نص الآية الكريمة
ورد في سورة النساء: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا).
شرح المفردات اللغوية في الآية
فيما يلي توضيح لمعاني المفردات اللغوية المذكورة في الآية:
- تُقسطوا: تعني تعدلوا.
- فانكحوا: تعني تزوجوا.
- ما طاب لكم: تعني ما أعجبكم منهن.
- مَثنى وثُلاث ورُباع: تشير إلى زوجتين أو ثلاث أو أربع فقط.
- ما ملكت أيمانكم: تعني الإماء.
- أدنى: تعني أقرب.
- تعولوا: تعني تظلموا.
سبب نزول الآية
تستند أسباب نزول هذه الآية إلى حديث صحيح ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، حيث قالت: “عَنْ عَائِشَةَ، (وَإنْ خِفْتُمْ ألَّا تُقْسِطُوا في اليَتَامَى)، قالت: اليَتِيمَةُ تكون عند الرجل وهو وليها، فيتزوجها على مالها، ويُسيء صُحبتها، ولا يعدل في مالها، فلْيتزوج ما طاب له من النساء سواها، مثنى وثلاث ورُباع”، كما رُوي عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- أن هذه الآية نزلت لتحذير من عدم العدل بين الزوجات، والنهي عن الزواج بأكثر من واحدة إذا كان الرجل غير قادر على توفير حقوقهن. تشبه النساء هنا اليتامى في ضعفهن، لذا يجب على الرجال أن يخافوا من ظلمهن كما يخافون من ظلم اليتامى.
المعنى الإجمالي للآية
تناولت هذه الآية الكريمة موضوعين أساسيين. الأول هو تحذير من ظلم الأيتام عبر الاستيلاء على أموالهم بغير حق أو عدم تقديم حقوقهم كاملة. ففي حالة زواج الرجل من اليتيمة التي تحت وصايته، عليه أن يعاملها كما يعامل جميع النساء ولا يبخسها حقها في المهر. وقد نزلت الآية بهذا السياق، مؤكدةً على وجوب المهر كحق للمرأة يستحق الاستيفاء.
أما الموضوع الثاني فيتعلق بجوهر الحكم الشرعي حول تعدد الزوجات في الإسلام، مع التأكيد على أهمية العدل بينهن. سمح الله -تعالى- للمسلم بأن يتزوج بما يصل إلى أربع نساء، محذراً في الوقت ذاته من الظلم وعدم العدل. يجب على الزوج أن يتعامل بالإنصاف مع جميع زوجاته في جوانب مثل النفقة، المبيت، وحسن العشرة. كما دعى النبي -صلى الله عليه وسلم- للإحسان إلى الزوجة والأهل، مشيراً إلى أن أفضل الرجال هم الذين يتعاملون برفق ولطف مع عائلاتهم، كما في قوله: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.