنب الأمور التي تبعده عن الله. ومن هذه الأمور:
- حب الشهوات: فهي متعة مؤقتة تؤدي إلى الألم الدائم، مما يبعد العبد عن الله ويزيد انغماسه في ملذات الدنيا.
- سوء الظن بالله: ينبغي أن يكون ظن العبد بالله متمثلاً في اليقين. إن وسوسة سوء الظن قد تؤدي بالعبد إلى المهالك، بينما حسن الظن بالله يقرب العبد منه.
- الشيطان: هو عدو الإنسان وهدفه الأساسي إبعاد العبد عن الله. وقد أقسم أن يغوي بني آدم، ولكن ليس له سلطان على المؤمنين.